مقتل أبی مخنف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتل أبی مخنف - نسخه متنی

لوط بن یحیى بن سعید بن مخنف بن مسلم الازدى الغامدى

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



فمن وزير ابن الوصى عليهم * وكان لهم في الناس خير شفيع

وآب الهدى حقا إلى مستقره * بخير اياب آبه ورجوع

إلى الهاشمى المهتدى المهتدى به * فنحن له من سامع ومطيع

قال فلما أنشدها للمختار قال المختار لاصحابه قد أثنى عليكم كما تسمعون وقد أحسن الثناء عليكم فأحسنوا له الجزاء ثم قام المختار فدخل وقال لاصحابه لا تبرحوا حتى اخرج اليكم قال وقال عبدالله بن شداد الجشمى يا ابن همام ان لك عندى فرسا ومطرفا وقال قيس بن طهفة النهدى وكانت عنده الرباب بنت الاشعث فان لك عندى فرسا ومطرفا واستحيا ان يعطيه صاحبه شيئا لا يعطى مثله فقال ليزيد بن انس فما تعطيه فقال يزيد ان كان ثواب الله اراد بقوله فما عند الله خير له وان كان انما اعترى بهذا القول أموالنا فوالله ما في أموالنا ما يسعه قد كانت
بقيت من عطائي بقية فقويت بها اخواني .

فقال احمر بن شميط مبادرا لهم قبل ان يكلموه يا ابن همام ان كنت اردت بهذا القول وجه الله فاطلب ثوابك من الله وان كنت انما اعتريت به رضى الناس وطلب اموالهم فاكدم الجندل فوالله من قال قولا لغير الله وفي غير ذات الله بأهل ان ينحل ولا يوصل .

فقال له عضضت بأيرابيك فرفع يزيد بن انس السوط وقال لابن شميط تقول هذا القول يا فاسق وقال لابن شميط اضربه بالسيف فرفع ابن شميط عليه السيف ووثب ووثب أصحابهما يتفلتون على بن همام وأخذ بيده ابراهيم بن الاشتر فألقاه وراءه وقال أثاله جار لم تأتون اليه ما أرى فوالله انه لو اصل الولاية راض بما نحن عليه حسن الثناء فان أنتم لم تكافئوه بحسن ثنائه فلا تشتموا عرضه ولا تسفكوا دمه ووثبت مذحج فحالت دونه وقالوا أجاره ابن الاشتر لا والله لا يوصل اليه .

قال وسمع لغطهم المختار فخرج اليهم وأومأ بيده اليهم ان اجلسوا فجلسوا فقال لهم اذا قيل لكم خير فاقبلوه وان قدرتم على مكافأة فافعلوا وان لم تقدروا على مكافاة فتنصلوا واتقوا لسان الشاعر فان شره حاضر وقوله فاجر وسعيه بائر وهو بكم غدا غادر فقالوا أفلا تقتله قال لا اناقد آمناه وأجرناه وقد أجاره أخوكم ابراهيم بن الاشتر فجلس مع الناس قال ان ابراهيم قام فانصرف إلى منزله فأعطاه ألفا وفرسا ومطرفا فرجع بها وقال لا والله لا جاورت هؤلاء أبدا وأقبلت هوازن وغضبت و اجتمعت في المسجد غضبا لابن همام فبعث اليهم المختار فسألهم أن يصفحوا عما اجتمعوا له ففعلوا وقال ابن همام لابن الاشتر يمدحه
اطفأ عن نار كلبين ألبا * على الكلاب ذوالفعال ابن مالك

قل حين يلقى الخيل يفرق بينها * يطعن دراك أو بضرب مواشك

وقد غضبت لى من هوازن عصبة * طوال الذرى فيها عراض المبارك

اذا ابن شميط او يزيد تعرضا * لها وقعا في مستحار المهالك

وثبتم علينا يا موالى طبئ * مع ابن شميط شر ماش وراتك

واعظم ديار على الله فرية * وما مفتر طاغ كآخر ناسك

فيا عجبا من أحمس ابنة أحمس * توثب حولى بالقنا والنيازك

كأنكم في العز قيس وخثعم * وهل أنتم الا لئام عوارك

وأقبل عبدالله بن شداد من الغد فجلس في المسجد يقول علينا توثب بنو أسد واحمس والله لا نرضى بهذا ابدا فبلغ ذلك المختار فبعث اليه فدعاه ودعا بيزيد بن أنس وبابن شميط فحمدالله واثنى عليه وقال يا ابن شداد ان الذي فعلت نزعة من نزعات الشيطان فتب إلى الله قال قد تبت وقال ان هذين أخواك فأقبل اليهما واقبل منهما وهب لي هذا الامر قال فهو لك وكان ابن همام قد قال قصيدة اخرى في أمر المختار فقال
اصحت سليمى بعد طول عتاب * وتجرم ونفاد غرب شباب

قد أزمعت بصريمتى وتجنبى * وتهوك من ذاك في اعتاب

لما رأيت القصر اغلق بابه * وتوكلت همدان بالاسباب

ورأيت اصحاب الدقيق كانهم * حول البيوت ثغالب الاسراب

ورايت ابواب الازقة حولنا * دربت بكل هراوة ودباب

ايقنت ان خيول شيعة راشد * لم يبق منها فيش ابر ذباب

ذكر هشام بن محمد عن عوانة بن الحكم أن مروان بن الحكم لما استوثقت له الشام بالطاعة بعث جيشين احدهما إلى الحجاز عليه حبيش بن دلجة القينى وقد ذكرنا أمره وخبر مهلكه قبل والآخر منهما

إلى العراق عليهم عبيدالله بن زياد وقد ذكرنا ما كان من أمره وأمر التوابين من الشيعة بعين الوردة وكان مروان جعل لعبيدالله بن زياد اذ وجهه إلى العراق ما غلب عليه وأمره أن ينهب الكوفة اذا هو ظفر باهلها ثلاثا قال عوانة فمر بأرض الجزيرة فاحتبس بها وبها قيس عيلان على طاعة ابن الزبير وقد كان مروان أصاب قيسا يوم مرج راهط وهم مع الضحاك بن قيس مخالفين على مروان وعلى ابنه عبدالملك من بعده فلم يزل عبيد الله مشتغلا بهم عن العراق نحوا من سنة .

ثم انه اقبل إلى الموصل فكتب عبدالرحمن بن سعيد بن قيس عامل المختار على الموصل إلى المختار أما بعد فاني أخبرك أيها الامير أن عبيد الله بن زياد قد دخل أرض الموصل وقد وجه قبلى خيله ورجاله وانى انحزت إلى تكريت حتى يأتينى رأيك وأمرك والسلام عليك .

فكتب اليه المختار أما بعد فقد بلغنى كتابك وفهمت كل ما ذكرت فيه فقد أصبت بانحيازك إلى تكريت فلا تبرحن مكانك الذى أنت به
حتى يأتيك أمرى ان شاء الله والسلام عليك .

( قال هشام ) عن أبي مخنف حدثني موسى بن عامر أن كتاب عبدالرحمن بن سعيد لما ورد على المختار بعث إلى يزيد بن أنس فدعاه فقال له يا يزيد بن أنس ان العالم ليس كالجاهل وان الحق ليس كالباطل واني أخبرك خبر من لم يكذب ولم يكذب ولم يخالف ولم يرتب وانا المؤمنون الميامين الغالبون المساليم وانك صاحب الخيل التي تجر جعابها وتضفر اذنابها حتى توردها منابت الزيتون غائرة عيونها

لاحقة بطونها اخرج إلى الموصل حتى تنزل أدانيها فاني ممدك بالرجال بعد الرجال .

فقال له يزيد بن انس سرح معى ثلاثة آلاف فارس أنتخبهم و خلنى والفرج الذي توجهنا اليه فان احتجت إلى الرجال فسأكتب اليك قال له المختار فاخرج فانتخب على اسم الله من أحببت فخرج فانتخب ثلاثة آلاف فارس فجعل على ربع المدينة النعمان بن عوف بن ابي جابر الازدى وعلى ربع تميم وهمدان عاصم بن قيس بن حبيب الهمداني وعلى مذحج واسد ورقاء بن عازب الاسدى وعلى ربع ربيعة وكندة سعر بن ابي سمر الحنفى .

ثم انه فصل من الكوفة فخرج وخرج معه المختار والناس يشيعونه فلما بلغ ديرابى موسى ودعه المختار وانصرف ثم قال له اذا لقيت عدوك فلا تناظرهم واذا امكنتك الفرصة فلا تؤخرها وليكن خبرك في كل يوم عندى وان احتجت إلى مدد فاكتب إلى مع اني ممدك ولو لم تستمدد فانه أشد لعضدك وأعز لجندك وأرعب لعدوك فقال له يزيد بن انس لا تمدنى الا بدعائك فكفى به مددا .

وقال له الناس صحبك الله وأداك وايدك وودعوه فقال لهم يزيد سلوا الله لي الشهادة وايم الله لئن لقيتهم ففاتنى النصر لا تفتنى الشهادة ان شاء الله فكتب المختار إلى عبدالرحمن بن سعيد بن قيس أما بعد فخل بين يزيد وبين البلاد ان شاء الله والسلام عليك فخرج يزيد بن انس بالناس حتى بات بسورا ثم عذابهم سائرا حتى بات بالمدائن فشكا الناس اليه ما دخلهم من شدة السير عليهم فأقام بها يوما وليلة

ثم انه اعترص بهم أرض جوخى حتى خرج بهم في الراذنات حتى قطح بهم إلى أرض الموصل .

