بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وسقوط الهمة أما مالك الملك تبارك وتعالى فهو أغير من كل غيور و أقوى من كل قوي فيجب أن يخشى بأسه وتتقى سطوته فكيف يعقل أن يتغافل عن المشركين وكيف لا يوفيهم حسابهم لطف الله بالمسلمين ووقاهم آفات الشرك الشرك ظلم و وضع للشيء في غير محله قال الله تعالى وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم وقد هدت لقمان الحكمة العميقة التي أكرمه الله وخصه بها إلى أن أفحش الظلم أن يجود الإنسان على أحد بحق غيره فمن أعطى حق الله لأحد خلقه فقد عمد إلى حق أكبر كبير فأعطاه أذل ذليل وكان كرجل وضع به ويعتبرونه شرفا عظيما ويسمى النذر وكان من شعائر السلطنة والملوكية وعلامة الإخلاص والحب والتعظيم م الرعية -------------------- 49 تاج الملك على مفرق إسكاف وأي جور أكبر من هذا الجور وأي ظلم أفحش من هذا الظلم -------------------- 50 وليعلم يقينا أن كل مخلوق كبيرا كان أو صغيرا هو أذل من إسكاف أمام عظمة الله وجلالته وقد دلت الآية وشهد به الشرع والعقل السليم أن الشرك أقبح العيوب وما زال الناس يعتبرون إساءة الأدب مع كبرائهم وساداتهم أكبر من كل كبير كانت إساءة الأدب إليه ولا شراك معه عيبا ليس فوقه عيب وخرقا لا يفوقه خرق وقد اتفقت جميع الشرائع على المنع من الشرك والأمر بالتوحيد وهو الصراط المستقيم وطريق النجاة وكل ما عداها من طرق وسبل فهي طرق الضلال والسبل المردية قال الله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون إن الله لا يقبل إلا خالصا ليس لأحد فيه نصيب أخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه وأنا منه بريء وقد دل هذا الحديث على أن الله تعالى لا يقبل عملا أشرك فيه معه غيره فلا يقبل عبادة المشرك بل يتبرأ منها وليس شأنه -------------------- 51 شأن الذين يأخذون نصيبهم من الشيء المشترك بينهم وبين غيرهم فأنه أغنى من كل غني وأغبر من كل غيور فلا ييقبل إلا خالصا مخلصا ليس لأحد فيه سهم أو نصب عهد سبق في عالم الأرواح أخرج أحمد عن أبي بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله عز وجل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم قال جمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى قال فأتى أشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم وآدم شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا إني سأرسل إليكم يذكرونكم عهدي وميثاق وأنزل عليكم كتبي قالوا شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك وقد فسر أبي بن كعب رضي الله عنه الآية تفسيرا واضحا وذكر أن الله سبحانه وتعالى قد صنف أولاد آدم أصنافا فكانت طائفة -------------------- 52 من الأنبياء وطائفة من الأولياء وطائفة من الشهداء وطائفة من الشهداء وطائفة ن المطيعين وطائفة من العصاة والفاسقين وطائفة من الكفار كاليهود والنصارى والمجوس والمشركين وأبرز هذه الطوائف في الصور والأجسام التي أراد خلقها منها الوسيم ومنها الدميم ومنها الأصم ومنها الأعور ومنها الأعمى ثم وهبها النطق ثم قال لها ألست بربكم فأقرت جميعا وقالت بلى أنت ربنا ثم أخذ منها العهد والميثاق أن لا تشرك في ملكه وحكمه أحدا وأن لا تتخذ غيره ربا وإلها فقبلته جميعا وأعطت العهد والميثاق وأشهد الله على ذلك السماوات والأرض وأباهم آدم وقل سيبعث الأنبياء ليذكروا بهذا العهد والميثاق وسيحملون الكتب السماوية وأقرت كل طائفة على حدة على حده بالتوحيد وتبرأت من الشرك فظهر من ذلك أنه لا مسوغ للاحتجاج بكلام عالم أو شيخ أو كلام آباء وأجداد أو ملوك وسلاطين وغن قال قائل لقد نسينا في