بساطة العقیدة و یسر التکلیف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بساطة العقیدة و یسر التکلیف - نسخه متنی

محمد محمد المدنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من كتاب: ' وسطية الإسلام ' (1)

من كتاب: ' وسطية الإسلام ' (1)

بساطة العقيدة ويسر التكليف

ـ 1 ـ

ومن تأمل في أي حكم من أحكام الشريعة استطاع أنيجد فيه هذا الروح، وأن يرده إلى هذا الأصل.

ونحن نضرب لذلك بعض الأمثال بقدر ما يتسع له المجال:

1 ـ فمن ذلك: أن العقيدة الإسلامية في الله جل جلاله، قائمة على وصفهتعالى بكل جميل، وتنزيهه عن كل قبيح، وقد أمرنا بأن نفكر في آثار الله، ولم نؤمر ـ بل نهينا ـ أن نفكر في ذات الله، لأن آثار الله في الخلق والايجاد والتصرف واضحة يمكن أننراها بعقولنا كما نراها بعيوننا، وأن نسبح فيها السبح الطويل دون أن نخشى ضلالا أو نخاف تيها، أما ذات الله فهي فوق العقول التي ألفت التقدير والتكييف؛ والتحديدوالقياس والتشبيه. هذه العقيدة في جانب الألوهية كافية للإيمان، ولو أن امرأ لقى ربه وهو يعلم أنه إله قادر متصف بجميع صفات الكمال منزه عن جميع صفات النقص دون أن يعلم ماوراء ذلك من تفصيل في شأن الصفات لكان إيمانه عند الله مقبولا.

وقد ركب متن الشطط قوم حاولوا أن يخوضوا بعقولهم في هذا المجال، كأنهم حسبوا أنهم قادرون على إدراك ذاتالله وكنهه، فعقدوا ما شاءوا بين الذات والصفات من نسب، واختلفوا في أن الثانية هي عين الأولى أو غيرها،وفي أنها قائمة أو مستقلة عنها، وفي أنها قديمة بقدمها او كقدمها،إلى غير ذلك من الظنون والفروض التي شغلوا بها انفسهم وشغلوا بها الناس وفتحوا بها على العقول أبواب

 

*(هوامش)*

(1) لفضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمدالمدني عميد كلية الشريعة.

 

/ صفحه 50/

الشكوك والفتن، وهم في ذلك إن لم يشبهوا فقد قاربوا، وقالوا على الله بغير علم، كما زعم الذين قالوا: الملائكةبنات الله، فالكل ينسب إلى الله ما لم يأذن به الله، ويحاول أن يتصور الألوهية تصوراً مادياً، مع أن حقيقة النفس الإنسانية والروح البشرية لم تدرك ولم يعلم على وجه يصح ماهي ولا كيف هي؟‍!.

كما ركب متن الشطط قوم تناسوا الله وخلقه وتصريفه وقدرته، فزعموا أن هذه الدنيا وليدة المصادفات أو التفاعلات، كذلك وجدت وكذلك ستظل حتى يصادفهاالفساد، ويدركها نوع من الخلل في النسب والمقاييس.

اشتط هؤلاء وهؤلاء ووقف كل منهما في جانب الألوهية على طرف مناقض: قوم يؤمنون بالإله ولكنهم يقحمون عقولهم فيما ليسلها طاقة به من معرفة كنهه وحقيقته، وقوم يكفرون به وينكرونه وتعمى قلوبهم عن آياته وآثاره، والقرآن الكريم وينادي أولئك وهؤلاء أن الهدى غير ما تزعمون ' وأن هذا صراطيمستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله '.

يقول الله عزوجل في حض العباد على التفكر في خلقه وآثاره وما له من تصريف وتدبير: ' إن في خلق السموات والأرضواختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب '.

' قل انظروا ما ذا في السموات والأرض '، ' فانظروا كيف بدأ الخلق '، ' انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه '، ' فانظر إلى آثاررحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها '، ' قل سيروا في الأرض ثم انظروا '، ' وفي أنفسكم أفلا تبصرون '.

ويقول الله عزوجل في وصف نفسه، وإعلام المخلوقين بأنه فوق ما يعقلونأو يدركون: ' وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير '، ' ليس كمثله شئ وهو السميع البصير '، ' قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد '، ' وجعلوا اللهشركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون. بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن

/ صفحه 51/

له صاحبه، وخلق كل شئ، وهوبكل شئ عليم. ذلكم الله ربكم لا اله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل. لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير '.