فنزل ببنات تلى وبلغ مكانه ومنزله الذي نزل به عبيدالله بن زياد فسأل عن عدتهم فأخبرته عيونه أنه خرج معه من الكوفة ثلاثة آلاف فارس
فقال عبيدالله فأنا أبعث إلى كل الف ألفين ودعا ربيعة بن المخارق الغنوى وعبدالله بن حملة الخثعمى فبعثهما في ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف وبعث ربيعة بن المخارق اولا ثم مكث يوما ثم بعث خلفة عبدالله بن حملة ثم كتب اليهما أيكما سبق فهو امير على صاحبه وان انتهيتما جميعا فأكبر كما سنا أمير على صاحبه والجماعة قال فسبق ربيعة بن المخارق فنزل بيزيد ابن انس و هو ببنات تلى فخرج اليه يزيد بن انس وهو مريض مضنى .

( قال أبومخنف ) فحدثنى ابوالصلت عن ابي سعيد الصيقل قال خرج علينا يزيد بن أنس وهو مريض على حمار يمشى معه الرجال يمسكونه عن يمينه وعن شماله بفخذيه وعضديه وجنبيه فجعل يقف على الارباع ربع ربع ويقول يا شرطة الله اصبروا تؤجروا وصابروا عدوكم تظفروا وقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا ان هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الاسدى فان هلك فاميركم عبدالله بن ضمرة العذرى فان هلك فاميركم سعر بن ابي سعر الحنفى .

قال وانا والله فيمن يمشى معه ويمسك بعضده ويده وانى لاعرف في وجهه ان الموت قد نزل به قال فجعل يزيد بن انس عبدالله ابن ضمرة العذرى على ميمنته وسعر بن ابي سعر على ميسرته وجعل ورقاء بن عازب الاسدى على الخيل ونزل هو فوضع بين الرجال على السرير

ثم قال لهم ابرزوا لهم بالعراء وقد مونى في الرجال .

ثم ان شئتم فقاتلوا عن اميركم وان شئتم ففروا عنه قال فأخرجناه في ذي الحجة يوم عرفة سنة 66 فأخذنا نمسك احيانا بظهره فيقول اصنعوا كذا اصنعوا كذا وافعلوا كذا فيأمر بامره ثم لا يكون باسرع من ان يغلبه الوجع فيوضع هنيهة ويقتتل الناس وذلك عند شفق الصبح قبل شروق الشمس قال فحملت ميسرتهم على ميمنتنا فاشتد قتالهم وتحمل
ميسرتنا على ميمنتهم فتهزمها ويحمل ورقاء بن عازب الاسدى في الخيل فهزمهم فلم يرتفع الضحى حتى هزمناهم وحوينا عسكرهم .

( قال ابومخنف ) وحدثني موسى بن عامر العدوى قال انتهينا إلى ربيعة بن المخارق صاحبهم وقد انهزم عنه اصحابه وهو نازل ينادى يا اولياء الحق ويا اهل السمع والطاعة إلى انا ابن المخارق قال موسى فأما أنا فكنت غلاما حدثا فهبته ووقفت ويحمل عليه عبدالله بن
ورقاء الاسدى وعبدالله بن ضمرة العذرى فقتلاه .

( قال أبومخنف ) وحدثني عمرو بن مالك أبوكبشة القينى قال كنت غلاما حين راهقت مع احد عمومتى في ذلك العسكر فلما نزلناه بعسكر الكوفيين عبانا ربيعة بن المخارق فأحسن التعبية وجعل على ميمنته ابن أخيه وعلى ميسرته عبدربه السلمى وخرج هو في الخيل والرجال و قال يا أهل الشام انكم انما تقاتلون العبيد الاباق وقوما قد تركوا الاسلام
وخرجوا منه ليست لهم تقية ولا ينطقون بالعربية قال فوالله ان كنت لاحسب أن ذلك كذلك حتى قاتلناهم قال فوالله ماهو الا أن اقتتل الناس اذا رجل من أهل العراق يعترض الناس بسيفه وهو يقول

برئت من دين المحكمينا * وذاك فينا شر دين دينا

ثم ان قتالنا وقتالهم اشتد ساعة من التهار ثم انهم هزمونا حين ارتفع الضحى فقتلوا صاحبنا وحووا عسكرنا فخرجنا منهزمين حتى تلقانا عبدالله بن حملة على مسيرة ساعة من تلك القرية التي يقال لها ببنات تلى فردنا فأقبلنا معه حتى نزل بيزيد ابن أنس فبتنا متحارسين حتى أصبحنا فصلينا الغداة ثم خرجنا على تعبية حسنة فجعل على ميمنته الزبير بن حريمة من خثعم وعلى ميسرته ابن أقيصر القحا في من خثعم وتقدم في الخيل و الرجال وذلك يوم الاضحى فاقتتلنا قتالا شديدا ثم انهم هزمونا هزيمة قبيحة وقتلونا قتلا ذريعا وحووا عسكرنا وأقبلنا حتى انتهينا إلى عبيدالله بن زياد فحدثناه بما لقينا .

( قال أبومخنف ) وحدثني موسى بن عامر قال اقبل الينا عبدالله بن حملة الخثعمى فاستقبل فل ربيعة بن المخارق الغنوى فردهم ثم جاء حتى نزل ببنات تلى فلما اصبح غادوا وغادينا فتطارت الخيلان من أول النهار ثم انصرفوا وانصرفنا حتى اذا صلينا الظهر خرجنا فاقتتلنا ثم هزمنا
هم قال ونزل عبدالله بن حملة فأخذ ينادى اصحابه الكرة بعد الفرة يا أهل السمع والطاعة فحمل عليه عبدالله بن قراد الخثعمى فقتله وحوينا عسكرهم وما فيه وأتى يزيد بن انس بثلثمائة اسير وهو في السوق فأخذ يومى بيده ان اضربوا أعناقهم فقتلوا من عند آخرهم وقال يزيد ابن انس ان هلكت فاميركم ورقاء بن عازب الاسدى فماامسى حتى مات فصلى عليه ورقاء بن عازب ودفنه فلما رأى ذلك أصحابه اسقط في ايديهم وكسر موته قلوب اصحاب وأخذوا في دفنه

فقال لهم ورقاء يا قوم ماذا ترون انه قد بلغنى أن عبيدالله بن زياد قد أقبل الينا في ثمانين الفا من أهل الشام فاخذوا يتسللون ويرجعون ثم ان ورقاء دعا رؤوس الارباع وفرسان اصحابه فقال لهم يا هؤلاء ماذا ترون فيما أخبرتكم انما أنا رجل منكم ولست بأفضلكم رأيا فاشيروا على فان ابن زياد قد جاءكم في جند أهل الشام الاعظم وبجلتهم وفرسانهم و اشرافهم ولا ارى لناولكم بهم طاقة على هذه الحال .

وقد هلك يزيد بن انس أميرنا وتفرقت عنا طائفة منا فلو انصرفنا اليوم من تلقاء أنفسنا قبل ان تلقاهم وقبل أن نبلغهم فيعلموا انا انما ردنا عنهم هلاك صاحبنا فلا يزالوا لنا هائبين لقتلنا منهم اميرهم ولانا انما نعتل لانصرافنا يموت صاحبنا وانا ان لقيناهم اليوم كنا مخاطرين فان هزمنا اليوم لم تنفعنا هزيمتنا اياهم من قبل اليوم قالوا فانك نعما رأيت انصرف رحمك الله فانصرف فبلغ منصرفهم ذلك المختار اهل الكوفة فاوجف الناس ولم يعلموا كيف كان الامر ان يزيد بن انس هلك وان الناس هزموا فبعث إلى المختار عامله على المدائن عينا له من انباط السواد فأخبره الخبر فدعا المختار ابراهيم بن الاشتر فعقد له على سبعة آلاف رجل ثم قال له سر حتى اذا انت لقيت جيش ابن انس فارددهم معك ثم سرحتى تلقى عدوك فتناجزهم فخرج ابراهيم فوضع عسكره بحمام أعين .

( قال ابومخنف) فحدثني ابوزهير النضر بن صالح قال لما مات يزيد بن أنس التقى اشرافالناس بالكوفة فارجفوا بالمختار وقالوا قتل يزيد بن انس ولم يصدقوا انه مات اخذوا يقولون والله لقد تامر علينا هذا

الرجل بغير رضى منا ولقد أدنى موالينا فحملهم على الدواب واعطاهم واطعمهم فيئنا ولقد عصتنا عبيدنا فحرب بذلك ايتامنا واراملنا فاتعدوا منزل شبث بن ربعى وقالوا نجتمع في منزل شيخنا وكان شبث جاهليا اسلاميا فاجتمعوا فاتوا منزلى فصلى بأصحابه ثم تذاكروا هذا النحو من الحديث قال ولم يكن فيما احدث المختار عليهم شئ هو اعظم من ان جعل للموالى من الفئ نصيبا فقال لهم شبث دعونى حتى القاه فذهب فلقيه فلم يدع شيئا مما انكره اصحابه الا وقد ذاكره اياه فأخذ لا يذكر خصلة الا قال له المختار أرضيهم في هذه الخصلة وآتى كل شئ احبوا قال فذكر المماليك قال فأنا ارد عليهم عبيدهم فذكر له الموالى فقال عمدت إلى موالينا وهم في افاءه الله علينا وهذه البلاد جميعا فاعتقنا رقابهم نأمل الاجر في ذلك والثواب والشكر فلم ترض لهم بذلك حتى جعلتهم شركاءنا في فيئنا فقال لهم المختار ان انا تركت لكم مواليكم وجعلت فيأكم فيكم اتقاتلون معى بني امية وابن الزبير وتعطون على الوفاء بذلك عهد الله ومياقه وما اطمئن اليه من الايمان فقال شبث ما ادرى حتى أخرج إلى اصحابه فاذاكرهم ذلك فخرج فلم يرجع إلى المختار قال واجمع رأى اشراف أهل الكوفة على قتال المختار .

