للشهيد السعيد : محمد بن جمال الدين مكي العاملي ( الشهيد الأول ) قدس سره
734 ـ 786منشورات دار الفكر قم شارع ارم تلفن 23636 هوية الكتاب اسم الكتاب : اللمعة الدمشقية المؤلف : الشهيد الأول الناشر : دار الفكر ايران قم شارع ارم ت : 23646 الطبعة : الأولى 1411 ه . ق المطبعة : قدس قم العدد :
5000القيمة : حقوق الطبع محفوظة للناشر
المقدمة
سم الله الرحمن الرحيم يجهل الكثيرون أن مكانة ثروتنا الفقهية الشيعية من الفقه الاسلامي مكانة العقل من الجسد ، وأن مكانة الفقه الاسلامي من الفقه الوضعي مكانة الرأس من الجسد . فالحقوقيون في بلادنا كما في البلاد الغربية لا يعرفون عن فقه الاسلام إلا القليل ، وإن كان أغلب من أطل عليه منهم يعجب به أي اعجاب ، والحقوقيون وعلماء بقية المذاهب الاسلامية لا يعرفون عن فقهنا الشيعي إلا أقل القليل ، وإن كان أغلب من أطل عليه منهم يعجب به أيما إعجاب . من أمثلة هؤلاء الحقوقيين الدكتور عبد الرزاق السنهوري الذي كان أكبر عقلية حقوقية معاصرة في عالمنا الاسلامي ، والذياستغرق عمره في القوانين الوضعية ولم يطلع إلا من نافذة في آخر عمره على الفقه الاسلامي السني والشيعي ، فأعجب به ودعا إلى دراسته ، بل وإلى تطبيقه على البلاد العربية بدل القوانين الأجنبية ، لأنه القاعدة القانونية الوحيدة المشتركة بين شعوب هذه البلاد . قال في مقالة بعنوان ( القانون المدني العربي ) ص 26 ـ 27 " الفقه الاسلامي إذا أحييت دراسته وانفتح فيه باب الاجتهاد قمين أن ينبث قانونا حديثا لا يقل في الجدة وفي مسايرة العصر عن القوانين اللاتينية والجرمانية ، ويكون هذا القانون مشتقا من الفقه الاسلامي اشتقاق هذا القوانين الحديثة من القانون الروماني العتيق . والأمر الثاني أن تدرس مذاهب الفقه الاسلامي المختلفة السني والشيعي والخارجي والظاهري وغير ذلك من المذاهب دراسة مقارنة . ثم تقارن هذه الصناعة بالفقه الغربي الحديث حتى يتضح ما بينهما من الفروق ووجوه الشبه " . كان هذا الكلام قبل ربع قرن ، أما اليوم وبعد أن نجحت الثورة الاسلامية في ايران وتعاظم المد الاسلامي في أرجاء الوطن الاسلامي فإن الحاجة إلى الفقه الاسلامي تزداد باستمرار ومسؤوليتنا تجاه الفقه تتضاعف . لسنا بصدد أنواع العمل الواجبة على الدول والمؤسسات والعلماء تجاه الفقه وهي كثيرة ، ولكن من البديهي أن تهيئة الكتاب الفقهي والفهرس الفقهي من أولى الخطوات التي تفتح باب التعامل مع المادة الفقهية . في هذا المجال نرى فقهنا الشيعي ما زال أكثره كنوزا مخطوطة في المكتبات أو مطبوعة بطبعات حجرية ، ولم يصدر منه إلى الآن مقدار الربع بالطبعة الجديدة ، فضلا عن عدم وجود الفهارس العلمية التي تسهل على الباحث الاطلاع عليه أو الرجوع إليه .وإذا اقتصرنا على أشهر فقهائنا رضوان الله عليهم من الشيخالكليني إلى اليوم يعني عبر ألف ومئة سنة لبلغ عددهم أكثر من مئة فقيه ، وبلغت مؤلفاتهم أكثر من ثلاث مأة مجلد ، أما طليعة هؤلاء الفقهاء المؤلفين فهم مجموعة قد تبلغ العشرين فقيها تميزوا بالعمق والغزارة العلمية والقبول والحجية عند عامة فقهاء المذهب ، وكانت مؤلفاتهم وما تزال محور البحث الفقهي في الحوزات العلمية وبين العلماء والطلبة ، أمثال الشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والسيد المرتضى ، والشيخ الطوسي ، وابن إدريس ، والحلبيين الثلاثة : أبي الصلاح وابني زهرة ، والمحقق الحلي والعلامة الحلي والشهيد الأول والشهيد الثاني والمحقق الكركي . إلى أن نصل إلى صاحب الجواهر النجفي وصاحب الحدائق البحريني ، وأعاظم من جاء بعدهم . بهذا نعرف أن الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني النباطي العاملي رضوان الله عليه يأتي في