--------------------
1
النوادر
للسيد الامام ضياء الدين ابى الرضا فضل الله بن على الحسنى الراوندي " ح 483 - 571 ه " تحقيقسعيد رضا على عسكري الناشر : دار الحديث المطبعة : دار الحديث الطبعة : الاولى 1377 قم دار الحديث
--------------------
3
بسم الله الرحمن الرحيم
الأهداء إلى السيدة الجليلة فاطمة المعصومة عليها السلام بنت الأمام موسى بن جعفر الكاظم عليه
السلام التي شرفت بلدتنا ، وأضحت لمدينة قم بفضل وجودها قدسية من قدسيتها ، وآوتنا فأنخنا بفنائها
منعمين بالأمن والاستقرار في أحضان العلم ومعاهد المعرفة وخزائن الكتب .أرجو منها الشفاعة في الجنة ، فإن لها عند الله شأنا من الشأن .--------------------
9
المقدمةبسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله
عليه وآله وعلى آله الطيبين الطاهرين ، سيما خاتمهم وقائمهم صلوات الله عليهم أجمعين .( إن الاهتمام بالحديث بعد التمسك بالكتاب الحكيم الحميد أسمى وأعلى وظيفة كلف بها العالم الديني ) (
1 ) .لأن الحديث الشريف هو أرسخ وأنمى سبل المعرفة من بعد القرآن الكريم ، ولا يتيسر إدراك مضامين القرآن
والأسلام الحقيقي إلا من خلال كلام وسنة المعصومين عليهم السلام .ولا يتسنى نيل المعارف الألهية السامية والسير على طريق الكمال الانساني إلا عن هذا الطريق .
( 1 ) .
من كلمة سماحة ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي بمناسبة افتتاح مؤسسة دار الحديث الثقافية في
عام 1416 ه .
ق .
--------------------
10
" وبكلمة واحدة ان الحديث لهو ام لكثير
من العلوم الأسلامية أو كلها )
( 1 ) .
ولكن كيف وصل الحديث إلى أيدينا ؟ وكيف انتهت السنة الشريفة ، بوصفها الميراث النفيس للمعصومين
عليهم السلام ، إلينا ؟ هذا الموضوع له حكاية طويلة يمتزج الحديث عنها مع مرارة تاريخ الثقافة
والحضارة الأسلامية .فالأحداث السياسية التي حصلت من بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله استتبعت من ورائها تقلبات
ثقافية واسعة .فكان منع تدوين ( 2 ) الحديث ونشره وفرض بعض القيود في هذا المضمار سببا لتفشي ظاهرة جعل وتحريف هذا
الميراث الغني .كما ادت تلك الأسباب مضافا إليها أسباب اخرى إلى أن تمتد أيدي الزيف والنفاق لغرس الأشواك في تلك
الروضة المحمدية البهية ونشروا فيها الأعشاب الضارة ، عبر السبل التي انتهجها أصحاب
الاراءوالمعتقدات الاخرى .