( قال أبومخنف ) فحدثني قدامة بن حوشب قال جاء شبث ابن ربعى وشمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الاشعث وعبدالرحمن بن سعيد بن قيس حتى دخلوا على كعب بن ابي كعب الخثعمى فتكلم شبث فحمد الله وأثنى عليه ثم اخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار وساله ان

يجيبهم إلى ذلك وقال فيما يعتب له المختار انه تأمر علينا بغير رضى منا وزعم أن ابن الحنفية بعثه الينا وقد علمنا ان ابن الحنفية لم يفعل واطعم موالينا فيئنا وأخذ عبيدنا فحرب بهم يتاما ناو أراملنا واظهر هو وسبايته البراءة من اسلافنا الصالحين قال فرحب بهم كعب بن ابي كعب واجابهم إلى ما دعوه اليه .

( قال ابومخنف ) فحدثني أبي يحيى بن سعيد ان أشراف اهل الكوفة قد كانوا دخلوا على عبدالرحمن بن مخنف فدعوه إلى ان يجيبهم إلى قتال المختار فقال لهم يا هؤلاء انكم ان ابيتم الا ان تخرجوا لم اخذ لكم وان انتم اطعتمونى لم تخرجوا فقالوا لم قال لاني أخاف أن تتفرقوا وتختلفوا وتتخاذلوا ومع الرجل والله شجعاؤكم وفرسانكم من انفسكم اليس معه فلان وفلان ثم معه عبدكم ومواليكم وكلمة هؤلاء
واحدة وعبيدكم ومواليكم اشد حنقا عليكم من عدوكم فهو مقاتلكم بشجاعة العرب وعداوة العجم وان انتظرتموه قليلا كفيتموه بقدوم اهل الشام أو بمجئ أهل البصرة فتكونوا قد كفيتموه بغيركم ولم تجعلوا بأسكم بينكم قالوا ننشدك الله ان نخالفنا وان تفسد علينا رأينا وما قد اجتمعت عليه جماعتنا قال فانا رجل منكم فاذا شئتم فاخرجوا فسار بعضهم إلى بعض وقالوا انتظروا حتى يذهب عنه ابراهيم بن الاشتر قال فامهلوا حتى اذا بلغ ابن الاشتر ساباط وثبوا بالمختار قال فخرج عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانى في همدان في جبانة السبيع وخرج زحر
بن قيس الجعفى واسحاق ابن محمد بن الاشعث في جبانة كندة .

( قال هشام ) فحدثني سليمان بن محمد الحضرمي قال خرج اليهما

جبير الحضرمي فقال لهما اخرجا عن جبانتنا فانا نكره ان نعرى بشر فقال له اسحاق بن محمد وجبانتكم هي قال نعم فانصرفوا عنه وخرج كعب بن ابي كعب الخثعمى في جبانة بشر وسار بشير بن جرير بن عبدالله اليهم في بجيلة وخرج عبدالرحمن بن مخنف في جبانة المخنف وسار اسحاق بن محمد وزحر ابن قيس إلى عبدالرحمن بن سعيد بن قيس بجبانة السبيع وسارت بجيلة وخثعم إلى عبدالرحمن بن مخنف وهو بالازد وبلغ الذين في جبانة السبيع ان المختار قد عبى لهم خيلا ليسير اليهم فبعثوا الرسل يتلو بعضها بعضا إلى الازد وبجيلة وخثعم يسالونهم بالله والرحم لما عجلوا اليهم فسارو اليهم واجتمعوا جميعا في جبانة السبيع ولما ان بلغ ذلك المختار سره اجتماعهم في مكان واحد .

وخرج شمر بن ذي الجوشن حتى نزل بجبانة بني سلول في قيس ونزل شبث بن ربعى وحسان بن فائد العبسى وربيعة بن ثروان الضبى في مضر بالكناسة ونزل حجار بن ابجر ويزيد بن الحارث بن رؤيم في ربيعة فيما بين التمارين والسبخة ونزل عمر بن الحجاج الزبيدى في جبانة مراد بمن تبعه من مذحج فبعث اليهم اهل اليمن ان ائتنا فأبى أن ياتيهم .

وقال لهم جدوا فكانى قد اتيتكم قال وبعث المختار رسولا من يومه يقال له عمر بن توبة بالركض إلى ابراهيم بن الاشتر وهو بساباط ان لا تضع كنابى من يدك حتى تقبل بجميع من معك إلى قال وبعث اليهم المختار في ذلك اليوم اخبروني ما تريدون فاني صانع كل ما احببتم قالوا فانا نريد ان تعتزلنا فانك زعمت ان ابن الحنفية بعثك

ولم يبعثك فارسل اليهم المختار ان ابعثوا اليه من قبلكم وفدا وابعث اليه من قبلى وفدا ثم انظروا في ذلك حتى تتبينوه وهو يريد أن يريثهم بهذه المقالة ليقدم عليه ابراهيم بن الاشتر وقد أمر أصحابه فكفوا أيديهم وقد أخذ أهل الكوفة عليهم بأفواه السكك فليس شئ يصل إلى المختار ولا إلى أصحابه من الماء الا القليل الوتح يجيئهم اذا غفلوا عنه قال وخرج عبدالله بن سبيع في الميدان فقاتله شاكر قتالا شديدا فجاءه عقبة من طارق الجشمى فقاتل معه ساعة حتى رد عاديتهم عنه ثم اقبلا على حاميتهما يسيران حتى نزل عقبه بن طارق مع قيس في جبانة بني سلول وجاء عبدالله بن سبيع حتى نزل مع أهل اليمن في جبانة السبيع .

( قال ابومخنف ) حدثني يونس بن أبي اسحاق أن شمر بن ذي الجوشن أتى أهل اليمن فقال لهم ان اجتمعتم في مكان نجعل فيه مجنبتين ونقاتل من وجه واحد فأنا صاحبكم والا فلا والله لا اقاتل في مثل هذا المكان في سكك ضيقة ونقاتل من غير وجه .

فأنصرف إلى جماعة قومه في جبانة بني سلول قال ولما خرج رسول المختار إلى ابن الاشتر بلغه من يومه عشية فنادى في الناس ان ارجعوا إلى الكوفة فسار بقية عشيته تلك ثم نزل حين أمسى فتعشى أصحابه وأراحوا الدواب شيئا كلا شئ ثم نادى في الناس فسار ليلته كلها ثم صلى الغداة بسورا ثم سار من يومه فصلى العصر على باب الجسر من الغد ثم انه جاء حتى بات ليلته في المسجد ومعه من اصحابه أهل القوة والجلد حتى اذا كان صبيحة اليوم الثالث من مخرجهم على المختار خرج المختار إلى المنبر فصعده .

( قال ابومخنف ) فحدثنى أبوجناب الكلبى ان شبث بن ربعى بعث اليه ابنه عبدالمؤمن فقال له انما نحن عشيرتك وكف يمينك لا والله لا نقاتلك فثق بذلك منا وكان رأيه قتاله ولكنه كاده ولما أن اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلاة فكره كل رأس من رؤس أهل اليمن أن يتقدمه صاحبه فقال لهم عبدالرحمن بن مخنف هذا أول الاختلاف قدموا الرضى فيكم فان في عشيرتكم سيد قراء أهل المصر فليصل بكم رفاعة بن شداد الفتياني من بجيلة ففعلوا فلم يزل يصلى بهم حتى كانت الواقعة .

( قال أبومخنف ) وحدثني وازع ابن السرى أن أنس بن عمرو الازدى انطلق فدخل في اهل اليمن وسمعهم وهم يقولون ان سار المختار
إلى اخواننا من مضر سرنا اليهم وان سار الينا ساروا الينا فسمعها منهم رجل وأقبل جوادا حتى صعد إلى المختار على المنبر فأخبره بمقالتهم فقال اما هم فخلقاء لو سرت إلى مضر أن يسيروا اليهم وأما أهل اليمن فأشهد لئن سرت اليهم لا تسير اليهم مضر فكان بعد ذلك يدعو ذلك الرجل ويكرمه .

ثم ان المختار نزل فعبى اصحابه في السوق والسوق اذ ذاك ليس فيها هذا البناء فقال لابراهيم بن الاشتر إلى اى الفريقين احب اليك ان تسير فقال إلى اى الفريقين أحببت فنظر المختار وكان ذا رأى .

فكره أن يسير إلى قومه فلا يبالغ في قتالهم فقال سر إلى مضر بالكناسة وعليهم شبث بن ربعى ومحمد بن عمير بن عطارد وانا اسير
إلى اهل اليمن .

