مسلم لا يتطير
تمهيد
جاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ حاملا لواء الدعوة الآلهية ، وفيها بث روح النشاط في معتنقيها الىكل معروف من راجح في الشريعة ، أو مباح تداولته العقلاء في التوصل الى مقاصدهم لئلا يربكهم العطل ،
فيتقهقروا عن الرقيّ ، ويعوزهم الحصول على الثروة ، ويضيق نطاق المملكة عن التوسع ، ويعروا ملكهم عن
الأبهة ، ويقصروا عن نيل الغايات يستنتج ذلك من الأحاديث النبوية ، وكلمات الأئمة ، من خلفائه
الواردة في الحث على التجارة والزراعة والصدقة ونحوها وإليك يسرا منها لتعرف الغاية المرموقة
للشريعة المطهرة.فيقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ :« تسعة أعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في الغنم ، وان من بات ليلته كالا من طلب الحلال بات
مغفورا له »
وقال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ :« تعرّضوا للتجارة فان فيها غنى لكم عما في أيدي الناس وان الله يحب المحترف الأمين ، فهذا داود ـ
عليه السلام ـ أوحى اليه الله تعالى : انك نعم العبد إلا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك ، فبكى
داود ـ عليه السلام ـ أربعين صباحا حتى أوحى الله تعالى اليه أني ألنت لك الحديد فاعمل منه ، فكان
يعمل بيده كل يوم درعا يبيعه