ملکیة فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ملکیة فی الاسلام - نسخه متنی

محمد حسین البهشتی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



«34»



الأواني، ولكنّه ليس نحّاساً ولا وجودلنحّاس في قريته، بل إنّ النحاس في مركزالناحية أو في المدينة، وهناك في المقابلنحّاس يعمل منذ الصباح وحتّى المساء، ولكنزبائنه ليسوا جميعاً من أهل المدينة، بلأنْ مجموعة من زبائنه الحقيقيين همالقرويون، فليس من المجدي أنْ يحملالنحّاس بنفسه الأواني النحاسيّة ليبيعهافي القرية، ولا يجدي القروي أيضاً أنْيتناول كلّ يوم عشر بيضات ويترك عمله الذييقتات منه لكي يذهب بها إلى المدينة، فعملالبائع المتجوّل هنا يتمثّل في أنّه يجلبإلى القروي الأواني والجوارب والملابسوالأحذية وأمثالها من جهة ويذهب بالدجاجوالبيض والجبن واللبن والقمح إلى المدينةمن جهة اُخرى، وهنا إمّا أنْ يبادلالبضاعة بالبضاعة، أو تدخل النقود إلىالميدان فتسهل عمليّة التبادل.



يعتبر عمل البائع المتجوّل - كما أسلفنا -مصداقاً من مصاديق المضاربة، وذلك يعني:أنَّ البائع المتجوّل لا يعطي نقوداًللنحّاس في مقابل أوانيه النحاسيّة حيثإنّه لا يملك نقوداً ليعطيها له، بل يتّفقمعه على أنْ يأخذها ويبيعها لتكون لكلّمنهما حصّة من المبلغ الذي يحصل نتيجةللبيع، وهو من جهة اُخرى يتّفق مع القرويعلى أنْ يأخذ دجاجه وبيضه إلى المدينةلتكون له حصّة ممّا يحصل عليه، وللقرويأيضاً حصّة اُخرى وهذه هي المضاربةبعينها.



فرأس المال هنا الذي هو الأوانيالنحاسيّة أو الدجاج والبيض ملك للنحّاسأو القروي والعمل الخدمي يأتي من البائعالمتجوّل، وهكذا يحصل تركيب يتألّف منكلٍّ من العمل الانتاجي والخدمي، ويجب أنْتقسم حصيلة هذا العمل بصورة عادلة بينالعمل الانتاجي والخدمي، ونجد هنا أنّ رأسالمال غير المنتج لم يربح شيئاً في هذهالمضاربة السليمة، إذ حين يتمّ الحصول علىشيءٍ ما فإنّه يقسّم بين كلٍّ من البضاعةالمنتجة التي تعتبر تجسيداً للعملالانتاجي، وبين العمل الخدمـي للبائـعالمتجّول(1).



وليست المضاربة عمليّة حصول على ربح ناتجعن رأس المال التجاري، ولو كان رأس الماليدرُّ أرباحاً فذلك؛ لأن في مثالناالنحّاس يعطي عشرة صحون نحاسيّة للبائعالمتجوّل وبعد عودته يتقاضى منه ثمن أحدعشر صحناً، وهنا يأخذ البائع المتجوّلعشرة صحون من النحّاس ليبيعها في القريةفيحصل على ما يعادل أحد عشر صحناً، ثم يأخذمن ذلك ما يعادل قيمة صحن واحد مقابلخدمته، ويعطي الباقي للنحّاس، وعليه فإنّصحون النحّاس العشرة لم تصبح أحد عشرصحناً، وهذه هي حقيقة المضاربة(2).





(1) ما هي شروط المضاربة التي وردت فيفقهنا؟ يقول بعض الفقهاء: إنّ المضاربةتتحقّق فقط في رأس المال الذي يكون في صورةذهب أو فضّة. وهذا في حدّ ذاته من البحوثالفقهيّة الطريفة.



(2) المضاربة مأخوذة من ضرب العمل برأسالمال، أو من ضرب في الأرض، أي تشغيل رأسالمال ونقله هنا وهناك.


/ 41