قال ولم يزل المختار يعرف بشدة النفس وقلة البقيا على اهل اليمن وغيرهم اذا ظفر فسار ابراهيم بن الاشتر إلى الكناسة وسار المختار إلى جبانة السبيع فوقف المختار عند دار عمر بن سعد بن أبي وقاص وسرح بين يديه احمر بن شميط البجلى ثم الاحمسى وسرح عبدالله بن كامل الشاكرى .

وقال لابن شميط الزم هذه السكة حتى تخرج إلى أهل جبانة السبيع من بين دور قومك وقال لعبد الله ابن كامل الزم هذه السكة حتى تخرج على جبانة السبيع من دار آل الاخنس بن شريق ودعاهما فأسر اليهما ان شبا ما قد بعثت تخبرنى انهم قد اتوا القوم من ورائهم فمضيا فسلكا الطريقين اللذين أمرهما بهما .

وبلغ اهل اليمن مسير هذين الرجلين اليهم فاقتسموا تينك السكتين فاما السكة التي في دبر المسجد احمس فانه وقف فيها عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني واسحاق بن الاشعث وزحر بن قيس واما
السكة التي تلى الفرات .

فانه وقف فيها عبدالرحمن بن مخنف وبشير بن جرير بن عبدالله وكعب بن أبي كعب ثم ان القوم اقتتلوا كأشد قتال اقتتله قوم ثم ان اصحاب احمر بن شميط انكشفوا واصحاب عبدالله بن كامل ايضا فلم يرع المختار الا وقد جاءه الفل قد اقبل فقال ما ورائكم قالوا هزمنا قال فما فعل احمر ابن شميط قالوا تركناه قد نزل عند مسجد القصاص يعنون مسجد ابي داود في وادعة
وكان يعتاده رجال اهل ذلك الزمان يقصون فيه وقد نزل معه اناس من اصحابه .

وقال أصحاب عبدالله ما ندرى ما فعل ابن كامل فصاح بهم أن انصرفوا ثم أقبل بهم حتى انتهى إلى دار ابي عبدالله الجدلى وبعث عبد الله بن قراد الخثعمى وكان على أربعمائة رجل من أصحابه فقال سرفى أصحابك إلى ابن كامل فان يك هلك فانت مكانه فقاتل القوم بأصحابك وأصحابه وان تجده حيا صالحا فسر في مائة من أصحابك كلهم فارس وادفع اليه بقية أصحابك ومربالجد معه والمناصحة له فانهم انما يناصحونني ومن ناصحنى فليبشر .

ثم امض في المائة حتى تأتى أهل جبانة السبيع مما يلى حمام قطن بن عبدالله فمضى فوجد ابن كامل واقفا عند حمام عمرو بن حريث معه أناس من أصحابه قد صبروا وهو يقاتل القوم فدفع اليه ثلثمائة من اصحابه ثم مضى حتى نزل إلى جبانة السبيع .

ثم اخذ في تلك السكك حتى انتهى إلى مسجد عبدالقيس فوقف عنده وقال لاصحابه ما ترون قالوا أمرنا لامرك تبع وكل من كان معه من حاشد من قومه وهم مائة فقال لهم والله اني لاحب أن يظهر المختار ووالله اني لكاره ان يهلك اشراف عشيرتى اليوم ووالله لان أموت أحب إلى من ان يحل بهم الهلاك على يدى ولكن قفوا قليلا فاني قد سمعت شباما يزعمون أنهم سيأتونهم من ورائهم فلعل شباما تكون هي تفعل ذلك ونعافى نحن
منه قال له اصحابه فرأيك فثبت كما هو عند مسجد عبدالقيس .

وبعث المختار مالك بن عمرو النهدى في مائتى رجل وكان من اشد الناس بأسا وبعث عبدالله بن شريك النهدى في مائتي فارس إلى أحمر بن شميط وثبت مكانه فانتهوا اليه وقد علاه القوم وكثروه فاقتتلوا

عند ذلك كأشد القتال ومضى ابن الاشتر حتى لقى شبث بن ربعى وأنا سامعه من مضر كثيرا وفيهم حسان بن فائد العبسى .

فقال لهم ابراهيم ويحكم انصرفوا فوالله ما أحب أن يصاب أحد من مضر على يدى فلا تهلكوا أنفسكم فابوا فقاتلوه فهزمهم واحتمل حسان بن فائد إلى أهله فمات حين أدخلا اليهم وقد كان وهو على فراشه قبل موته أفاق افاقة .

فقال أما والله ما كنت أحب أن اعيش من جراحتى هذه وما كنت احب ان تكون منيتى الا بطعنة رمح او بضربة بالسيف فلم يتكلم بعدها كلمة حتى مات وجاءت البشرى إلى المختار من قبل ابراهيم بهزيمة مضر فبعث المختار البشرى من قبله ألى احمر بن شميط والى ابن كامل فالناس على احوالهم كل اهل سكة منهم قد أعنت ما يليها .

قال فاجتمعت شبام وقد راسوا عليهم ابا القلوص وقد اجمعوا واجتمعوا بان ياتوا اهل اليمن من ورائهم فقال بعضهم لبعض اما والله لو جعلتم جدكم هذا على من خالفكم من غيركم لكان اصوب فسيروا إلى مضر او إلى ربيعة فقاتلوهم وشيخهم ابوالقلوص ساكت لا يتكلم .

فقالوا يا ابا القلوس ما رايك فقال قال الله جل ثناؤه ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) قوموا فقاموا فمشى بهم قيس رمحين او ثلاثة ثم قال لهم اجلسوا فجلسوا ثم مشى بهم انفس من ذلك شيئا ثم قعد بهم ثم قال لهم قوموا ثم مشى بهم الثالثة انفس من ذلك شيئا ثم قعد بهم .

فقالوا له يا ابا القلوص والله انك عندنا لاشجع العرب فما يحملك

على الذي تصنع قال ان المجرب ليس كمن لم يجرب اني اردت ان ترجع اليكم افئدتكم وان توطنوا على القتال انفسكم وكرهت ان اقحمكم على القتال وانتم على حال دهش .

قالوا انت ابصر بما صنعت فلما خرجوا إلى جبانة السبيع استقبلهم
على فم السكة الاعسر الشاكرى فحمل عليه الجندعى وابوالزبير بن كريب فصرعاه ودخلا الجبانة ودخل الناس الجبانة في آثارهم وهم ينادون يا لثارات الحسين فاجابهم اصحاب ابن شميط يا لثارات الحسين فسمعها يزيد بن عمير بن ذي مران من همدان فقال يا لثارات عثمان .

فقال لهم رفاعة بن شداد ما لنا ولعثمان لا اقاتل مع قوم يبغون دم عثمان فقال له اناس من قومه جئت بنا واطعناك حتى اذا رأينا قومنا تاخذهم السيوف قلت انصرفوا ودعوهم فعطف عليهم وهو يقول .

انا ابن شداد على دين علي * لست لعثمان بن اروى بولي لاصلين اليوم فيمن يصطلي * بحر نار الحرب غير مؤتلي فقاتل حتى قتل وقتل يزيد بن عمير بن ذي مران وقتل النعمان بن صهبان الجرمى ثم الراسبى وكان ناسكا ورفاعة بن شداد بن عوسجة الفتيانى عند حمام المهبذان الذي بالسبخة وكان ناسكا وقتل الفرات بن زحر بن قيس الجعفى وارتث زحر بن قيس وقتل عبدالرحمن بن سعيد بن قيس وقتل عمر بن مخنف وقاتل عبدالرحمن بن مخنف حتى ارتث وحملته الرجال على أيديها وما يشعر وقاتل حوله رجال من الازد فقال حميد بن مسلم .

لا ضربن عن أبي حكيم * مفارق الا عبد والصميم

وقال سراقة بن مرداس البارقى
يا نفس الا تصبرى تلبمى * لا تتولى عن أبي حكيم

واستخرج من دور الوادعيين خمسمائة أسير فأتى بهم المختار مكتفين فأخذ رجل من بني نهد وهو من رؤساء أصحاب المختار يقال له عبدالله بن شريك لا يخلو بعربى الاخلى سبيله فرفع ذلك المختار درهم مولى لبنى نهد فقال له المختار اعرضوهم على وانظروا كل من شهد منهم قتل الحسين فأعلموني به فاخذوا لا يمر عليه برجل قد شهد قتل الحسين الا قيل له هذا ممن شهد قتله فيقدمه فيضرب عنقه حتى قتل منهم قبل أن يخرج مائتين وثمانية وأربعين قتيلا أخذ اصحابه كلما رأوا رجلا قد كان يؤذيهم أو يماريهم أو يضربهم خلوا به فقتلوه حتى قتل ناس كثير منهم وما يشعر بهم المختار .

فأخبر بذلك المختار بعد فدعى بمن بقى من الاسارى فاعتقهم و أخذ عليهم المواثيق أن لا يجامعوا عليه عدوا ولا يبغوه ولا اصحابه غائلة الاسراقة بن مرداس البارقى فانه امر به أن يساق معه إلى المسجد قال ونادى منادى المختار انه من أغلق بابه فهو آمن الارجلا شرك في دم آل محمد صلى الله عليه وسلم .

( قال أبومخنف ) حدثني المجالد بن سعيد عن عامر الشعبى ان يزيد بن الحارث بن يزيد بن رؤيم وحجار بن أبجربعثا رسلا لهما فقالا لهم كونوا من أهل اليمن قريبا فان رأيتموهم قد ظهروا فأيكم سبق الينا فليقل صرفان وان كانوا هزموا فليقل جمزان فلما هزم أهل اليمن اتتهم رسلهم
فقال لهم اول من انتهى اليهم جمزان .

