بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وقد وقع المتأخِّرون في ارتباكٍ غريب حول هذا الكتاب، وتعيين مؤلّفه، وصحّة نسبته، وتحديد غرضه، ونقل نسخته.ووفّقني الله جلّتْ آَلاؤه لجمع نسخه المتوفّرة وتحقيق نصّه وجمع ما نقل عن مؤلّفه من نقول وحكايات حول الرواة، ممّا خرج عن إطار النسخ الموجودة، وممّا تبعثر في المؤلّفات الرجاليّة القديمة، فجعلتُها كمستدرك له.وقدّمتُ له بدراسةٍ ضافية عمّا يدور حوله، بما يقطع شأْفةَ النزاع ويرفع الارتباك المذكور، بعون الله، والعمل لا يزال مخطوطاً.ورجال النجاشيّ:فاسمه -فهرست مصنّفي الشيعة- وقد رتّبهُ مؤلّفه على حروف المعجم، يجمع اسماء مَنْ له تاليف من رواة الحديث الشيعيّ او من صنّفَ لهم من غير الشيعة ودخل كتابه في التُراث الشيعيّ.وهذا الهدف واضح في اسم الكتاب الذي اثبته المؤلّف في بداية الجزء الثاني من كتابه.ويمتاز كتاب النجاشيّ، بإثباته كثيراً من الشؤون المرتبطة بالرواة كالأنْسَاب وتصحيحها، والتوسع في ذكر المؤلّفات، ممّا لم يوجد حتّى في فهرست الطوسيّ الذي يشبهه إلى حد بعيد.والفهرست للطوسيّ:وهو مثل كتاب النجاشيّ منهجاً واُسلوباً، إلاّ انّه اعتمد ذكر ما يفيد النواحي الرجاليّة والحديثيّة بالنسبة إلى الرواة الذين اوردهم في كتاب رجاله، والطرق إليهم، وحتّى الكتب التي ذكرها لهم، فكتابه اجمع لهذه النواحي من كتاب النجاشيّ، وإن كان النجاشيّ يبدو اكثر موسوعيّةً في الجوانب العامّة للرجال.ويبدو انّ الشيخ الطوسيّ راعى مبانيه الرجاليّة وملتزماته الحديثيّة في تاليف هذا الكتاب، للتبادل الواضح بين علم الرجال وبين اسانيد الحديث، فهذه اهم من سائر المعلومات حول الراوي التي قد تكون إضافيّةً وغير مؤثّرةٍ في المهمّة العلميّة.وقد انعكس هذا التبادلُ على اعمال الشيخ الحديثيّة والفقهيّة في تُراثه بشكل واضح(62).ومهما تكن الفوارقُ بين الفهرستين للنجاشيّ والطوسيّ فإنّهما متقاربان، ويبدوانِ كانّهما ماخوذان من مصدرٍ علمي واحد، او من إملاء شَيْخٍ واحد، لمزيد القرب بينهما في المنحى والمَنْهَج والغاية والهدف، ولذا تكثر مشتركاتهما إلى حد بعيد، بل يتّفقان في اكثر المعلومات الأساسيّة، والطرق الموصلة إلى الكتب المفهرسة.ورجال الطوسيّ:هو الكتاب المبنيّ على ذكر الرواة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام حسب طبقاتهم وعصورهم، مثل رجال البرقيّ، إلاّ انّ الطوسيّ لم يلتزم بإماميّة المذكورين فيه، فلذلك اورد اسماء المخالفين الرواة عن المعصومين عليهم السلام من دون إشارة إلى عاميّتهم، كما لم يَلتزم فيه بالجرح والتعديل، بل اهتمّ بمجرّد ذكر اسماء الرواة بهدف تحديد طبقتهم، ولذا يذكر مع اسمأ بعضهم ما يدلّ على هذا التحديد بشكل ادقّ، وهذا ظاهر من اسمه الموضوع له وهو -تسمية الرجال الذين رووا الحديث عن النبيّ وعن اهل البيت :وهم الأئمّة الاثنا عشر-.وهو اوسعُ كتب الرجال من حيثُ عدد اسماء المذكورين فيه فقد بلغوا (6398 ) راوياً، مع التكرار.فهذه هي الكتب الرجاليّة الاُصول، الموروثة عن القدماء، وما اُلّف بعدها، (62) لاحظ:ما كتبناه عن -باب من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام - في كتاب رجال الطوسيّ، حيث اثبتنا بناءه على ما في اسانيد كتاب الفهرست، وقد نشر في مجلّة تراثنا الفصلية، العددان (7و8)-قم، 1407ه..