فالقرآن الكريم لم يأت لناأبدا بشئ يفصح عن ذات الله تعالى من حيث الحقيقة ولكنه، وإنما هو يلفت دائما إلى آثار الله في الخلق والتصريف.

وقد قص الله علينا ما كان من نقاش بين نبيه موسى وفرعونحين أعلنه بأنه مرسل من رب العالمين، فأراد فرعون أن يمكر به، وأن يقحمه في ورطه لاخلاص له منها: ' قال فرعون: وما رب العالمين ' سأل عن حقيقة الرب لأن السؤال بما، لطلبالحقيقة، فلو حاول موسى أن يجيبه عما سأل لحاول محالا، وأثار على نفسه نقاشا وجدالا، ولو سكت عن الجواب لبان عجزه، ولكن موسى رد على فرعون رداً حكيماً قال: ' رب السمواتوالأرض وما بينهما ان كنتم موقنين ' فكأنه قال له: ليس لك أن تسأل عن ذات الله وحقيقته فذلك فوق عقلك وفوق قدرتك وفهمك، ولكن سل عن آثاره تعلم أنه رب كل شئ في السماء والأرضوما بينهما خلقا وتصريفا وحكما وعلما. وهذا هو الجواب الحق، لأن ذات واجب الوجود سبحانه وتعالى يستحيل أن تعرف بالماهية التي تستدعي التركب من الأجزاء، فلم يبق إلا انتعرف بآثاره وأفعاله، وقد تناسى فرعون ذلك لأنه لا يريد إلا المجادلة بالباطل، وقال لمن حوله: ألا تستمعون؟ يعني فلتعجبوا له، أنا أسأله عن الماهية والحقيقة، وهو يجيبنيبنسبة الآثار إليه خلقا وتصريفا، وعندئذ عدل موسى إلى جواب آخر: ' قال ربكم ورب آبائكم الاولين ' وفيه أيضاً معنى لفته إلى عدم امكان السؤال عن الذات، مع انتقاله إلى بيانأثر آخر من آثار القدرة الالهية هو أقرب وضوحاً من الأول، لأن أمر السموات والأرض ربما أشكل على بعض العقول، أما شعور العاقل بأنه مخلوق متناسل من مخلوقين فهو أقربقبولا، وليس من السهل انكاره، ولكن فرعون أصر على أن الجواب غير السؤال، واشتد في هذه المرة ما لم يشتد في المرة السابقة: ' قال: إن رسولكم الذي أرسل اليكم لمجنون '

/صفحه 52/

أي فهو لا يفهم السؤال فضلا عن أن يجيب، وهنا أجابه موسى بأثر آخر من آثار القدرة الالهية هو أشد الآثار وضوحا وجلاء: قال: رب المشرق والمغرب وما بينهما إنكنتم تعلقون ' فالمشرق يشير إلى طلوع الشمس وظهور النهار، والمغرب يشير إلى غروبها ومجئ الليل، وهذان أمران دائمان مستمران لا شك أنهما عن تدبير وقدرة من مدبر قادر.

في هذا كله يظهر لنا مبلغ إصرار فرعون، وهو المتكلم بلسان أهل الباطل والاضلال، على اقتحام ما لا يقتحم، ومحاولة البحث عما لا سبيل إلى معرفته، ليتخذ ذلك سبيلا إلىالفتنة والشك، وإلقاء الريب في النفوس المستعدة لذلك، ويظهر لنا إصرار موسى، وهو المتكلم بلسان أهل الحق والهداية، على صرف الحديث عن ذلك المقتحم الصعب، والاكتفاءبمعرفة الله عن طريق آثاره وآياته، وهذه ولا شك سبيل المؤمنين، وهي سبيل وسط بين الموغلين في تصور الألوهية كما تتصور المادة، والموغلين في إنكارها مع وجود آثارها، وضوحأفعالها وتدبيرها.

2 ـ ومن ذلك عقيدة الإسلام في التوسط بين الزاعمين بأن الإنسان مجبور ظاهرا وباطنا، والزاعمين بأنه خالق لكل فعل من أفعال نفسه دون دخل الله.

فيالقرآن آيات يستدل بها هؤلاء، وآيات يستدل بها هؤلاء، والنقاش والجدال بينهما طويل؛ ولكن المتأمل المنصف الخالي من التعصب يستطيع أن يعلم الحق وأن يراه واضحا في كتابالله، كما هو واضح في الواقع.