فقام الرجلان فقالا لقومهما انصرفوا إلى بيوتكم فانصرفوا و خرج عمرو بن الحجاج الزبيدي وكان ممن شهد قتل الحسين فركب راحلة ثم ذهب عليها فاخذ طريق شراف وواقصة فلم يرحتى الساعة ولا يدرى ارض بخسة ام سماء حصبة واما فرات بن زحر بن قيس فانه لما قتل بعثت عائشة بنت خليفة بن عبدالله الجعفية وكانت امرأة الحسين بن علي إلى المختار تساله ان ياذن لها ان توارى جسده ففعل فدفنته وبعث المختار غلاما له يدعى زربيا في طلب شمر بن ذي الجوشن ( قال ابومخنف ) فحدثني يونس بن أبي اسحاق عن مسلم بن عبدالله الضبابى قال تبعنا زربى غلام المختار فلحقنا وقد خرجنا من الكوفة على خيول لنا ضمر فأقبل يتمطر به فرسه فلما دنا منا قال لنا شمراركضوا وتباعدوا عنى لعل العبد يطمع في قال فركضنا فامعنا وطمع العبد في شمر وأخذ شمر ما يستطرد له حتى اذا انقطع من أصحابه حمل عليه شمر فدق ظهره وأتى المختار فأخبر بذلك فقال بؤسا لزربى أما لو يستشيرنى ما امرته أن يخرج لابي السابغة .

( قال أبومخنف ) حدثني أبومحمد الهمدانى عن مسلم بن عبدالله الضبابى قال لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا معه حين هزمنا المختار وقتل أهل اليمن بجبانة السبيع ووجه غلاما زربيا في طلب شمروكان من قتل شمراياه ما كان مضى شمر حتى ينزل ساتيد ما ثم مضى حتى ينزل إلى جانب قرية يقال لها الكلتانية على شاطئ نهر إلى جانب تل ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا فضربه .

ثم قال النجاء بكتابى هذا إلى المصعب بن الزبير وكتب عنوانه

للامير المصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن قال فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوتا وفيها أبوعمرة وقد كان المختار بعثه في تلك الايام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين اهل البصرة فلقى ذلك العلج علجا من تلك القرية فأقبل يشكو اليه ما لقى من شمر فانه لقائم معه يكلمه اذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب من شمر فسالوا العلج عن مكانه الذي هو به فاخبرهم فاذا ليس بينهم وبينه الا ثلاثة فراسخ قال فاقبلوا ايسيرون اليه .

( قال أبومخنف ) فحدثني مسلم ابن عبدالله قال وأنا والله مع
شمر تلك الليلة فقلنا لو أنك ارتحلت بنا من هذاالمكان فانا نتخوف به فقال أوكل هذا فرقا من الكذاب والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ملاء الله قلوبكم رعبا قال وكان بذلك المكان الذي كنا فيه دبى كثير فوالله أني لبين اليقظان والنائم اذ سمعت وقع حوافر الخيل فقلت في نفسى هذا صوت الدبى ثم انى سمعته اشد من ذلك فانتبهت ومسحت عينى وقلت لا والله ما هذا بالدبى قال وذهبت لاقوم فاذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل فكبروا ثم أحاطوا بابياتنا وخرجنا نشتد على ارجلنا وتركنا خيلنا .

قال فأمر على شمروانه لمتزر ببرد محقق وكان أبرص فكانى أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد فانه ليطاعنهم بالمرح قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه فمضينا وتركناه قال فما هو ألا أن امعنت ساعة اذ سمعت الله اكبر قتل الله الخبيث .

( قال ابومخنف ) حدثني المشرقى عن عبدالرحمن بن عبيد ابي الكنود قال انا والله صاحب الكتاب الذي رايته مع العلج واتيت به ابا عمرة وأنا قتلت شمرا قال قلت هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ قال نعم خرج علينا

فطاعننا برمحه ساعة ثم القى رمحه ثم دخل بيته فاخذ سيفه ثم خرج علينا وهو يقول .

نبهتم ليث عرين باسلا * حهما محياه يدق الكاهلا

لم يريوما عن عدونا كلا * الا كذا مقاتلا او قاتلا

يبرحهم ضربا ويروى العاملا ( قال ابومخنف ) عن يونس بن ابي اسحاق ولما خرج المختار من جبانة السبيع واقبل إلى القصر أخذ سراقة بن مرداس يناديه بأعلى صوته .

امنن على اليوم يا خير معد * وخير من حل بشحر والجند

وخير من حيى ولبى وسجد فبعث به المختار إلى السجن فحبسه ليلة ثم أرسل اليه من الغد فأخرجه فدعا سراقة فأقبل إلى المختار وهو يقول .

الا ابلغ ابا اسحاق انا * نزونا نزوة كانت علينا

خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا * وكان خروجنا بطراوحينا

نراهم في مصافهم قليلا * وهم مثل الدبى حين التقينا

يرزنا اذ رأيناهم فلما * راينا القوم قد برزوا الينا

لقينا منهم ضربا طلحفا * وطعنا صائبا حتى انشنينا

نصرت على عدوك كل يوم * بكل كتيبة تنعى حسينا

كنصر محمد في يوم بدر * ويوم الشعب اذ لاقى حنينا

فاسجح اذ ملكت فلو ملكنا * لجرنا في الحكومة واعتدينا

تقبل توبة منى فانى * سأشكران جعلت النقد دينا

قال فلما انتهى إلى المختار قال له اصلحك الله ايها الامير سراقة بن مرداس يحلف بالله - الذي لا اله الا هو لقد رأى الملائكة تقاتل على الخيول البلق بين السماء والارض فقال له المختار فاصعد المنبر فأعلم ذلك المسلمين فصعد فاخبرهم بذلك ثم نزل فخلا به المختار فقال اني قد علمت انك لم تر الملائكة وانما اردت ما قد عرفت ان لا اقتلك فاذهب عنى حيث احببت لا تفسد على اصحابى .

( قال ابومخنف ) فحدثنى الحجاج بن علي البارقى عن سراقة بن مرداس قال ما كنت في ايمان حلفت بها قط اشد اجتهادا ولا مبالغة في الكذب مني في ايمانى هذه التي حلفت لهم بها .

اني قد رايت الملائكة معهم تقاتل فخلوا سبيله فهرب فلحق بعبد
الرحمن بن مخنف عند المصعب بن الزبير بالبصرة وخرج اشراف اهل الكوفة والوجوه فلحقوا بمصعب بن الزبير بالبصرة وخرج سراقة بن مرداس من الكوفة وهو يقول .

الا ابلغ ابا اسحاق اني * رايت البلغ دهما مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا * على قتالكم حتى الممات
ارى عينى ما لم تبصراه * كلانا عالم بالترهات
اذا قالوا اقول لهم كذبتم * وان خرجوا لبست لهم اداتى
حدثني ابوالسائب مسلم بن جنادة قال حدثنا محمد بن براد من ولد ابي موسى الاشعرى عن شيخ قال لما اسر سراقة البارقى قال وانتم اسرتمونى ما اسرنى الا قوم على دواب بلق عليهم ثياب بيض قال فقال المختار اولئك الملائكة فأطلقه فقال.

الا ابلغ ابا اسحاق اني * رأيت البلق دهما مصمتات

ارى عينى ما لم يراياه * كلانا عام بالترهات

( قال أبومخنف ) حدثني عمير بن زياد ان عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني قال يوم جبانة السبيع ويحكم من هؤلاء الذين اتونا من ورائنا قيل له شبام فقال ياعجبا يقاتلنى بقومى من لا قوم له ( قال ابومخنف ) وحدثني ابوروق ان شرحبيل بن ذي بقلان من الناعطين قتل يومئذ وكان من بيوتات همدان فقال يومئذ قبل ان يقتل يا لها قتلة ما اضل مقتولها قتال مع غير امام وقتال على غير نية وتعجيل فراق الاحبة ولو قتلناهم اذا لم نسلم منهم انا لله وانا اليه راجعون اما والله ما خرجت الا مواسيا لقومي بنفسي مخافة أن يضطهدوا وايم الله ما نجوت من ذلك ولا انجواولا اغنيت عنهم ولا اغنوا قال ويرميه رجل من الفائشيين من همدان
يقال له احمر بن هديج بسهم فيقتله قال واختصم في عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانى نفر ثلاثة سعر بن ابي سعر الحنفى وابوالزبير الشبامى ورجل آخر .

فقال سعر طعنته طعنة وقال ابوالزبير لكن ضربته انا عشر ضربات او اكثر وقال لي ابنه يا ابا الزبير اتقتل عبدالرحمن بن سعد سيد قومك فقلت لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم او ابنائهم أو اخوانهم او عشيرتهم فقال المختار كلكم محسن وانجلت الوقعة عن سبعمائة وثمانين قتيلا من قومه .

