بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
منه نحو هذا المثل ونحو قولهم خذ اللص قبل يأخذك بالنصب ونحو أفغير الله تأمروني أعبد بالنصب في قراءة قال شيخنا وكون النصب بعد أن محذوفة مقصورا على السماع صرح به ابن مالك في مواضع من مصنفاته والجواز مذهب الكوفيين ومن وافقهم ( بالمعيدى ) قال الميداني وجماعة دخلت فيه الباء لانه على معنى تحدث به وأشار الشهاب الخفاجى وغيره إلى أنه غير محتاج للتأويل وأنه مستعمل كذلك وسمعت بكذا من الامر المشهور قال شيخنا وهو كذلك كما تدل له عبارات الجمهور ( خير ) خبر تسع والتقدير أن تسمع أو سماعك بالمعيدى أعظم ( من أن تراه ) أي خبره أعظم من رؤيته قال أبو جعفر الفهرى وليس فيه اسناد إلى الفعل الذى هو تسمع كما ظنه بعضهم وقال قد جاء الاسناد إلى الفعل واستدل على ذلك بهذا المثل وبقوله تبارك وتعالى ومن آياته يريكم البرق وقول الشاعر وحق لمثلى يابثينة يجزع قال فالفعل في كل هذا مبتدأ مسند إليه أو مفعول مسند إليه الفعل الذى لم يسم فاعله وما قاله هذا القائل فاسد لان الفعل في كلامهم انما وضع للاخباربه لا عنه وما ذكره يمكن أن يرد الاى الاصل الذى هو الاخبار عن الاسم بأن تقدر في الكلام أن محذوفة للعلم بها فتقدير ذلك كله أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه ومن آياته أن يريكم البرق وحق لمثلى أن يجزع وأن وما بعدها في تأويل اسم فيكون ذلك إذا تؤول على هذا الوجه من الاخبار عن الاسم لامن الاخبار عن ال فعل كذا في شرح شيخنا قال أبو جعفر وروى من عن تراه قاله الفراء في المصادر يعنى انه ورد بابدال الهمزة في أن عينا فقيل عن بدل أن وهى لغة مشهورة كما جزم به الجماهير ( أو ) المثل تسمع بالمعيدى ( لا أن تراه ) بتجريد تسمع من أن مرفوعا على القياس ومنصوبا على تقديرها واثبات لا العاطفة النافية وأن قبل تراه وهى الرواية الثانية وقد صححها كثيرون ونقل أبو جعفر عن الفراء قال وهى في بنى أسد وهى التى يختارها الفصحاء وقال ابن هشام اللخمى وأكثرهم يقول لا أن تراه وكذلك قاله ابن السكيت قال الفراء وقيس تقول لان تسمع بالمعيدى خير من أن تراه وهكذا في الفصيح قال التدمرى فاللام هنا لام الابتداء وأن مع الفعل بتأويل المصدر في موضع رفع بالابتداء والتقدير لسماعك بالمعيدى خير من رؤيته فسماعك مبتدأ وخير خبر عنه وأن تراه في موضع خفض بمن قال وفى الخبر ضمير يعود على المصدر الذى دل عليه الفعل وهو المبتدأ كما قالوا من كذب كان شراله ( يضرب فيمن شهر وذكر ) وله صيت في الناس ( وتزدري مرآته ) أي يستقبح منظره لدمامته وحقارته ( أمر تأويله أمر ) قاله ابن السكيت ( أي اسمع به ولاتره ) وهذا المثل أورده أهل الامثال قاطبة أبو عبيد أولا والمتأخرون كالزمخشري والميدانيى وأورده أبو العباس ثعلب في الفصيح بروايتيه وبسطه شراحه وزادوا فيه قال سيبويه يضرب المثل لمن تراه حقيرا وقدره خطير وخبره أجل من خبره وأول من قاله النعمان بن المنذر أو المنذرين ماء السماء والمعيدي رجل من بنى فهر أو كنانة واختلف في اسمه هل هو صعقب بن عمرو أو شقة بن ضمرة أو ضمرة التميمي وكان صغير الجثة عظيم الهيئة ولما قيل له ذلك قال أبيت اللعن ان الرجال ليسوا بجزر يراد بها الاجسام وانما المرء بأصغريه ومثله قال ابن التيانى تبعا لصاحب العين وأبو عبيد عن ابن الكلبى والمفضل وفى بعضها زيادات على بعض وفى رواية المفضل فقال له شقة أبيت اللعن انما المرء بأصغريه لسانه وقلبه إذا نطق نطق ببيان وإذا قاتل قاتل بجنان فعظم في عينه وأجزل عطيته وسماه باسم أبيه فقال له أنت ضمرة بن ضمرة وأورده العلامة أبو على اليوسى في زهر الاكم بأبسط من هذا وأوضح الكلام فيه وفيه ان هذا المثل أول ما قيل لجشم بن عمرو النهدي المعروف بالصعقب الذى ضرب به المثل فقيل أفتل من صيحة الصعقب زعموا أنه صاح في بطن أمه وانه صاح بقوم فهلكوا عن آخرهم وقيل المثل للنعمان بن ماء السماء قاله لشقة بن ضمرة التميمي وفيه فقال شقة أيها الملك ان الرجال لاتكال بالقفزان ولا توزن بالميزان وليست بمسوك ليستقى فيها الماء وانما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ان قال قال ببيان وان صال صال بجنان فأعجبه ما سمعمنه قال أنت ضمرة بن ضمرة قال شيخنا قالوا لم ير الناس من زمن المعيدى إلى زمن الجاحظ أقبح منه ولم ير من زمن الجاحظ إلى زمن الحريري أقبح منه وفى وفيات الاعيان لابن خلكان أن أبا محمد القاسم بن على الحريري رحمه الله جاءه انسان يزوره ويأخذ عنه |419| شيأ من الادب وكان الحريري دميم الخلقة جدا فلما رآه الرجل استزرى خلقته ففهم الحريري ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يملى عليه شيأ من الادب قاله له اكتب ما أنت أول سارغره قمر ورائد أعجبته خضرة الدمن فاختر لنفسك غيرى اننى رجل مثل المعيدى فاسمع بى ولا ترنى وزاد غير ابن خلكان في هذه