بيان ذلك: أن كلامنا يشعر في نفسه بأمرين لا يستطيع أن يجادله فيهما مجادل أحدهما: أنه فاعل متصرف يأتي الشئ بإرادته، ويمتنع عنه بإرادته،فمن قال إنه مجبور على الأفعال كالريشة في مهب الريح فقد أنكر هذا الاحساس ؛ والثاني: أنه مع ذلك تحيط به ظروف وأسباب في الكون والمجتمع، خارجة عن إرادته ليس له في تكييفهاتأثير، وهذه الظروف قد تعطل إرادته في بعض الاحيان فلا يتم تنفيذها، وقد تلائم هذه الإرادة فتتم؛ فإذا نظرنا إلى هذه الظروف وتلك التأثيرات

/ صفحه 53/

الخارجةعن إرادة الإنسان، والتي لها حظ في التمام أو عدم التمام، كان لنا ان نعتبر ان ارادة الإنسان ليست هي كل شئ، وأنه لا يتم بمجردها حصول شئ من الأشياء أو عدم حصوله، ولماكانت هذه الأسباب، أو هذه الظروف ليست من صنع فرد أو أفراد؛ أو هي منتهية إلى أن تكون كذلك، وأن ترجع إلى الخالق جل وعلا، علمنا أن للعبد جانبا من الفعل والارادة، وانهمسوق فيما وراء هذا الجانب بقوى، وخاضع لأسباب من صنع الله.

على أن إرادة الإنسان فعل شئ من الاشياء لا تأتي ارتجالا، وانما تتكون حسب التأثيرات المحيطة به أيضا،وربما كان لإرادة غيره تحكم فيها من حيث لا يشعر الإنسان.

فالحاصل: أن الإنسان فاعل مختار، ولكنه في نفس الوقت مقيد بما يشعر به وما لا يشعر به من القيود التي تفرضهاالظروف والأسباب والأحوال المحيطة به، فالأمر في شأنه وسط، وبمثل هذا نفهم معنى قوله تعالى: ' والله خلقكم وما تعلمون ' حيث اسند الفعل للعبد والخلق لله، فالعبد مباشر،والله هو المهئ لأسباب تلك المباشرة، ولولا تهيئته لم تتم. وكذلك نفهم مثل قوله تعالى: ' وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ' وقوله: ' إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكمفمن ذا الذي ينصركم من بعده ' ونفهم لماذا نفعل الفعل ونسأل الله فيه التوفيق.

3 ـ وكما يقال هذا في العقائد الإسلامية يقال في العبادات التي كلفنا الله إياهاوالمعاملات التي رسم لنا طريق السلوك فيها.

فالصلاة انقطاع عن المادة واتصال بالروح الأعلى، ولكن في أوقات مناسبة محصورة بحيث لا ينخلع الإنسان من حياته وأعمالهونشاطه، ولا ينخرط فيها انخراطا كليا فتظلم نفسه، ويتبلد حسه، والصوم ليس حرمانا كاملا بالليل والنهار، أو قصراً على بعض الحاجات دون بعض، وإنما هو حرمان وقتي لساعاتمحدودة، لك بعدها أن تتناول كل ما تريد من المباح، وأن تلابس ما أحل الله لك، فيجتمع لك من هذا وذاك تربية الروح وتلبية الجسم.

/ صفحه 54/

وقل مثل هذا في الزكاة،والحج، والنكاح، والطلاق، وحل البيع، وحرمة الربا؛ والاعتراف بالحرب مع النهي عن الاعتداء، والامر بأخذ الحذر مع النهي عن الاسراف في التظنن، وتشريع القصاص مع العدلوالمساواة فيه، وإباحة الانتصار للنفس مع الترغيب في جانب العفو، وغير ذلك مما كلفنا الله تعالى إياه، وكانت سنة الإسلام فيه التوسط، دون ميل إلى جانب التفريط، أو جنوحإلى ناحية الافراط.

4 ـ ومن ذلك في جانب أمثال هذه الأمور العملية قوله تعالى:

' يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحبالمعتدين،وكلوا ما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون '.