( قال أبومخنف ) حدثني النضر بن صالح ان القتل اذ ذاك كان استحر في اهل اليمن وان مضر اصيب منهم بالكناسة بضعة عشر

رجلا ثم مضوا حتى مروا بربيعة فرجع حجار بن ابجر ويزيد بن الحارث بن رؤيم وشداد بن المنذر اخو حصين وعكرمة بن ربعى فانصرف جميع هؤلاء إلى رحالهم وعطف عليهم عكرمة فقاتلهم قتالا شديدا ثم انصرف عنهم وقد خرج فجاء حتى دخل منزله فقيل له قد مرت خيل في ناحية الحى فخرج فأراد ان يثب من حائط داره إلى دار اخرى إلى جانبه فلم يستطع حتى حمله غلام له وكانت وقعة جبانة السبيع يوم الاربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة سنة 66 قال وخرج اشراف الناس فلحقوا بالبصرة وتجرد المختار لقتلة الحسين فقال ما من ديننا ترك قوم قتلوا الحسين يمشون احياء في الدنيا آمنين بئس ناصر آل محمد انا اذا الكذاب
كما سمونى فانى بالله استعين عليهم الحمد لله الذي جعلنى سيفا ضربهم به ورمحا طعنهم به وطالب وترهم والقائم بحقهم انه كان حقا على الله ان يقتل من قتلهم وأن يذل من جهل حقهم فسموهم لى ثم اتبعوهم حتى تفنوهم .

( قال أبومخنف ) فحدثني موسى بن عامر ان المختار قال لهم اطلبوا لي قتلة الحسين فانه لا يسوغ لي الطعام والشراب حتى اطهر الارض منهم وانفى المصر منهم .

( قال أبومخنف ) وحدثني مالك بن أعين الجهنى ان عبدالله بن دباس وهو الذي قتل محمد بن عمار بن ياسر الذي قال الشاعر .

قتيل ابن دباس اصاب قذاله هو الذي دل المختار على نفر ممن قتل الحسين منهم عبدالله بن اسيد بن النزال الجهنى من حرقة ومالك بن النسير البدى وحمل بن

مالك المحاربى فبعث اليهم المختار ابا نمر مالك بن عمر والنهدى وكان من رؤساء اصحاب المختار فأتاهم وهم بالقادسية فاخذهم فاقبل بهم حتى ادخلهم عليه عشاء فقال لهم المختار يا اعداء الله واعداء كتاب واعداء رسوله وآل رسوله أين الحسين ابن علي أدوا إلى الحسين قتلتم من امرتم بالصلاة عليه في الصلاة فقالوا رحمك الله بعثنا ونحن كارهون فامنن علينا واسنبقنا قال المختار فهلا مننتم على الحسين بن بنت نبيكم واستبقيتموه وسفيتموه ثم قال المختار للبدى أنت صاحب برنسه فقال له عبدالله ابن كامل نعم هو هو فقال المختار اقطعو ايدى هذا ورجليه ودعوه فليضطرب حتى يموت ففعل ذلك به وترك فلم يزل ينزف الدم حتى مات وامر بالاخرين فقد ما فقتل عبدالله بن كامل عبدالله الجهنى وقتل سعر بن ابي سعر حمل بن مالك المحاربى .

( قال أبومخنف ) وحدثنى ابوالصلت التيمى قال حدثني ابو سعيد الصيقل ان المختار دل على رجال من قتلة الحسين دله عليهم سعر الحنفى قال فبعث المختار عبدالله بن كامل فخرجنا معه حتى مرببني ضبيعة فأخذ منهم رجلا يقال له زياد بن مالك قال ثم مضى إلى عنزة فاخذ منهم رجلا يقال له عمران بن خالد قال ثم بعثني في رجال معه يقال لهم الدبابة إلى دار في الحمراء فيها عبدالرحمن بن أبي خشكارة البجلى وعبدالله بن قيس الخولاني فجئنا بهم حتى ادخلناهم عليه فقال لهم يا قتلة الصالحين وقتلة سيد شباب اهل الجنة الا ترون الله قد اقاد منكم اليوم لقد جاءكم الورس بيوم نحس وكانوا قد اصابوا من الورس الذي كان مع الحسين اخرجوهم إلى السوق فضربوا

رقابهم ففعل ذلك بهم فهؤلاء اربعة نفر .

( قال أبومخنف ) وحدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد ابن مسلم قال جاءنا السائب بن مالك الاشعرى في خيل المختار فخرجت نحو عبدالقيس وخرج عبدالله وعبدالرحمن ابنا صلخب في اثرى وشغلوا بالاحتباس عليهما عنى فنجوت واخذوهما ثم مضوا بهما حتى مروا على منزل رجل يقال له عبدالله بن وهب ابن عمرو ابن عم أعشى همدان من بني عبد فاخذوه فانتهوا بهم إلى المختار فأمر بهم فقتلوا في السوق فهؤلاء ثلاثة فقال حميد بن مسلم في ذلك حيث نجا منهم
الم ترنى على دهش * نجوت ولم أكد أنجو

رجاء الله أنقذني * ولم أك غيره أرجو

( قال ابومخنف ) حدثني موسى بن عامر العدوى من جهينة وقد عرف ذلك الحديث شهم بن عبدالرحمن الجهنى قال بعث المختار عبدالله بن كامل إلى عثمان بن خالد بن اسير الدهمانى من جهينة والى ابي اسماء بشر بن سوط القابضى وكانا ممن شهدا قتل الحسين وكانا اشتركا في دم عبدالرحمن بن عقيل بن ابي طالب وفي سلبه فاحاط عبدالله بن كامل عند العصر بمسجد بني دهمان ثم قال على مثل خطايا بني دهمان منذ يوم خلقوا إلى يوم يبعثون ان لم اوت بعثمان بن خالد بن اسير ان لم اضرب اعناقكم من عند آخركم فقلنا له امهلنا نطلبه فخرجوا
مع الخيل في طلبه فوجد وهما جالسين في الجبانة وكانا يريد ان يخرجا إلى الجزيرة فاتى بهما عبدالله بن كامل فقال الحمد لله الذي كفى المؤمنين القتال لو لم يجدوا هذا مع هذا عنانا إلى منزله في طلبه

فالحمد لله الذي حينك حتى امكن منك فخرج بهما حتى اذا كان في موضع بئرالجعد ضرب اعناقهما ثم رجع فاخبر المختار خبرهما فامره ان يرجع اليهما فيحرقهما بالنار وقال لا يدفنان حتى يحرقا فهذان رجلان فقال اعشى همدان يرثى عثمان الجهنى .

ياعين بكى فتى الفتيان عثمانا * لا يبعدون الفتى من آل دهمانا
واذكر فتى ماجدا حلوا شمائله * ما مثله فارس في آل همدانا
قال موسى بن عامر وبعث معاذ بن هانى بن عدى الكندى بن أخي حجر وبعث أبا عمرة صاحب حرسه فساروا حتى أحاطوا بدار خولى بن يزيد الاصبحى وهو صاحب رأس الحسين الذي جاء به فاختبى في مخرجه فأمر معاذ أبا عمرة أن يطلبه في الدار فخرجت امرأته اليهم فقالوا لها أين زوجك فقالت لا ادرى أين هو واشارت بيدها إلى المخرج فدخلوا فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة فأخرجوه وكان المختار يسير بالكوفة ثم انه أقبل في اثر اصحابه .

وقد بعث ابوعمرة اليه رسولا فاستقبل المختار الرسول عند دار أبي بلال ومعه ابن كامل فأخبره الخبر فأقبل المختار نحوهم فاستقبل به فردده حتى قتله إلى جانب أهله ثم دعابنار فحرقه ثم لم يبرح حتى عاد رمادا ثم انصرف عنه وكانت امرأته من حضرموت يقال لها العيوف بنت مالك بن نهار بن عقرب وكانت نصبت له العداوة حين جاء برأس الحسين ( قال أبومخنف ) وحدثني موسى بن عامر ابوالاشعر أن المختار قال ذات يوم وهو يحدث جلساءه لاقتلن غدا رجلا عظيم القدمين غائر العينين مشرفالحاجبين يسر مقتله المؤمنين والملائكة المقربين قال

وكان الهيثم بن الاسود النخعى عند المختار حين سمع هذه المقالة فوقع في نفسه ان الذي يريد عمر بن سعد بن أبي وقاص .

فلما رجع إلى منزله دعا ابنه العريان فقال الق ابن سعد الليلة فخبره بكذا وكذا وقل له خذ حذرك فانه لا يريد غيرك قال فأتاه فاستخلاه ثم حدثه الحديث فقال له عمر بن سعد جزى الله أباك والاخاء خيرا كيف يريد هذا بى بعد الذي اعطاني من العهود والمواثيق وكان المختار أول ما ظهر أحسن شئ سيرة وتالفا للناس وكان عبدالله بن جعدة بن هبيرة اكرم خلق الله على المختار لقرابته بعلى فكلم عمر بن سعد عبدالله بن جعدة
وقال له اني لا آمن هذا الرجل يعني المختار فخذلى منه أمانا ففعل قال فانا رأيت أمانه وقرأته .

بسم الله الرحمن الرحيم هذا امان من المختار بن أبي عبيد لعمر
بن سعد بن أبي وقاص انك آمن بامان الله على نفسك ومالك واهلك و اهل بيتك وولدك لا تؤاخذ بحدث كان منك قديما ما سمعت وأطعت و لزمت رحلك وأهلك ومصرك فمن لقى عمر بن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد ومن غيرهم من الناس فلا يعرض له الا بخبر شهد السائب بن مالك وأحمر بن شميط وعبدالله بن شداد وعبدالله بن كامل وجعل المختار على نفسه عهد الله ومياقه ليفين لعمر بن سعد بما اعطاه من الامان الا ان يحدث حدثا وأشهد الله على نفسه وكفى بالله شهيدا .

