في حديث قال: كتبت إلى الرضا عليه السَّلام ما حد البلوغ؟ فقال: «ما
أوجب اللّه على الموَمنين الحدود».(1)وسيوافيك تضافر الروايات على أنّالاَُنثى إذا بلغت التسع
تقام عليها الحدود.(2)
وقفة قصيرة مع الاَحاديث
أمّا الحديث الاَوّل: فلا شكّ في صحّة السند، لما حقّقناه فيمحله من أنّ ابن أبي عمير لا يرسل ولا يروي إلاّ عن ثقة، وأجبنا على
ما حوله من الاِشكالات المثارة.(3)نعم ربما يثار حولها إشكال من
حيث صحّة المتن وهو ادعاء أنّ لفظ البلوغ في عصر الوحي
والعصور القريبة منه لا يضاف إلاّ بمثل الحلم والنكاح والاَشد، ولا
يضاف إلى المرء والمرأة.يلاحظ عليه: أنّ البلوغ في مصطلح الوحي والحديث
والفقهاء بمعنى واحد، ولا دليل على كونه عند الفقهاء غيره عند
الاَوّلين.إنّ البلوغ إذا نسب إلى الفاعل، يضاف إلى المرء والمرأة يقول
سبحانه: "حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ"(4)ويقال: بلوغ الرجل والاَُنثى، وإذا
تركت نسبته إلى الفاعل، يضاف إلى متعلقه من الحلم والاَشدّ
والنكاح بلوغ ويقال: الحلم أو
(1) الوسائل: الجزء15، الباب 8 من أبواب أقسام الطلاق، الحديث 1.(2) لاحظ الروايات برقم 4، 5، 6، 7 من هذا التسلسل.(3) لاحظ كليات في علم الرجال:217ـ234.(4) الاَنعام:152.