فالقرآن الكريم يقرر بهذا مبدأ من أهم المبادئ الإسلامية التي جعل الله بها المسلمين أمةوسطا ليكونوا شهداء على الناس، ذلك المبدأ هو مراعاة حق الفطرة الانسانية، والنهي عن سلوك السبيل التي سلكها أهل الأديان السابقة أو بعض الفلاسفة، من تعذيب النفسوحرمانها من الأخذ بما يلائم الفطرة ويحقق المتاع الجسمي الطبيعي، وإيثارا لتهذيبها، وميلا إلى تقوية الجانب الروحي فيها، فالقرآن الكريم يبطل هذا في قوة وحزم، وينهىالمؤمنين عنه، ويصف ما أحله للناس بأنه طيبات إيحاء لهم بأن إحلاله إنما كان لطيبه وطيبه معناه خلوه مما يؤذي النفس ماديا ومعنويا،واشتماله على ما يفيدها في كليهما، ثميشعرهم إشعاراً قويا ـ حين ينهاهم عن الاعتداء، وينفي حب الله للمعتدين ـ بأن في تحريم الإنسان طيبات ما احل الله له خروجا منه عن حده، وتجاوزاً لدائرة فطرته وإنسانيته،وتمردا على الألوهية ذات الدقة في التشريع، والحكمة في التحليل والتحريم، ثم يأمرهم أمراً صريحا بالأكل مما رزقهم الله من الطيبات، غير مكتف بفهم ذلك من النهي السابق،ويؤكد هذا كله بأمرهم بتقوى الله الذي هم به مؤمنون، مشيراً بذلك إلى ان هذا من مقتضيات الإيمان.

وقد ذكر العلماء في سبب نزول هذه الآيات بعض الاحاديث، منها ما خرجه

/ صفحه 55/

البخاري عن أنس قال: ' جاء ثلاثة رهط إلى بيوت ازواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسألون عن عبادته، فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحنمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما انا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أناأعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ' أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصليوأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ' وقد أرشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هؤلاء الرهط الثلاثة إلى أن نهيه عن التبتل والانقطاع، وأمره بتوفية النفس حقهامن حظوظ الحياة في اعتدال وما شرحه من سنته في المداولة بين العبادات ـ كل ذلك لا يتنافي مع التقوى والخشية من الله، فانه صلى الله عليه وآله وسلم أتقاهم وأخشاهم، ومع ذلكلا يفعل ما هموا أن يفعلوا، ولا يرضى به سنة لأمته.

وبهذا رسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأمة طريقها الوسط ' وكان شهيداً عليهم وفاصلا بينهم برسم هذا الطريق،وأيده في القرآن الكريم إذ أنزل هاتين الايتين.

وفي ذلك يقول العلامة الطبرسي صاحب تفسير ' مجمع البيان ':

هذا استدعاء إلى التقوى بألطف الوجوه، وتقديره: أيهاالمؤمنون بالله لا تضيعوا إيمانكم بالتقصير في التقوى، فتكون عليكم الحسرة العظمى، واتقوا في تحريم ما أحل الله لكم، وفي جميع معاصيه من به تؤمنون، وهو الله تعالى، وفيهاتين الايتين دلالة على كراهة التخلي والتفرد والتوحش، والخروج عما عليه لجمهور من التأهل وطلب الولد، وعمارة الأرض.

ويقول شيخ المفسرين العلامة الطبري في هذاأيضا: ' لا يجوز لأحد من المسلمين تحريم شئ مما أحله الله لعباده المؤمنين على نفسه من طيبات المطاعم والملابس والمناكح إذا خاف على نفسه بإحلال ذلك بها بعض العنتوالمشقة،

/ صفحه 56/

ولذلك رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم التبتل على ابن مظعون، فثبت أنه لا فضل في ترك شئ مما أحله الله لعباده، وأن الفضل والبر إنما هو فيفعل ما ندب عباده اليه، وعمل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسنة لأمته، واتبعه على منهاجه الائمة الراشدون، إذ كان خير الهدى هدى نبينا محمد صلى الله عليه وآلهوسلم، فاذا كان كذلك تبين خطأ من آثر لباس الشعر والصوف على لباس القطن والكتان إذا قدر على لباس ذلك من حله، وأثر أكل الخشن من الطعام وترك اللحم وغيره، حذرا من عارضالحاجة إلى النساء … فإن ظن ظان أن الخير في غير الذي قلنا لما في لباس الخشن وأكله من المشقة على النفس، وصرف ما فضل بينهما من القيمة إلى أهل الحاجة، فقد ظن خطأ وذلكأن الأولى بالإنسان صلاح نفسه وعونه لها على طاعة ربها، ولا شئ أضر للجسم من المطاعم الرديئة لأنها مفسدة لعقله؛ ومضعفة لأدواته التي جعلها الله سببا إلى طاعته، وقد جاءرجل إلى الحسن البصري فقال: إن لي جاراً لا يأكل الفالوذج، فقال: ولم؟ قال: يقول لا يؤدي شكره، فقال الحسن: أفيشرب الماء البارد؟ قال نعم، فقال: إن جارك هذا جاهل، فإن نعمةالله عليه في الماء البارد أكثر من نعمته عليه في الفالوذج ‍!'.