قال فكان ابوجعفر محمد بن على يقول أما امان المختار لعمر بن سعد الا أن يحدث حدثا فانه كان يريد به اذ ادخل الخلاء فأحدث قال فلما جاءه العريان بهذا خرج من تحت ليلته حتى أتى حمامه ثم قال في نفسه

أنزل دارى فرجع فعير الروحاء ثم أتى داره غدوة وقد اتى حمامه فأخبر مولى له بما كان من أمانه وبما اريد به فقال له مولاه واى حدث أعظم بما صنعت أنك تركت رحلك واهلك واقبلت إلى ههنا ارجع إلى رحلك لا تجعلن للرجل عليك سبيلا فرجع إلى منزله وأتى المختار بانطلاقه فقال كلا ان في عنقه سلسلة سترده لو جهد أن ينطلق ما استطاع قال واصبح المختار فبعث اليه ابا عمرة وأمره ان يأتيه به فجاءه حتى دخل عليه فقال اجب الامير فقام عمر فعثر في جبة له ويضربه ابوعمرة بسيفه فقتله وجاء برأسه في اسفل قبائه حتى وضعه بين يدى المختار .

فقال المختار لابنه حفص بن عمر بن سعد وهو جالس عنده اتعرف
هذا الرجل فاسترجع وقال نعم ولاخير في العيش بعده قال له المختار صدقت فانك لا تعيش بعده فامر به فقتل واذا رأسه مع راس ابيه ثم ان المختار قال هذا بحسين وهذا بعلي بن حسين ولا سواء والله لوقتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من انامله فقالت حميدة بنت عمر بن سعد تبكي اباها .

لو كان غير اخى قسى غره * او غير ذي يمن وغير الاعجم

سخى بنفسى ذاك شيئا فاعلموا * عنه وما البطريق مثل الالام

اعطى ابن سعد في الصحيفة وابنه * عهدا يلين له جناح الارقم

فلما قتل المختار عمر بن سعد وابنه بعث برأسيهما مع مسافر بن سعيد بن نمران الناعطى وظبيان بن عمارة التيمى حتى قدما بهما على محمد بن الحنفية وكتب إلى ابن الحنفية في ذلك بكتاب .

( قال أبومخنف ) وحدثني موسى بن عامر قال انما كان هيج المختار

على قتل عمر بن سعد ان يزيد بن شراحيل الانصارى اتى محمد بن الحنفية فسلم عليه فخرى الحديث إلى أن تذاكرو المختار وخروجه وما يدعو اليه من الطلب بدماء أهل البيت فقال محمد بن الحنفية على اهون رسله يزعم انه لنا شيعة وقتلة الحسين جلسوه على الكراسى يحدثونه قال فوعاها الآخر منه فلما قدم الكوفة اتاه فسلم عليه فساله المختار هل لقيت المهدي فقال له نعم فقال ما قال لك وماذاكرك قال فخبره الخبر قال فما لبث المختار عمر بن سعد وابنه ان قتلهما ثم بعث برؤسهما إلى ابن الحنفية مع الرسولين اللذين سمينا وكتب معهما إلى ابن الحنفية .

بسم الله الرحمن الرحيم للمهدى محمد بن علي من المختار بن أبي عبيد سلام عليك يا أيها المهدي فأني أحمد اليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فان الله بعثني نقمة على أعدائكم فهم بين قتيل وأسير وطريد وشريد فالحمد لله الذي قتل قاتليكم وقصر مؤارزيكم .

وقد بعثت اليك برأس عمر بن سعد وابنه وقد قتلنا من شرك في دم الحسين وأهل بيته رحمة الله عليهم كل من قدرنا عليه ولن يعجز الله من
بقى ولست بمنجم عنهم حتى لا يبلغنى أن على اديم الارض منهم ارميا فاكتب إلى أيها المهدي برأيك أتبعه وأكون عليه والسلام عليك ايها المهدي ورحمة الله بركاته ثم ان المختار بعث عبدالله بن كامل إلى حكيم بن طفيل الطائي السنبسى وقد كان اصاب صلب العباس ابن على ورمى حسينا بسهم فكان يقول تعلق سهمى بسرباله وماضره فأتاه عبدالله بن كامل فأخذه ثم اقبل به وذهب اهله فاستغاثوا بعدي بن حاتم فلحقهم في الطريق فكلم عبدالله بن كامل فيه فقال ما إلى من أمره شئ انما ذلك إلى الامير المختار قال فاني آتيه قال فأته راشد افمضى عدى نحو المختار وكان المختار قد شفعه

في نفر من قومه أصابهم يوم جبانة السبيع لم يكونوا نطقوا بشئ من امر الحسين ولا اهل بيته .

فقالت الشيعة لابن كامل انا نخاف ان يشفع الامير عدى بن حاتم
في هذا الخبيث وله من الذنب ما قد علمت فدعنا نقتله قال شأنكم به فلما انتهوا به إلى دار العنزبين وهو مكتوف نصبوه غرضا ثم قالوا له سلبت ابن علي ثيابه والله لنسلبن ثيابك وانت حي تنظر فنزعوا ثيابه ثم قالوا له رميت حسينا واتخذته غرضا لنبلك وقلت تعلق سهمى بسرباله ولم يضره وايم الله لنرمينك كما رميته بنبال ما تعلق بك منها اجزاك قال فرموه رشقا واحدا فوقعت به منهم نبال كثيرة فخر ميتا ( قال ابومخنف ) فحدثني ابوالجارود عمن رآه قتيلا كأنه قنفذ لما فيه من كثرة النبل ودخل عدى بن حاتم على المختار فأجلسه معه على مجلسه فأخبره عدى عما جاء له فقال له المختار اتستحل يا ابا طريف أن تطلب في قتلة الحسين قال انه مكذوب عليه اصلحك الله قال اذا ندعه لك قال فلم يكن بأسرع من أن دخل ابن كامل .

فقال له المختار ما فعل الرجل قال قتلته الشيعة قال له وما اعجلك إلى
قتله قبل ان تأتينى به وهو لا يسره انه لم يقتله وهذا عدي قد جاء فيه وهو اهل ان يشفع ويؤتى ما سره قال غلبتني والله الشيعة قال له عدي كذبت يا عدو الله ولكن ظننت ان من هو خير منك سيشفعنى فيه فبادرتنى فقتلته ولم يكن خطر يدفعك عما صنعت .

قال فاسحنفر اليه ابن كامل بالشتيمة فوضع المختار اصبعه على فيه يأمر ابن كامل بالسكوت والكف عن عدي فقام عدي راضيا عن المختار

ساخطا على ابن كامل يشكوه عند من لقى من قومه وبعث المختار إلى قاتل علي ابن الحسين عبدالله بن كامل وهو رجل من عبدالقيس يقال له مرة بن منقذ بن النعمان العبدى وكان شجاعا فأتاه ابن كامل فأحاط بداره فخرج اليهم وبيده الرمح وهو على فرس جواد فطعن عبيدالله بن ناجية الشبامى فصرعه .

ولم يضره قال ويضربه ابن كامل بالسيف فيتقيه بيده اليسرى فاسرع فيها السيف وتمطرت به الفرس فافلت ولحق بمصعب وشلت يده بعد ذلك قال وبعث المختار ايضا عبدالله الشاكري إلى رجل من جنب يقال له زيد بن رقاد كان يقول لقد رميت فتى منهم بسهم وانه لواضع كفه على جبهته يتقى النبل فاثبت كفه في جبهته فما استطاع ان يزيل كفه عن جبهته ( قال ابومخنف ) فحدثني ابوعبدالاعلى الزبيدى ان ذلك الفتى عبدالله بن مسلم بن عقيل وانه قال حيث اثبت كفه في جبهته اللهم انهم استقلونا واستذلونا اللهم فاقتلهم كما قتلونا اذلهم كما استذلونا ثم انه رمى الغلام بسهم آخر فقتله فكان يقول جئته ميتا فنزعت سهمى الذي قتلته به من جوفه فلم ازل انضنض السهم من جبهته حتى نزعته وبقى النصل في جبهته مثبتا ما قدرت على نزعه قال فلما اتى ابن كامل داره احاط بها واقتحم الرجال عليه فخرج مصلتا بسيفه وكان شجاعا .

فقال ابن كامل لا تضربوه بسيف ولا تطعنوه برمح ولكن ارموه بالنبل وارجموه بالحجارة ففعلوا ذلك به فسقط فقال ابن كامل ان كان
به رمق فأخرجوه فأخرجوه وبه رمق فدعا بنار فحرقه بها وهو حى لم تخرج روحه وطلب المختار سنان ابن انس الذي كان يدعى قتل

الحسين فوجده قد هرب إلى البصرة فهدم داره وطلب المختار عبدالله بن عقبة الغنوى فوجده قد هرب ولحق بالجزيرة فهدم داره وكان ذلك الغنوى قد قتل منهم غلاما وقتل رجل آخر من بني اسد يقال له حرملة بن كاهل رجلا من آل الحسين ففيهما يقول ابن أبي عقب الليثى .

