حقيقة التوبة
[ و حقيقتها الندم ( 1 ) و هو من الامور القلبية ] مع الاشاعرة دون المعتزلة .
حقيقة التوبة : ( 1 ) الظاهر انه لم تثبت للتوبة حقيقة شرعية و لا متشرعية ، و انما هي بمعناها اللغوي أي الرجوع و هو المأمور به شرعا و عقلا ، فكما أن العبد الآبق الفار و الخارج عن زي عبوديته يجب أن يرجع عن خروجه هذا فكذلك العبد لابد من أن يرجع إلى مولاه الحقيقي عن طغيانه و تمرده و تعديه .
فلا يعتبر في حقيقة التوبة سوى الرجوع و له لا زمان : أحدهما : الندم على عصيانه إذ لو لم يندم على ما فعله لم يكن رجوعه رجوعا حقيقيا عن التمرد و الخروج .
و ثانيهما : العزم على عدم العود لوضوح انه لولاه لم يكن بانيا على الدخول في طاعة الله سبحانه بل هو متردد في الدخول و الخروج و هذا بنفسه مرتبة من مراتب التعدي و الطغيان فان العبد لابد أن يكون بانيا على الانقياد في جميع الازمان .
إذ لو لم يعزم على الطاعة و عدم الطغيان كان مترددا في الطاعة و العصيان كما عرفت و هو قبيح حتى فيما إذا لم يسبقه المعصية أصلا - كما إذا كان في أول بلوغه - فانه لابد من أن يعزم على عدم الاقتحام في العصيان ، و هذان الامران من لوازم الرجوع لا أنهما حقيقة التوبة .