5 ـ ومن ذلك قوله تعالى: ' يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. إنه لا يحبالمسرفين. قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من رزق. قل هي للذين آمنوا في الحياة خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون '.

فهاتان الايتانالكريمتان جاءتا على مبدأ ' الوسطية ' الذي بيناه، فهما تقرران حق الإنسان في الأكل والشرب واللباس والزينة والطيبات من الرزق على حسب الناموس الذي يستقيم عليه شأنه فرداوجماعة، والذي يؤدي به حظ الجسم والروح معا، وهما في الوقت نفسه توحيان ببعض القواعد والأصول التي تؤدي إلى تيسير الحياة على الناس، والى ترقية المستوى البشري في الجانبالمادي والروحي.

بيان ذلك أن هاتين الايتين تقرران ما يأتي:

/ صفحه 57/

1 ـ أمر الناس بأن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد، وقد روى علماء التفسير في هذا الموضوع أنأهل الجاهلية كانوا يطوفون بالبيت عراة، يقولون: لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها، وفي رواية رواها مسلم والنسائي وغيرهما عن ابن عباس: أن النساء أيضا كن يطفن بالبيتعاريات، إلا أن تجعل المرأة على سوأتها خرقة، وأن أمرأة فعلت ذلك وهو تقول:

اليوم يبدو كله أو بعضه وما بدا منه فلا أحله

والواقع أن مسألة اللباس والزينة منالمسائل التي اختلفت فيها عادات الناس وأذوافهم: اختلفوا في أصلها، واختلفوا في مادتها وطريقة لبسها، والذي يعنينا من ذلك الان هو ان نذكر أن فريقا من البشرية يؤثرون 'العرى ' والتخلي عن الثياب عامة، ونظن أن البشرية أخذت بهذا التقليد في بعض عصور انحطاطها، وأن سبب ذلك يرجع إلى سكنى الجبال والكهوف يوم كان الإنسان كهفيا جبليا، ثم وجدفي الناس من يتفلسف في هذا فيزعمه تخلصا من التكلف، ورجوعاً إلى الفطرة والطبيعة، ويقول: إن الإنسان يولد عاريا ككل حيوان آخر، فلماذا يتكلف اللباس، ولماذا لا يبقى علىالوضع الذي خلقه الله عليه كما تبقي الحيوانات الآخرى؟ وهل يجر عليه اللباس إلا تعقيدات هو في غنىعنها لو ألف العرى والتجرد؟ وهل جاء التفاوت الطبقي الامن هذه الاضافاتوأمثالها إلى الطبيعة المجردة؟

ومن الناس من يفلسف ' العري' على نحو آخر ـ وقد بدأ هذا من فكرة الزهد والتقشف، والميل إلى عبادة الله بالتجرد، فإننا نرى مبدأ هذا فيالمتصوفة حيث يكتفون بأيسر الثياب وبأدناها مادة، فيلبسون الصوف لخشونته، أو المرقعات لحقارتها والرغبة في إذلال النفس وتعذيبها، فانتقل بعض الناس من هذا إلى التخلص منالثياب كلها زاعمين أن ذلك قربان وتضحية وعبادة وإمعان في حرمان النفس ـ وهؤلاء المشركين لهم أيضا فلسفة باطلة في هذا، كما تدلنا الرواية التي ذكرناها، فهم يقولون: نتعرىعند الطواف الذي هو عبادة وقربة، لأن الثياب التي نلبسها هي ثياب صاحبتنا في معاصينا وذنوبنا، فليست جديرة بأن تصاحبنا في عبادتنا وطوافنا.