وعند غنى قطرة من دمائنا * وفي اسد اخرى تعد وتذكر
وطلب رجلا من خثعم يقال له عبدالله بن عروة الخثعمى كان يقول رميت فيهم باثنى عشر سهما ضيعة ففاته ولحق بمصعب فهدم داره وطلب رجلا من صداء يقال له عمرو بن صبيح وكان يقول لقد طعنت بعضهم وجرحت فيهم وما قتلت منهم احدا فأتى ليلا وهو على سطحه وهو لا يشعر بعد ما هدأت العيون وسيفه تحت رأسه فأخذوه أخذا وأخذوا سيفه فقال قبحك الله سيفا ما اقربك وأبعدك فجئ به إلى المختار فحبسه معه في القصر .

فلما ان اصبح أذن لاصحابه وقيل ليدخل من شاء أن يدخل ودخل الناس وجئ به مقيدا فقال أما والله يامعشر الكفرة الفجرة أن لو بيدى سيفى لعلمتم اني بنصل السيف غير رعش ولا رعديد ما يسرني اذ كانت منيتي قتلا انه قتلني من الخلق احد غيركم لقد علمت أنكم شرار خلق الله غير اني وددت أن بيدى سيفا أضرب به فيكم ساعة .

ثم رفع يده فلطم عين ابن كامل وهو إلى جنبه فضحك ابن كامل ثم اخذ بيده وامسكها ثم قال انه يزعم أنه قد جرح في آل محمد وطعن فمرنا بأمرك فيه فقال المختار على بالرماح فأتى بها فقال اطعنوه حتى يموت فطعن بالرماح حتى مات .

( قال أبومخنف ) حدثني هشام بن عبدالرحمن وابنه الحكم بن هشام ان اصحاب المختار مروا بدار بني ابي زرعة بن مسعود فرموهم من فوقها فأقبلوا حتى دخلوا الدار فقتلوا الهبياط ابن عثمان بن أبي زرعة الثقفي وعبدالرحمن بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي وأفلتهم عبدالمالك بن ابي زرعة بضربة في رأسه فجاء يشتد حتى دخل على المختار فأمر امراته ام ثابت ابنة سمرة بن جندب فداوت شجته .

ثم دعاه فقال لا ذنب لي انكم رميتم القوم فاغضبتموهم وكان محمد بن الاشعث بن قيس في قرية الاشعث إلى جنب القادسيه فبعث المختار اليه حوشبا ساذن الكرسى في مائة فقال انطلق اليه فانك تجده لاهيا متصيدا او قائما متلبدا او خائفا متلددا اوذ اكامنا متغمدا فان قدرت عليه فأتني برأسه فخرج حتى اتى قصره فاحاط به وخرج منه محمد بن الاشعث فلحق بمصعب وأقاموا على القصر وهم يرون انه فيه ثم انهم دخلوا فعلموا انه قد فاتهم فانصرفوا إلى المختار فبعث إلى داره فهدمها وبنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الكندى وكان زياد بن سمية قد هدمها

كتاب مقتل الحسين عليه السلام
للمؤرخ الشهير لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي الغامدي ره
مع التعاليق النفيسة بقلم خادم اهل البيت والعلم الحسن الغفاري

نشكر من بعض اصدقائي واخواني في الدين بما انه زيد تأييده لا يزال كان عونا لي في ترصيف هذا المسفور وساعدني مساعدة شقيق مخلص ونرجو الله من عميم فضله أن يديم توفيقه ويحشره مع مواليه الميامين بحق محمد وآله الطاهرين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حمده غاية آمال العارفين وشكره منتهى مبلغ العاملين ، والصلوة والسلام على سيد العالم ومفخر بني آدم ، المتعالى في مدارج الجلال والجمال :

والراقى إلى منتهى مراقى الكمال ، المبعوث لهداية الانام ، والمنقذ لهم عن ورطات الهلاك والظلام ، محمد المصطفى حبيب اله العالمين ، وعلى آله وعترته الميامين ، خيرة الاوصياء ، ومفاخر الاولياء الائمة الاثنى عشر ، كواكب الدجى ، وانوار الهدى ، واللعن الدائم على اعاديهم ومخالفيهم ومعانديهم ومنكري فضائلهم أجمعين من الان إلى قيام يوم الدين .

وبعد فيقول العبد الذليل المحتاج إلى عفوربه الجليل الحسن بن عبدالحميد الغفاري عفي الله عنه :

انني منذ ما كنت مشتغلا بجمع الاحاديث والروايات الواردة في فضائل المعصومين سلام الله عليهم أجمعين عن كتب العامة وأسفارهم أردت أن أجمع الاخبار الواردة في مقتل مولانا الشهيد أبي عبدالله الحسين روحي له الفداء بحيث كان كل من نظر فيه وتأمل في مضامينه أغناه عن الرجوع إلى سائر المقاتل ، وبينا أنا كنت مشغولا بذلك بان لي أن من جملة المقاتل التي استندوا اليها ونقلوا عنها مقتل أبي مخنف المشهور بين الخواص والعوام ، ونقل مهرة الفن عنه في زبرهم القديمة كمحمد بن جرير الطبري في

كتابه ( تاريخ الامم والملوك ) وابن أثير الجزري في كتابه ( الكامل ) وغيرهما .

وكيفية النقل لا سيما في تاريخ الامم والملوك يشعر بأن هذا الكتاب
كان بين يدي محمد بن جرير وهو ينقل عنه بلا واسطة وأحيانا بوساطة هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وحيثما قابلت النسخة المطبوعة التي بأيدينا المسمى بمقتل أبي مخنف مع ما اورده الطبري وغيره في كتبهم رأيت ما بينه وبينها اختلافا كثيرا وتهافتا بينا بحيث يشعر الظن بل الاطمينان بأن هذا المطبوع ليس المقتل المزبور بتمامه وان كان فيه بعض ما فيه ، وهذا هو الذي دعاني إلى التقاط ما أورده الطبري في تاريخه وجمعه وتبويبه .

مع ما اعلق عليه من توثيق الرواة الموجودة في طريق النقل عن كتب العامة والخاصة وصار بحمد الله والمنة كتابا جامعا وسفرا شريفا يزيل الشبه ويورث الاطمينان والاعتقاد بأن ما ذكر في هذا الكتاب هو ما ذكره أبومخنف وان لم يكن جميع ما ذكره فانه لا قطع لي أن هؤلاء المورخين ذكروا في مقاتلهم جميع ما ذكره المؤلف في كتابه فللناظر البصير والنقاد الخبير ان يغتنم هذه الفرصة وان يجتنى من أزهار ربيعه فان للنقل في الاخبار والروايات شرائط يلزم لكل ناقل رعايتها ، ويستجمعها صحة استنادها وصدورها عن راويها وهذا المعنى بعون الله تعالى موجود فيما نقلنا وجمعنا ، وسميناه بمقتل ابي مخنف الصحيح المنقول من تاريخ الامم والملوك ورجائي من مولائي و سيدي أن يقبله بعين اللطف والرحمة وأن يجعله ذخرا لي ليوم لا ينفع فيه مال

ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .

وفي الختام اقدم شكرى الجميل وثنائي الجزيل إلى سماحة سيدي العلامة الاستاذ المستضئ من أضواء مشاكى الرشد والهداية ، والمستنير من أنوار منارات الدين والولاية آية الله العظمى :

السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف فانه دامت أيام افاضاته حرضني
وشوقني لتنسيق هذا الموسوع وعاضدني في تمام المشاكل والمعاضل معاضدة والدروحاني رؤوف لولده الخاطئ المسكين ، جزاه الله عني وعن الاسلام خير ما يجزى من الاعلام ومجاهدي الاسلام .

واهدى ثوابه إلى روح والدي المرحوم الذي صرف عمره الشريف لخدمة أهل البيت وذكر مناقبهم ومراثيهم تقديرا لما أتعب نفسه الزكية لتربية ولده العاصى ومن هو منغمر في بحار المعاصي .

أللهم يا ربي الكريم انك تعلم أني لست بأهل أن تشمله نسمات موهباتك ورحمتك ، ولكنه أين كرمك وعظيم عفوك ، هذه هدية نملة وبضاعة مزجاة إلى مليك مقتدر ، فبحق محمد وآله والدماء التي اريقت في احياء شرعك ودينك تقبل هذا مني بقبول حسن ، واجعلني من خدمة أوليائك وأهل بيت نبيك ما دمت حيا .

حررفي 15 شوال المكرم من سنة 1398

بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة المؤلف هو :

لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدى الغامدى ابومخنف صاحب المقتل رحمه الله .

الضبط :

لوط بضم اللام وسكون الواو بعدها وطاء مهملة ، ومخنف بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون بعدها فاء .

الغامدي :

بفتح الغبن المعجمة وكسر الميم والدال المهملة نسبة إلى غامد وهو بطن من الازد .

قال العلامة المتتبع آية الله العظمى الشيخ عبدالله المامقاني رضوان الله عليه في تنقيح المقال ما هذا لفظه :

عده الشيخ في رجاله تارة من رجال واصحاب امير المؤمنين عليه السلام تبعا للكشي فقال :

لوط بن يحيى الازدي يكنى أبا مخنف :

هذا ذكره الكشي من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام ، وعندي أن هذا غلط ، لان لوط بن يحيى لم يلق امير المؤمنين عليه السلام وكان أبوه يحيى من اصحابه عليه السلام انتهى .

واخرى من أصحاب الحسن عليه السلام قائلا :

لوط بن يحيى يكنى أبا مخنف ، وثالثة من أصحاب الحسين عليه السلام بالعنوان

المذكور في الحسن ، ورابعة من اصحاب الصادق عليه السلام بقوله :

/ 26