في ظل أُصول الاِسلام
دراسةٌ شاملة لمسألة
التوحيدِوالشركِ والبدعةِ
وقضيةِ الاستششفاع والتوسّل والزيارة
وغيرها
في ضوء الاَُصول المستفادة من الكتاب والسنّةِ
مُحاضراتُ
العلاّمة الاَُستاذ المحقّق
الشيخ جعفر السبحاني
بقلم
جهاد الهادي
في ضل أُصول الاِسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّه وآله
وعلى رواة سنّته وحملة أحاديثه وحفظة كلمه.
المقدّمة:
تمرّ الاَُمّة الاِسلامية اليوم بأشدّ مراحل حياتها، وأحلك أحقاب تاريخها.
فالاَعداء تكالبوا عليها من كل جانب، واستضعفوها واستذلوها، وأمعنوا في نهب
خيراتها وسلب طاقاتها وتمزيق بلادها، وتحطيم مواهبها، وقتل مجاهديها،
وأبنائها.
ففي كل بلد مجازر ومذابح، وفي كل مكان سجون ومحابس، وفي كل موطن
فتن وقلاقل، تدور رحاها على المسلمين دون غيرهم، وتأخذ
ضحاياها من علمائهم العاملين، وشبابهم المتدينين، وتُنتهك فيها الاَعراض، وتُداس
فيها الكرامات، والجميع ينادي: المستغاث باللّه، ويصرخ: يا للمسلمين ولا من
مُغيث ولا مُعين.
كل هذا يُحتّم على علماء الاَُمّة أن يشمّروا عن ساعد الجدّ، لاِنقاذ المسلمين،
وإزالة هذه المحنة وإصلاح هذه الحالة ورفع هذا الضيم، ودفع هذا الحيف.
ومَن أحرى منهم وهم الذين قال عنهم رسول اللّه - صلّى الله عليه وآله وسلم - :
«العلماء ورثة الاَنبياء». «العلماء أُمناء الرسل». «العلماء قادة».
ومن أحرى منهم وهم يملكون النفوذ والقدرة، والسلاح والقوّة ... سلاح البيان،
وقوّة الجنان، والناس لهم مطيعون إن أمروا، والحكّام لهم مسلِّمون إن نهوا،
والمستعمرون خائفون، هاربون إن أقدموا وأخلصوا وقاموا بمسوَوليتهم.
ولما كان هذا يتوقّف على إزاحة الشبهات، وتوضيح الغوامض، والتمهيد
للوحدة والاجتماع قمنا بتحرير أُصول الوحدة الاِسلامية في مجال التوحيد
والشرك، الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل، والسلاح الفاعل في إيجاد الاختلاف
في صفوف المسلمين، نقدّمها إلى العلماء المخلصين، ليروا فيها رأيهم،
ويناقشوها وهي لا تتجاوز الكتاب والسنّة، وآراء علماء الاَُمّة من السلف
الصالح، والعقل الحصيف ... ولا تهدف إلاّ مصلحة الاَُمّة، وحقن دمائها، وصيانة
كرامتها ولمّ شعثها، وتوحيد صفّها.
بلى واللّه إنّها مسوَولية العلماء فعليهم أن ينظروا في هذه الاَُصول،
ويضعوا حدّاً لتكفير المسلمين، وعزل هذه الطائفة الكبرى أو تلك، عن جسم الاَُمّة
الاِسلامية، والاَُمّة أحوج ما تكون إلى تجميع قواها، ورصّ صفوفها، وتشكيل
جبهة إسلامية واحدة تضع حدّّاً لاعتداءات شُذّاذ الآفاق وأعداء الاِسلام.
ومما تسبب في اتساع شقّة الخلاف بين المسلمين في العصر الحاضر، ظهور
فريق ذهب إلى :
1ـ إنكار ما ورد حول زيارة الرسول الاَكرم من الروايات، وبالتالي نفس الزيارة
تلويحاً.
2ـ تحريم السفر إلى زيارة قبر الرسول وسائر الاَنبياء والاَولياء.
3ـ تحريم البناء على قبور الاَنبياء والصالحين.
4ـ تحريم بناء المساجد على مشاهدهم.
5ـ تحريم الصلاة والدعاء في مشاهدهم وعند مراقدهم.
6ـ تحريم التبرّك والاستشفاء بآثار الرسالة والرسول.
7ـ تحريم التوسّل بالاَنبياء والاَولياء بصوره المختلفة.
8ـ تحريم الاستعانة بهم بعد رحيلهم.
9ـ تحريم طلب الشفاعة من النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - .
10ـ تحريم الحلف بغير اللّه كالنبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - والقرآن
والكعبة.
11ـ تحريم إحلاف اللّه بحقوقهم وسوَاله كذلك.
12ـ تحريم النذر للنبيّ والاَولياء.