قبول التوبة تفضل
كبيرة و ذلك لبعد ان تكون المعصية صغيرة و يكون ترك التوبة عنها كبيرة .
قبول التوبة تفضل : ثم إن هناك بحثا آخر : و هو أن التوبة - كانت واجبة عقلا و شرعا أو عقلا فقط - هل يجب على الله قبولها بحيث تمحى بها المعصية المتحققة و يزول بها استحقاقه العقاب على نحو لو عاقبه الله تعالى بمعصيته بعد التوبة كان ظلما قبيحا أو لا يجب قبولها عليه ؟ و قد تعرضنا لهذا البحث في التكلم عن مقدمة الواجب و قلنا ان استحقاقه العقاب الثابت بالمعصية المتقدمة لا يرتفع بالتوبة المتأخرة لان الشيء لا ينقلب عما وقع عليه فلو عاقبه الله سبحانه بعد ذلك كان عقابا واقعا عن استحقاق و في محله و لم يكن ظلما لا عن استحقاق .
إلا ان هذا البحث مجرد بحث علمي لا يترتب عليه أثر عملي كما ذكرناه في بحث مقدمة الواجب لانه ثبت بالكتاب و السنة أن الله يقبل التوبة عن عباده و انه رؤوف بهم و انه لا كبيرة مع الاستغفار ( 1 ) المراد به التوبة ، فالتوبة و ان لم يكن معها عقاب على المعصية إلا انه من باب التفضل من الله سبحانه عملا بوعده لا أنه من باب الوجوب و قد وافقنا على ذلك الاشاعرة خلافا للمعتزلة حيث ذهبوا إلى وجوب قبول التوبة على الله ، و هذا من جملة الموارد التي لابد فيها من الموافقة
1 - الوسائل : ج 11 باب 47 و 48 من أبواب جهاد النفس ح 11 و 3 .