الارض المختلفة الجهات : ثم ان ما ذكرناه من وجوب الفحص على المسافر غلوة أو غلوتين انما هو فيما إذا كانت حزنة أو سهلة ، و اما إذا كانت حزنة من جهة و سهلة من جهة اخرى فلا مناص من أن يفرق بينهما و يرتب على الحزنة منها حكمها ، و على السهلة منها حكمها لان الحكم يتبع موضوعه و لعله ظاهر .و انما الكلام فيما إذا كانت الجهات الواحدة مختلفة بان كان بعضها سهلة و بعضها حزنة ، و هذا الامر يأتي التعرض له في كلام الماتن بعدئذ ، لكن المناسب : أن يتكلم عنه في المقام فنقول : الارض المتحدة الجهة : أن السهلة من الارض إذا كانت يسيرة جدا أو الحزنة منها كانت يسيرة فهي في الصورة الاولى حزنة و في الثانية سهلة إذ قلما توجد جهة أو ارض سهلة بأجمعها أو حزنة كلها ، بل كل منهما يشتمل على شيء قليل من غيرها ، و اما إذا كانت الجهة الواحدة نصفها حزنة و نصفها سهلة فهل هي بحكم السهلة أو الحزنة ؟ التحقيق خروجها عن منصرف الرواية لعدم كونها سهلة و لا حزنة و انما هي مركبة منهما فهي خارجة عن كلا القسمين و لا يحكم عليها