/ صفحه 58/

وفيالعالم الآن أقوام يؤثرون ' العري' اما لنشأتهم في بلاد سحيقة بعيدين عن المدنية والتهذيب، كبعض سكان أفريقيا، وإما لمعان زعموها مبررة لذلك، كالذين نسمع عنهم في أوروباوأمريكا من أصحاب نوادي العراة، الذين يتخذون أماكن لهم خاصة فيخلعون الثياب عند أبوابها، ويدخلونها متجردين كما ولدتهم أمهاتهم، ويختلطون على هذا النحو لا فرق بين رجلوامرأة، ولا بين كبير وصغير، وقد سمعنا أخيرا أنهم يحاولون عقد مؤتمر عام لهم في أي بلد من بلاد أوروبا أو امريكا يجمع بين أرباب الجنسيات المختلفة منهم، ويقررون فيهمبدأهم ويدعون العالم اليه، ولكن الناس لم يسمعوا اليهم، ولم يوجد أي بلد من بلاد العالم رضى أهله أو حكامه بأن يعقد فيه مثل هذا المؤتمر، حتى ولو تعهد أصحابه بأن يعقدوهوهم في لباسهم كسائر الناس، وذلك لأن مجرد السماج لهم بالمناقشة في هذا الامر والدعوة له فيه خطورة على تقاليد الأدب والانسانية الرفعية المهذبة.

وقد قضى القرآنالكريم على هذا كله، وأبطل كل اتجاه اليه، سواء أكان اتجاهاً إلى فطرية مزعومة، أم إلى فلسفة موهومة، وسلك إلى هذا كله سبيلا يرجع الامر فيه إلى أصله الأول منذ برزالإنسان إلى هذه الحياة، وسكن هذا الكوكب، فهذه الآيات جاءت في سورة ' الاعراف ' وقد عرضت هذه السورة إلى الحديث عن آدم وزوجه، فذكرت أنه لما حان الوقت لخروجهما من الجنةبدت لهما سوآتهما ـ أي عوراتهما ـ فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وذلك يدل على أن طبيعة الإنسان الأول تنفر من انكشاف السوأة، وعلى أنهما حين كانا في الجنة كان عليهماما يسترهما، والجنة هي الدار المثلى، فلو كان الأمثل بالانسان أن يتعرى فيها لكا آدم وزوجه فيها عاريين.

ثم جاء في هذه السورة أيضا قوله تعالى: ' يا بني آدم قد أنزلنناعليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا، ولباس التقوى ذلك خير، ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون '.

ومعنى إنزال اللباس الذي يواري السوآت، والريش الذي هو زينة زائدة على ذلكومتاع فوق السترة: ان الله تعالى هيأه للإنسان، وجهه إليه منذ القدم،

/ صفحه 59/

وجعل في طبيعته فطرته استحسانه واتخاذه والتفرد به عن الحيوان كمظهر من مظاهرالكرامة الانسانية، والسمو على الحيوانية البهيمية، تلك المظاهر التي أجملها القرآن الكريم في قوله تعالى: ' ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم منالطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ' ـ وقد جاء الانزال بمعنى النهيئة والتمكين في غير هذا الموضع أيضا، ومن ذلك قوله تعالى: ' وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافعللناس ' ـ وأما قوله تعالى: ' ولباس التقوى ذلك خير ' فالمراد به تقرير الحقيقة في الجانب الروحي للإنسان، ومقابلة الجانب الجسمي بها، وهو تعبير مجازي أورد على طريقةالمشاكلة إيحاء بأن للناس نوعين من اللباس والزينة، أحدهما: اللباس الحسي الذي يواري السوآت ويبدي المحاسن الجسمية، والاخر: اللباس المعنوي الروحي الذي هو أعلى شأنا،وأعظم خيرا من اللباس المادي، وفي كل خير.

وقد جاء في السورة بعد هذا: ' يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما 'وتلك إشارة إلى أن اللباس خير وكمال، ولذلك كان الشيطان الذي هو العدو الاكبر للإنسان، سببا في نزعه عنهما، وتجريدهما منه، والعدو من شأنه أن يعمل الشر ويدبر السوءلعدوه، وإذن فالشر إنما هو في العري والتجرد.

