بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لكنّه تصدّى لما لا يَعنيه من شؤون مدارك الاستنباط، وادخل انفه في علوم الفقه والحديث والاصول والرجال، ومع انّه لا يجتني سوى العار والخزي، فهو يجني على سُمعة العلم والعلماء، ممّن بذلوا اعزّ الاعمار واثمن الاوقات في سبيل تحقيق الحقّ وابراز وجهه الناصع، واحياء تراثه الضائع، وفي سبيل دعمه وتخليده من امثال شيخ الطائفة الطوسي، وسيّد الطائفة البُروجِردىّ، في مؤلّفاتهم العظيمة الخالدة.حيث يعتدي اولئك الزعانف، ومن دون معرفة بالمناهج الرجاليّة ولا اساليب التاليف في علم الرجال، على كرامة الفنّ واهله وكتبه، بالتخطئة والتهزيل والتهوين.وعملهم-وان كان داخلا في - عداء الانسان لما يجهل--فهو يدلّ على زَيْف دعاواهم لانفسهم مقاماتٍ في العلم والاجتهاد،- الا انّ الواجب يدعونا إلى تنبيه المغَرّر بهم من الجِيل الناشىء ، الذي لا يَرى امامه الا جُلودا منفوخةً، وعناوينَ كبيرةً.فتقديم امثال هذه المناقشات لا بُدّ ان يوقفَ هؤلاء على صُعوبة الامر وخطورة الاقتحام فيه، بلا عدّةٍ علميّة، لخطورة النتائج المترتّبة على دخولهم في ما لا يعنيهم، حيثُ يؤدّي إلى الافتراء على الله ورسوله، والاستهتار بالموازين والقِيَم الاسلاميّة، واتّهام الحقّ وتُراثه العظيم بالهزال والضعف.الثانية:الاعداد للعمل في الموسوعة، بشكلٍ يكشف عمّا في صفحاتها من اسرار علميّة، وما يحتاجه العمل فيها من اعمال لا بُدّ ان تؤدّي، لما فيها من اسرار وخبايا وخفايا لا بُدّ للعالم ان يتامّلها، فلا يستولي عليها مَنْ لا يملك ازمّة الفنّ ولا يحمل صبر العلماء، مهما كبُر اسمه ورسمه، حفاظا على جلالة العمل وصيانته من اعتداء الادعياء.وها نحنُ نقدّمُ نماذجَ من المستدركات ،واخرى من المقترحات،في هذه الطريق، والله وليّ التوفيق.أولا:استدراكات وتنبيهات الاستدراكُ الأول-حول ترجمة الكُلَيْنيّ :اكّد السيّد في الردّ على القول بقطعيّة صدورالكافي بدعوى:انّ الكُلَيْنيّ كان في زمن تصنيفه في بغداد، والتي كان بها سفيرا الحجّة عليه السلام ، وكان يمكنه السؤال والاستعلام منهم...فقال:وهذه دعاوى عارية عن الدليل...ولم يتحقّق-بعدُ-لنا انّه كان ببغداد ايّام تصنيفه الكتاب.بل الظاهر من كلام النجاشيّ-حيث قال:شيخ اصحابنا في وقته بالريّ ووجههم(170)-هو انّه كان بالريّ طول حياته، وخصوصا ايّام تكامله في العلم، فانّها الزمان الذي يمكن دعوى كونه شيخ اصحابنا ووجههم.فلو كان في مدّة تصنيفه-التي زعم انّها عشرون سنة ببغداد- لم يبق من زمان تكامله شيىءٌ يصلح لانّ يكون فيه -شيخ اصحابنا بالريّ ووجههم- .ولا يُنافي ذلك موته ببغداد ودفنه بها، اذ يمكن ان يكون سافرَ اليها في أواخر عمره عابرا أو مقيما، فادركه اجله بها.والغالب على ظنّي، بعد ملاحظة عبارة النجاشي المتقدّمة، وانّ الجماعة الذين روى الصدوق رحمه الله كتاب الكافي عنهم، من اهل كُلَيْن والريّ(171)، وما تقدّم من مشيخة التهذيب من سماع أحمد بن ابراهيم، (170) رجال النجاشي (ص377) (رقم1026).(171) كتاب من لا يحضره الفقيه المشيخة (1164).