بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لكي يرجع إلى نقطها ويصار إلى شكلها عند دخول الشكوك وعدم المعرفة ويتحقق بذلك إعراب الكلم وتدرك به كيفية الالفاظ ثم إنهم لما رأوا ذلك وقادهم الاجتهاد إليه بنوه على وصل القارئ بالكلم دون وقفة عليهن فأعربوا أواخرهن لذلك لان الإشكال اكثر ما يدخل على المبتدئ المتعلم والوهم اكثر ما يعرض لمن لا يبصر الإعراب ولا يعرف القراءة في إعراب أواخر الأسماء والأفعال فلذلك بنوا النقط على الوصل دون الوقف وأيضا فإن القارئ قد يقرأ الآية والأكثر في نفس واحد ولا يقطع على شيء من كلمها فلا بد من إعراب ما يصله من ذلك ضرورة قال أبو عمرو فأما نقط المصاحف بالسواد من الحبر وغيره فلا أستجيزه بل أنهى عنه وأنكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف واتباعا له في استعماله لذلك صبغا يخالف لون المداد إذ كان لا يحدث في المرسوم تغييرا ولا تخليطا والسواد يحدث ذلك فيه ألا ترى انه ربما زيد في النقطة فتوهمت لأجل السواد الذي به ترسم الحروف انها حرف من الكلمة فزيد في تلاوتها لذلك ولأجل هذا وردت الكراهة عمن تقدم من الصحابة وغيرهم في نقط المصاحف والذي يستعمله نقاط أهل المدينة في قديم الدهر وحديثه من الألوان في نقط مصاحفهم الحمرة والصفرة لا غير فأما الحمرة فللحركات والسكون والتشديد والتخفيف وأما الصفرة فللهمزات خاصة كما نا احمد بن عمر الجيزي قال نا محمد ابن احمد بن منير قال نا عبدالله بن عيسى المدني قال نا قالون أن في مصاحف أهل المدينة ما كان من حرف مخفف فعليه دارة حمرة وإن كان حرفا مسكنا فكذلك أيضا قال وما كان من الحروف التي بنقط الصفرة فمهموزة قال أبو عمرو وعلى ما استعمله أهل المدينة من هذين اللونين في المواضع التي ذكرناها عامة نقاط أهل بلدنا قديما وحديثا من زمان الغاز بن قيس صاحب نافع بن ابي نعيم رحمه الله إلى وقتنا هذا اقتداء بمذاهبهم واتباعا لسننهم فأما نقاط أهل العراق فيستعملون للحركات وغيرها وللهمزات الحمرة وحدها وبذلك تعرف مصاحفهم وتميز من غيرها وطوائف من أهل الكوفة والبصرة قد يدخلون الحروف الشواذ في المصاحف وينقطونها بالخضرة وربما جعلوا الخضرة للقراءة المشهورة الصحيحة وجعلوا الحمرة للقراءة الشاذة المتروكة وذلك تخليط وتغيير وقد كره ذلك جماعة من العلماء أخبرني الخاقاني أن محمد بن عبدالله الأصبهاني حدثهم بإسناده عن احمد بن جبير الانطاكي قال إياك والخضرة التي تكون في المصاحف فإنه يكون فيها لحن وخلاف للتأويل وحروف لم يقرأ بها أحد قال أبو عمرو وأكره من ذلك واقبح منه ما استعمله ناس من القراء وجهلة من النقاط من جمع قراءات شتى وحروف مختلفة في مصحف واحد وجعلهم لكل قراءة وحرف لونا من الألوان المخالفة للسواد كالحمرة والخضرة والصفرة واللازورد وتنبيههم على ذلك في أول المصحف ودلالتهم عليه هناك لكي تعرف القراءات وتميز الحروف إذ ذلك من اعظم التخليط وأشد التغيير للمرسوم ومن الدلالة على كراهة ذلك والمنع منه سوى ما قدمناه من الأخبار عن ابن مسعود والحسن وغيرهما ما حدثناه خلف بن إبراهيم بن محمد قال نا احمد بن محمد قال نا علي بن عبد العزيز قال نا القاسم بن سلام قال نا هشيم عن ابي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قرأ عباد الرحمن قال سعيد فقلت لابن عباس إن في مصحفي عند الرحمن فقال امحها واكتبها عباد الرحمن ألا ترى ابن عباس رحمه الله قد آمر سعيد بن جبير بمحو إحدى القراءتين وإثبات الثانية مع علمه بصحة القراءتين في ذلك وأنهما منزلتان من عند الله تعالى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما جميعا وأقرأ بهما أصحابه غير أن التي أمره بإثباتها منهما كانت اختياره إما لكثرة القارئين بها من الصحابة وإما لشيء صح عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر شاهده من عليه الصحابة فلو كان جمع القراءات وإثبات الروايات والوجوه واللغات في مصحف واحد جائزا لامر ابن عباس سعيدا بإثباتهما معا في مصحفه بنقطة يجعلها فوق الحرف الذي بعد العين وضمه امام الدال دون ألف مرسومة بينهما إذ قد تسقط من الرسم في نحو ذلك كثيرا لخفتها وتترك النقطة التي فوق ذلك الحرف والفتحة التي على الدال فتجتمع بذلك القراءتان في الكلمة المتقدمة