حكم القائلين بوحدة الوجود من الصوفية
[ و القائلون بوحدة الوجود من الصوفية ( 1 ) إذا التزموا بأحكام الاسلام فالأَقوى عدم نجاستهم إلا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من المفاسد ] ( 1 ) القائل بوحدة الوجود ان أراد ان الوجود حقيقة واحدة و لا تعدد في حقيقته و انه كما يطلق على الواجب كذلك يطلق على الممكن فهما موجودان و حقيقة الوجود فيهما واحدة و الاختلاف انما هو بحسب المرتبة لان الوجود الواجبي في أعلى مراتب القوة و التمام ، و الوجود الممكني في أنزل مراتب الضعف و النقصان و ان كان كلاهما موجودا حقيقة وأحدهما خالق للاخر و موجد له فهذا في الحقيقة قول بكثرة الوجود و الموجود معا نعم حقيقة الوجود واحدة فهو مما لا يستلزم الكفر و النجاسة بوجه بل هو مذهب أكثر الفلاسفة بل مما اعتقده المسلمون و أهل الكتاب و مطابق لظواهر الآيات و الادعية فترى انه - ع - يقول أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الرب و انا المربوب ( 1 ) و غير ذلك من التعابير الدالة على ان هناك موجودين متعددين أحدهما موجد و خالق للآخر و يعبر عن ذلك في الاصطلاح بالتوحيد العامي .و ان أراد من وحدة الوجود ما يقابل الاول و هو أن يقول بوحدة الوجود و الموجود حقيقة و انه ليس هناك في الحقيقة إلا موجود واحد و لكن له تطورات متكثرة و اعتبارات مختلفة لانه في الخالق خالق و في المخلوق مخلوق كما انه في السماء سماء و في الارض أرض و هكذا و هذا هو الذي يقال له توحيد خاص الخاص و هذا القول نسبه صدر المتألهين إلى بعض الجهلة من المتصوفين - و حكي عن بعضهم انه قال : ليس في جبتي سوى الله - و أنكر نسبته إلى أكابر الصوفية و رؤسائهم ، و إنكاره هذا هو الذي يساعده الاعتبار فان العاقل كيف يصدر منه هذا الكلام و كيف1 - كما في دعاء يستشير و غيره من الادعية .