دوره في إخماد الفتنة
لم ينعزل
الإمام عليّ(عليه السلام) عن الأحداث في عهد أبي بكر ، فهو وإن لم ينصّب
والياً أو قائداً عسكرياً إلاّ أنّه كان يتفاعل مع الأحداث ليؤدّي دوره في
الإصلاح والتغيير وفي ترشيد وتسديد الأعمال والممارسات ، فكان له دور
ملموس في حركة الدولة والأمّة ، ففي أوائل خلافة أبي بكر اعتزل بعض
الأنصار عنه ، فغضب بعض المهاجرين من هذا الموقف وتطوّر الأمر وهجا عمرو
بن العاص وأبو سفيان الأنصار وحرّضوا على قتالهم ، فلمّا سمع
الإمام(عليه السلام) بالأمر خرج مغضباً حتّى دخل المسجد فذكر الأنصار
بخير ، وردّ على عمرو بن العاص قوله ، فلمّا علمت الأنصار ذلك
سرّها وقالت : «ما نبالي بقول من قال مع حسن قول
عليّ»10 .
وكان لموقفه في
الدفاع عن الأنصار الدور الأكبر في إخماد الفتنة; لأنّه أحد رؤوس المهاجرين
في نظر الأنصار ، ولم يتطوّر الموقف أكثر من ذلك ، فقد كانت لحكمته
الدور الأكبر في تجاوز الأزمة وسكون الفتنة .