بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
إلى القاهرة ثم إلى أن عين التجريدة إلى البحيرة فأخذ أمره في إدبار لعدم مثابرته على سير طريقه الأول من سلطنته فلو جسر لكسر لكنه هاب فخاب ولكل أجل كتاب ولنعد إلى ذكر ما كنا بصدده -------------------- 237 فلما تكامل الجمع في بيت الأمير الكبير خشقدم الناصري المؤيدي ومتكلم الأشرفية جانبك المشد وجانبك الظريف الخازندار ومن معهم من خجداشيتهم الأعيان ومتكلم الظاهرية الأمير جانبك نائب جدة أحد مقدمي الألوف وأعيان خجداشيته مثل الأمير أزبك من ططخ الظاهري والأمير بردبك البجمقدار ثاني رأس نوبة جدة وقد وافقه الأشرفية وهم يظنون أن الجمع ما هو إلا لسلطنة الأمير جانم نائب الشام لأنهم كانوا اتفقوا على ذلك حسبما تقدم ذكره وهو أن الظاهرية كانوا إذا شرعوا في الكلام مع الأشرفية في معنى الركوب يقولون بشرط أن لا يكون السلطان منا ولا منكم وإنما يكون من غير الطائفتين فيقع بذلك الخلف بينهم ويتفرقون بغير طائل إلى أن استرابت الظاهرية من الملك المؤيد أحمد هذا وعظم تخوفهم منه فوافقوهم على سلطنة جانم لما جاء ولده يحيى كما تقدم ذكره ثم وقع هذا الأمر بغتة وعلم جانبك نائب جدة أن الأمر خرج عن جانم لغيابه ولا بد من سلطنة غيره لأن الأمر ما فيه مهلة فلم يبد للأشرفية شيئا من ذلك وأخذ فيما هو بصدده إلى أن يتم الأمر لغير جانم ثم يفعل له ما بدا له وكذا وقع حسبما يأتي ذكره في مجىء جانم وفي سلطنة الملك الظاهر خشقدم هذا وقد جلس جميع الأمراء بمقعد الأمير الكبير خشقدم فعندما تكامل جلوسهم قام الأمير جانبك نائب جدة إلى مكان بالبيت المذكور ومعه الأمير جانبك الأشرفي المشد والأمير جانبك الأشرفي الظريف الخازندار والأمير أزبك من ططخ الظاهري والأمير بردبك البجمقدار الظاهري وجماعة أخر من أعيان الطائفتين وتكلموا فيمن يولونه السلطنة وغرض جانبك نائب جدة في سلطنة الأتابك خشقدم لا في سلطنة جانم نائب الشام غير أنه لا يسعه الآن إظهار ما في ضميره خوفا من نفرة الأشرفية وقال لهم ما معناه نحن قد كتبنا للأمير جانم بالحضور وبايعناه بالسلطنة وأنتم تعلمون ذلك عن يقين وقد دهمنا هذا الأمر على حين غفلة -------------------- 238 فما تكون الحيلة في ذلك ولا بد من قتال الملك المؤيد في يومنا والسلطان ما يقاتل إلا بسلطان مثله ومتى تهاونا في ذلك ذهبت أرواحنا فعلم كل أحد ممن حضر أن كلام جانبك نائب جدة صواب وطاوعه كل من حضر على مقالته هذه فلما وقع ذلك أجمع رأي الجميع على سلطنة أحد من أعيان الأمراء ثم تكلموا فيمن يكون هذا السلطان فدار الكلام بينهم في هذا المعنى إلى أن قال بعضهم سلطنوا الأمير جرباش المحمدي الناصري أمير سلاح فلم تحسن هذه المقالة ببال الأمير جانبك ولم يقدر على منعه تصريحا وقال جرباش أهل لذلك بلا مدافعة غير أنه متى تسلطن لا يمكنكم صرفه من السلطنة بغيره يعني بالأمير جانم تلويحا لأنه رجل عظيم ومن الجنس وصهر خجداشنا بردبك البجمقدار وصهر خجداشكم خير بك البهلوان الأشرفي وغيره وقد قارب مجىء الأمير جانم من الشام والأمر إليكم ما شئتم إفعلوا فكان هذا كله إبعادا لجرباش المذكور وأخذا بخواطر الأشرفية فمال كل أحد إلى كلامه ثم قال جانبك الرأي عندي سلطنة الأمير الكبير خشقدم المؤيدي فإنه من غير الجنس يعني كونه رومي الجنس وأيضا إنه رجل غريب ليس له شوكة ومتى أردتم خلعه أمكنكم ذلك وحصل لكم ما تقصدونه من غير تعب فأعجب الجميع هذا الكلام وهم لا يعلمون مقصوده ولا غرضه فإن جل قصد جانبك كان سلطنة خشقدم فإنه مؤيدي وخجداشيته جماعة يسيرة وأيضا يستريح من جانم نائب الشام وتحكم أعدائه الأشرفية فيه وفي خجداشيته الظاهرية ويعلم أيضا أنه متى تم سلطنة الأتابك خشقدم وأقام أياما عسر خلعه وبعدت السلطنة عن جانم وغيره فدبر هذه المكيدة على الأشرفية فمشت عليهم أولا إلى أن ملكوا القلعة وخلع الملك المؤيد بسرعة فتنبهوا لها -------------------- 239