بعد هذا كله تجئ الآية التي معنا: ' يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد' والزينة قدر من التجمل فوق أصل اللباس، فالله تعالىيأمرنا أن نتجمل في حالة العبادة، لا ان نتجرد، فهو يقابل فلسفة المشركين وغيرهم التي تتخيل في التجرد من اللباس كله مرضاة الله، بفلسفة أخرى تقوم على أن العبادة قرب منالعبد إلى الرب الذي هو الملك الأعظم، والشأن فيمن يقرب من الملك أن يتجمل ويتزين ولا يكتفي بأدنى لباس، فضلا عن أن ينزع اللباس متجردا.

وينبغي أن نلتفت في هذا كله إلىأن السورة وهي تتخذ السبيل التي بيناها، قد حرصت على ان تخاطب بهذا كله ' بني آدم ' فهي تناديهم في شأن هذه الحقيقة

/ صفحه 60/

بأعم عنوان وأشمله لأجناسهموأجيالهم، لأنهم تقرر به معنى إنسانيا بشريا، فلا تجعله مما يخاطب به فريق دون فريق، ولذلك لم يأت التعبير بقوله ' يأيها الذين آمنوا ' مثلا.

ب ـ وتعطف الآية الكريمةعلى الامر بأخذ الزينة عند كل مسجد أمراً آخر هو قوله تعالى: ' وكلوا واشربوا'.

والاكل والشرب أمران طبيعيان يفعلهما الإنسان، كما يفعلهما كل حيوان، ولهذا يأتي فيالذهن سؤال عن ذلك فيقال: لم أمر الله الإنسان بهما؟ وهل الاشياء الطبيعية التلقائية أي التي تحدث من تلقاء نفسها، تحتاج إلى أمر أو إرشاد؟ والجواب: أن هذا الامر إنما هوتمهيد لما جاء بعده من قوله تعالى: ' ولا تسرفوا ' كأنه يقول: أدوا حق بشريتكم بتناول الطعام والشراب ولكن في حدود القصد وعدم السرف، وقد جرى كثير من المفسرين على ان النهيعن الاسراف راجع إلى الأكل والشرب لاتصاله بهما. وعندي أنه راجع إلى اتخاذ الزينة عند كل مسجد أيضا، فالله تعالى يأمر باتخاذ الزينة في غير سرف، كما يأمر بالاكل والشرب فيغير سرف.

والقرآن الكريم يأمر الناس بالاعتدال في ذلك وامتثاله من كل تصرف يتصل بغرض الإنسان واتجاهه، فيقول: ' والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلكقواما ' ويقول: ' ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط '.

ويقول: ' يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا '.

وبمثل ذلك تأمر السنةوالاثار المروية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ' كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف ' ويقول ابن عباس: ' كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتكخصلتان: سرف ومخيلة '.

والكلام في هذا معروف فلا نطيل فيه.

ح ـ وتأتي الآية التالية بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يسأل هذا السؤال الانكاري: ' قل من حرمزينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق '؟

وفي هذا السؤال الانكاري فوائد:

منها إنكار تحريم ما لم يحرم الله، وهي قاعدة في الشريعة الإسلامية فيها تيسير

/ صفحه 61/

عظيم، وفي إغفالها ضرر وتشديد، فالاصل أن كل شئ من الاشياء مباح للناس، وهذا الاصل مستمد من قوله تعالى: ' خلق لكم ما في الأرض جميعا ' فلا يحل لإنسان أنيحرم شيئا إلا بدليل يدل على تحريمه، وكل ما لم يتبين بالدليل أنه حرم واستثنى من أصل الحل والاباحة فهو باق على حكمه الأصلي في هذه القاعدة، ويطبق هذا على كل ما يحدثهالناس من المعاملات التي لم تكن متعارفة من قبل، فلا يسوغ الحكم ببطلان معاملة منها إلا إذا ثبت أن هذه المعاملة محرمة بالدليل الشرعي، لا بمجرد أقيسة المتفقهين، أو تزمتالمتزمتين.

ومنها: أن الله تعالى يضيف الزينة إليه فيقول: ' زينة الله ' ولا شك أن هذه الاضافة تفيد أن الشارع لا يكتفي بمجرد إباحتها، ولكنه يحبب فيها، إذ يشرفها بهذهالاضافة ويرفع قدرها، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى بعد ذلك: ' التي أخرج لعباده ' فان هذا الوصف يراد به لفت الناس إلى انها مقصودة لله تعالى، ومقصود تيسيرها للناس بخلقموادها، وتعليمهم طرق صناعتها والانتفاع بها، وفي التعبير بقوله: ' لعباده ' توكيد بعد توكيد، إذ المراد به إشعار الناس بأن الله أخرج لهم هذه الزينة لأنهم عباده، فهويحبهم ويرحمهم، ويريد أن ينعم عليهم، وييسر لهم بشرع ما فيه مصلحتهم، وما يرفع الحرج عنهم، وما يجري مع طبيعتهم وفطرتهم.

