جامع السعادات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جامع السعادات - جلد 1

محمد مهدی النراقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة المؤلف


الحمد لله الذي خلق الانسان، و جعله افضل انواع الاكوان، و صيره نسخة لما اوجده
من عوالم الامكان، اظهر فيه عجائب قدرته القاهرة، و ابرز فيه غرائب عظمته
الباهرة، ربط به الناسوت باللاهوت، و اودع فيه حقائق الملك و الملكوت، خمر
طينته من الظلمات و النور، و ركب فيه دواعي الخير و الشرور، عجنه من المواد
المتخالفة، و جمع فيه القوى و الاوصاف المتناقضة، ثم ندبه الى تهذيبها
بالتقويم و التعديل، و حثه على تحسينها بعد ما سهل له السبيل، و الصلاة على نبينا
الذي اوتى جوامع الحكم، و بعث لتتميم محاسن الاخلاق و الشيم، و على آله مصابيح
الظلم، و مفاتيح ابواب السعادة و الكرم صلى الله عليه و عليهم و سلم.

اما بعد فيقول طالب السعادة الحقيقية (مهدي بن ابي ذر النراقي)

بصره الله بعيوب نفسه، و جعل يومه خيرا من امسه: انه لا ريب في ان الغاية من وضع
النواميس و الاديان، و بعثة المصطفين من عظماء الانسان، هو سوق الناس من مراتع
البهائم و الشياطين، و ايصالهم الى روضات العليين، و ردعهم عن مشاركة اسراء
ذل الناسوت، و مصاحبة قرناء جب الطاغوت الى مجاورة سكان صقع الملكوت، و مرافقة
قطان قدس الجبروت، و لا يتيسر ذلك الا بالتخلي عن ذمائم الاخلاق و رذائلها، و
التحلي بشرائف الصفات و فضائلها، فيجب على كل عاقل ان ياخذ اهبته، و يبذل
همته في تطهير قلبه عن اوساخ الطبيعة و ارجاسها، و تغسيل نفسه عن اقذار
الجسمية و انجاسها قبل ان يتيه في بيداء الشقاق، و يهوي في مهاوي الضلالة و
الهلاكة، و يصرف جده و يجتهد جهده في استخلاص نفسه عن لصوص القوى الامارة ما دام
الاختيار بيده، اذ لا تنفعه الندامة و الحسرة في غده.

ثم لا ريب في ان التزكية موقوفة على معرفة مهلكات الصفات و منجياتها، و العلم
باسبابها و معالجاتها، و هذا هو الحكمة الحقة التي مدح الله اهلها، و لم يرخص
لاحد جهلها، و هي الموجبة للحياة الحقيقة، و السعادة السرمدية، و التارك لها على
شفا جرف الهلكات، و ربما احرقته نيران الشهوات.

و قد كان السلف من الحكماء يبالغون في نشرها و تدوينها. و جمعها و تبيينها، على
ما ادت اليه قوة انظارهم، و ادركوه بقرائحهم و افكارهم.

و لما جاءت الشريعة النبوية «على صادعها الف صلاة و تحية » حثت على تحسين الاخلاق
و تهذيبها، و بينت دقائقها و تفصيلها بحيث اضمحل في جنبها ما قرره اساطين الحكمة
و العرفان، و غيرهم من اهل الملل و الاديان، الا انه لما كان ما ورد منها منتشرا
في موارد مختلفة، و متفرقا في مواضع متعددة، تعسر ان يحيط به الجل فلا بد من ضبطه
في موضع واحد ليسهل تناوله للكل، فجمعت في هذا الكتاب خلاصة ما ورد من الشريعة
الحقة مع زبدة ما اورده اهل العرفان و الحكمة على نهج تقر به اعين الطالبين، و
تسر به افئدة الراغبين. و نذكر اولا بعض المقدمات النافعة في المطلوب ثم نشير
الى اقسام الاخلاق، و مبادئها من القوى و نضبطها باجناسها و انواعها و
نتائجها و ثمراتها ثم الى المعالجة الكلية لذمائم الاخلاق و الجزئية لكل خلق
مذموم، مما له اسم مشهور، و ما ينشا عنه من الافعال المذمومة، و في تلوه نذكر ضده
المحمود، و ما يدل على فضله عقلا و نقلا، لان العلم بفضيلة كل خلق و المداومة على
آثاره اقوى علاج لازالة ضده، و لا نتابع القوم من تقديم الرذائل باسرها على
الفضائل، بل نذكر اولا ما يتعلق بالقوة العقلية من الفضائل و الرذائل على النحو
المذكور، ثم ما يتعلق بالغضبية، ثم ما يتعلق بالشهوية، ثم ما يتعلق باثنتين
منها او ثلاث، لان ذلك ادخل في ضبط الاخلاق، و معرفة اضدادها، و العلم بمبادئها و
اجناسها، و هو من اهم الامور لطالبي هذا الفن.

و ما تعرضت لتدبير المنزل و سياسة المدن، لان غرضنا في هذا الكتاب انما هو مجرد
اصلاح النفس و تهذيب الاخلاق، و سميته «بجامع السعادات » و رتبته على ثلاثة
ابواب.


/ 15