رسالة التوحید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة التوحید - نسخه متنی

محمد اسماعیل بن عبدالغنی دهلوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذه الحياة كل ما جرى في عالم الأرواح فلا معول على شيء منسي ولا يصح الاحتجاج به وهذا لا يصح لأن
الإنسان كثيرا ما ينسى شيئا ثم يؤمن به إذا أخبره به الثقات فكلنا ولد من بطن أمه ولكنه
--------------------
53
لا يذكر هذه الساعة ولا هذا الحادث فإنه كان لا يعي ذلك ولم يكن يعقل في ذلك الحين ولكن لما استفاض
ذلك الخبر وتواترت به الأنباء وتناقلته الألسن آمن به ولم يشك في أمه أنها له أم وهو لها ابن لا يعدل
عنها عدولا ولا يبغي لها بديلا فمن عق أمه ولم يبر بها واتخذ له أما أخرى كثرت القالة فيه وأصبح شامة
في الناس فإن تعلل بأنه لا يذكر هذا الحادث وأنه لا يعتمد على مجرد الإشاعة ضعف الناس عقله وسفهوا
حلمه واعتبروه قليل الحياء قليل الأدب فإذا كان الناس يعتمدون على حديث العامة وآمنوا بسببه بحقائق
كان الأنبياء أولى بهذه الثقة وأجدر بالاحتجاج وقد تبين من هذا الحديث أنه قد سبق أمر الله بالتوحيد
والنهي عن الشرك لكل نسمة في عالم الأرواح وما بعث الرسل ونزلت الصحف إلا لتبين ذلك وتؤكده وقد تلخص
كلام الأنبياء الذين يبلغ عددهم إلى مائة ألف واربعة وعشرين ألفا وعلم الصحف السماوية التي يبلغ
عددها إلى مائة وأربعة كتب في هذه النكتة وهو الاعتصام بالتوحيد وإخلاص الدين لله والابتعاد عن
الشرك واتخاذ غير الله
--------------------
54
حاكما يتصرف في الكون واتخاذه ربا يطلب منه تحقيق مطالبه وإسعاف حاجته الضن بعقيدة التوحيد
والاستقامة واخرج أحمد عن معاذ بن جبل قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشرك بالله شيئا
وإن قتلت وحرقت فيجب على المسلم أن يصبر على ما يصيبه من الأذى من الجن أو العفاريت كما يجب عليه أن
يصبر على ما يصيبه من محنة أو مكروه من بشر في حياته ولا ينبغي أن تحمله هذه الفتنة على وهن في الدين
أو فساد في العقيدة فيحبط بذلك عمله ويخسر بذلك دينه الذي هو ملاك أمره ورأس ماله فيجب عليه أن يعتقد
أن الأمر كله بيد الله ولكنه قد يمتحن عباده وينال الأخيار أذى من الأشرار ليميز الله الخبيث من
الطيب ويميز بين المؤمن والمنافق وكما أن المسلمين يكونون عرضة لأذى الكفار والفساق فلا يسعهم على
ذلك إلا الصبر ولا يرضون أن يتطرق إلى دينهم وهن أو يتسرب إلى عقيدتهم فساد كذلك قد يصيب بعض
الصالحين مس من الجن أو خبل من الشياطين فلا يكون ذلك إلا بإذن الله وعلمه فينبغي لهم أن يصبروا على
--------------------
55
ذلك الأذى ولا يخضعوا لهذه القوى بالاستسلام أو التعظيم وقد دل هذا الحديث على أن من مقت الشرك ونبذ
الآلهة وكره تقيم النذور والقرابين إليها وحارب العادات الجاهلية والنقاليد الباطلة فأصابته
خسارة في المال أو رزية في الأولاد أو آذاه شيطان باسم شيخ أو شهيد يجب عليه أن يصبر على ذلك ويستقيم
على دينه ويعتقد أن الله ممتحنه في دينه وكما أن الله قد يمهل الظالمين ولا يهملهم ويخلص المظلومين
منهم كذلك لا محالة هو معاقب للظلمة من الجن ومخلص للصالحين من أذاهم إقبال مملوك على غير ملكه وولى
نعمه قلة غيره وعدم وفاء وأخرج الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أي الذنب
أكبر عند الله قال أن تدعو لله ندا وهو خلقك وقد دل هذا الحديث على أن إشراك العبد أحدا لله تعالى في
علمه المحيط وقربه من كل أحد وقدرته على كل شي ء فيستغيث به ويستصرخه أكبر الكبائر لأنه ليس في إمكان
أحد أن يسعف بحاجته مثله وأن يكون في كل مكان لا يغيب عنه
--------------------
56
شيء ثم إنه إذا كان الواقع أن اللهتعالى هو الذي خلقنا وهو ربنا ونحن نقر بذلك وجب علينا أن لا ننادي
إلا إياه ولا نستعين إلا به وما لنا ولغيره فمن كان من جملة عبيد ملك وصنائعه انقطع إليه كليا وأطبق
عينه عن كل ملك ورئيس فضلا عن وضيع أو خسيس أيجمل بنا أن نكون أقل غيرة وأضعف وفاءا من الملوك لمولاه
المجازي

/ 33