تاج العروس من جواهر القاموس جلد 3

التهذيب والتكملة هلقب نقل الازهرى عن أبى عمر وجوع 2 هنبع وهنباع وهلقب وهلقس أي شديد وهذه المادة
أغفلها المؤلف كغيره وهى في التهذيب ونقلها في اللسان ( الهنباء بالضم ) هذا الضبط مع قوله ( كجلنار )
مستدرك وفيه اطناب ووزنه به مع الاجماع على زيادة همزته غير مناسب ( ووهم الجوهرى في تخفيفه ) لانه
قال الهنب بالتحريك مصدر قولك امرأة هنباء أي بلهاء بينة الهنب قال الشاعر مجنونة هنباء بنت مجنون (
و ) اياه يعنى بقوله ( في الشعر ) روى الازهرى عن أبى خليفة أن محمد بن سلام أنشده للنابغة الجعدى وشر
حشو خباة أنت مولجه مجنونة هنباء بنت مجنونوهى ( البلهاء الورهاء ) قال الصاغانى فعلى ما ذهب إليه
الجوهرى تكون القافية مقيدة ووزن البيت مستفعلن مستفعلن فعولان وانما هو تصحيف والبيت من البسيط ثم
ذكر البيت قال وآخره تستخنث الوطب لم تنقض مريرته وتقضم الحب صرفا غير مطحون ووجدت بخط أبى زكريا
عند قول الجوهرى هذا قلت وقال غيره الهنبى مضموم الهاء مفتوح النون مقصور المرأة المجنونة قال
الشاعر وشر حشو خباء أنت مولجه مجنونة هنبى بنت لمجنون
|518|
انتهى قال الازهرى ويروى هبتاء من الهبتة وهى الغفلة وقال بعد انشاد البيت وهنباء على فعلاء بتشديد
العين والمد قال ولا أعرف في كلام العرب له نظيرا قال ( و ) الهنباء ( الاحمق كالهنبى بالقصر في الكل )
أي مع تشديد النون الاخير نقله الصاغانى ( و ) المهنب ( كمنبر الفائق الحمق ) رواه الازهرى عن ابن
الاعرابي قال وبه سمى الرجل هنبا وقال ( ابن دريد امرأة هنباء وهنبى بالتحريك فيهما ) هذا النقل عنه
غير صواب فان الذى نقله عنه ابن منظور وغيره امرأة هنباء وهنبى يمدو يقصر وأيضا على الفرض فان
التحريك في كلام ابن دريد راجع للثاني لالهما كما توهمه وأشار لذا شيخنا فكلام المصنف يحتاج إلى
التحرير بعد تصحيح النقل ( وهنب بالكسر ) اسم ( رجل ) وهو أبو قبيلة وهو هنب بن أفصى بن دعمى بن دعمى بن
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد وهو أخو عبد القيس وأبو عمرو وقاسط قاله ابن قتيبة ولا عجب في
تفسير المصنف كما توهمه شيخنا وقبيلة أخرى تعرف بهنب بن القين بن أهوذ بن بهراء بن عمرو بن الحافى بن
قضاعة ذكره الصاغانى ( و ) هنب ( مخنث نفاه النبي صلى الله ) تعالى ( عليه وسلم ) والذى جاء في الحديث أن
النبي صلى الله عليه وسلم نفى مخنثين أحدهما هيت والآخر ماتع انما هو هنب فصحفه أصحاب الحديث قال
الازهرى رواه الشافعي وغيره هيت قال وأظنه صوابا ( و ) هنب ( جد جندل بن والق المحدث ) كنيته أبو على
نقله الصاغانى ( هنتب في أمره ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال الصاغانى أي ( استرخى وتوانى الهندب
) والهندبا ( والهندباء بكسر الهاء ) وسكون النون ( وفتح الدال ) المهملة ( وقد تكسر ) أي الدال ونقله
الجوهرى عن أبى زيد حالة كونها ( مقصورة ) قال الازهرى أكثر أهل البادية يقولون هندب ( وتمد ) وكل صحيح
وقال كراع هي الهندبا مفتوح الدال مقصور كل ذلك ( بقلة م ) أي معروفة من أحرار البقول وعن ابن بزرج هذه
هندباء وباقلاء فأنثوا ومدوا وهذه كشوثاء مؤنثة وقال أبو حنيفة واحد الهندباء هندباءة ثم ان المؤلف
أورد هذه المادة هنا بناء على أن النون أصلية ولا قائل به ولذا أوردها الجوهرى في هدب وبناء فعلل كدر
هم قليل غير أربعة ذكرها أئمة الصرف واستطرد تها وما يتعلق بها في كتابنا كوثري النبع لفتى جوهرى
الطبع فليراجع هنالك ثم شرع في ذكر منافع هذه البقلة بقوله ( معتدلة نافعة للمعدة والكبد والطحال
أكلا وللسعة العقرب ضمادا بأصولها وطابخها أكثر خطأ من غاسلها ) ولها مضار ومصالح أخر استوعبها
الحكيم الماهر داود الانطاكي في تذكرته وفيها ما يرشدك إلى معرفة الكمية والكيفية والهيئة في
تعاطيها ومن لم يعلمها كان الضرر أكثر من النفع وقال أبو حنيفة ( الواحدة هندباة وهندابة بالكسر )
اسم امرأة سوداء وهى ( أم أبى هندابة الكندى الشاعر ) الفارس واسمه زياد بن حارثة بن عوف بن قتيرة
حكاه ابن دريد ونقله الصاغانى في ه د ب ( الهنقب ) كجعفر أهمله الجوهرى والصاغانى وقال ابن دريد هو (
القصير ) قال وليس بثبت وضبطه بعصهم بكسر الهاء وتشديد النون كجرد حل ( الهوب البعد ) وبه صدر الجوهرى
( و ) عن أبى عبيد الهوب الرجل ( الاحمق المهذار ) أي الكثير الكلام كذا في الصحاح وجمعه أهواب ( و )
الهوب ( وهج النار ) واشتعالها يمانية وهوب الشمس وهجها بلغتهم ( و ) يقال ( تركته في هوب دابر ويضم )
ووجدت في هامش الصحاح بخط أبى زكريا ورواه غيره تركته في هوب دابر مضافا ( أي بحيث لا يدرى ) أين هو
وهوب دابر اسم أرض غلبت عليها الجن و ( قيل صوابه ) هوت دابر ( بالتاء ) المثناة الفوقية بدل الموحدة
قال الصاغانى وهو أصح ( ووهم الجوهرى ) وحيث انه لم يثبت عنده وهو عمدة أهل الفن لا ينسب الوهم إليه