استخلافه على المدينة في خلافة عمر بن الخطّاب
أصبح عمر بن
الخطّاب خليفة بعهد من أبي بكر ، فلم يعترض الإمام على هذا
الاستخلاف ، ولم يتخلّف عن مختلف الأعمال والنشاطات والممارسات
الميدانية التي تحتاج إلى رأيه وجهده ، وكان ينفذ ما يطلب منه ما دام
منسجماً مع قواعد وأُسس الشريعة الإسلامية .
وعلى الرغم من
اختلاف وجهات النظر في كثير من القضايا إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من التعاون
والتآزر تحت ظلّ الآفاق العليا للمنهج الإسلامي .
وإذا تتبعّنا
سيرة عمر نجده لم يعهد إلى الإمام(عليه السلام) منصباً في ولاية أو إمرة جيش
أو في أي مجال آخر ، وكان هذا شأنه مع الكثير من المهاجرين ، ومع
ذلك كان يستخلفه على المدينة ، وخصوصاً في الوقائع التي يشترك فيها
الخليفة أو المتوقّفة على اشتراكه ، فقد استخلفه على المدينة في سنة
14هـ ، وفي سنة 15هـ ، وفي سنة
18هـ18 .
واستخلافه على
المدينة يعبّر عن ثقة عمر به ، وشهادة له بالإخلاص للإسلام وللدولة
الإسلامية ، وإيماناً منه بتقدير المصلحة الإسلامية العليا ،
والعمل الدؤوب من أجل تحقيق وحدة الدولة والأمّة .