ويقال مثل هذا في قوله تعالى: ' والطيبات منالرزق ' فإنه يفيد أن أساس حلها هو كونها طيبات لا ضرر فيها ولا ألم، فليست مشتملة على ما يضر جسم الإنسان، ولا هي اجتلبت من طريق غير مشروع حتى تضر بالمعاني الروحية، وهيفي الوقت نفسه ' من الرزق ' أي أنها صادرة من الله الرازق المنعم على حد ما سبق في قوله: ' أخرج لعباده ' وإذا تأملنا هذا السؤال الانكاري وجدناه متصلا في المعنى بالامرالسابق خذوا زينتكم … وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. كأنه قال: إنا أمرتكم بهذا لأني أخرجتها لكم وجعلتها طيبة حلالا، وليس لأحد أن يحرمها عليكم.

ومن الفوائد التينفيدها من ذلك: أن هذا المبدأ الإسلامي العظيم الذي هو تحبيب الزينة والطيبات من الرزق إلى الناس بهذا الاسلوب يقتضي أن الإسلام يريد من الناس ألا يكتفوا في معيشهم بمجردما يستر من اللباس، وما يقيت من

/ صفحه 62/

الطعام والشراب، ولكنه يطلب منهم أن يتطلعوا إلى مستوى في المعيشة أرقى من ذلك هو إعطاء النفس حقها من المتاع الحسن،ورفعها عن المستوى الحيواني الذي يكفي فيه أقل القوت وأدنى ما يحقق البقاء، وذلك كله بشرط عدم الإسراف، وابتغاء ما لا يخرج عن وصفه بأنه ' زينة الله ' وبأنه ' طيبات '.

ومن الفوائد أيضا: أن هذا المبدأ يقتضي أن يجتهد الناس وينشطوا في العمل والسعي ليحققوا لأنفسهم مستوى عالياً محترما في العيش، وأن هذا النشاط والجد من شأنهما أن تزدهرالصناعة والابتكار في ظلهما، وأن تفيد بذلك الحضارة والمدنية تقدما ورقيا، فإن الناس سيندفعون في هذه السبيل اندفاعا يجعلهم متنافسين متسابقين، كل يريد أن يرقي ويحياحياة سعيدة، فهو يعمل ويثمر ويبتكر ويحاول أن يسبق ويتقدم ليفوز، وهذا معترك شريف، وميدان يرضى الله التنافس فيه، ما دام في حدود ما رسم الله من عدم الإسراف والخروج عماأباح، وقد جاءت خاتمة الكلام في شأن هذا المبدأ متفقة مع ذلك حيث يقول الله عزوجل: ' قل هي ' أي الزينة والطيبات من الرزق ' للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة 'وعندي أن معنى ذلك: أن الزينة والطيبات من الرزق هي متاع مباح في الدنيا للمؤمنين مع كونه خالصا يوم القيامة، أي لا إثم فيه يحاسبون عليه يوم القيامة فيشوب لذتهم بهوانتفاعهم، وإنما كان ذلك خاصاً بالمؤمنين، لأنهم هم الذين يرعون الحدود، ولا يخرجون على ما رسم الله، ويعرفون كيف يتمتعون بما أخرج الله لعباده من الزينة، وبما رزقهممن الطيبات ـ أو المفروض انهم هم الذين يقصدون إلى ذلك ولا يميلون عنه ـ أما غير المؤمن فهو لا يعرف إلا انه يرضى متاعه دون التفات إلى مراعاة حق النعمة، ولا حق المنعم.

هذا هو منهج الإسلام في اللباس والزينة والطعام والشراب والطيبات من الرزق عامة: لا تحرم لما أخرج الله لعباده، ولا إسراف ولا التماس لغير الطيبات، ولا تحرج من تطلبالمتاع الحسن من وجوهه المشروعة، ولا بأس بالتنافس في سبيل التقدم والرقي تنافساً من شأنه أن يرفع مستوى البشر، ويحقق إلى جانب ذلك سموهم الروحي، وكمالهم الخلقي.

/ 1