المقدمه
يعدُّ المرقد الشريف لعبدالله بن
عبدالمطّلب ـ والد الرّسول الكريم(صلى الله عليه وآله)ـ من الآثار المعروفة
في المدينة المنورة ، التي تقع خارج البقيع ، حيث كان محلاًّ
للزائرين حتى عام (1976م) فبعد أن كان بناءً مشيداً ضمّ الجسد الطاهر
لعبدالله كما ذكرته كتب التاريخ ، تمّت إزالته بحجّة توسيع مسجد
النبيّ(صلى الله عليه وآله)والسّاحات التي تُحيط به ، ولم يبقَ أيُّ أثر
له اليوم .
قبل الدخول في تفاصيل وكيفية
تشييد هذا الضريح على مرّ التاريخ ارتأينا من المناسب ذِكر بحث
كلاميّ ولو بصورة موجزة حول إيمان والدي النبيّ(صلى الله عليه
وآله) :
فقد تأكّد لدى علماء الشيعة
ومُتكلّميهم وكذا بعض عُلماء أهل السُنّة ومُثقّفيهم ، وللأدلّة من آيات
وأحاديث من كلا الطريقين السّنّي والشّيعي ، أنَّ والدَ الرّسول
الأعظم(صلى الله عليه وآله) وكذلك أجداده الكرام كانوا جميعاً مؤحّدين ،
وأنَّ أيّاً منهم لم تلوّثه أدران الشّرك أو الوثنية . وليست مسألة
انتقال نور وجوده المقدّس عِبر الأرحام العفيفة والأصلاب الطّاهرة حتى استقراره
في صُلب عبدالله الموحِّد وَرَحِم آمنة المؤمنة مقتصرة عليه(صلى الله عليه
وآله) وحده ، بل إنَّ الأنبياء الآخرين يمتلكون مثل هذه الخصوصية
أيضاً إذ وُلِدوا جميعهم من أبوين طاهريين .