بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ولم يأمره بتغيير إحداهما ومحوها وإثبات الثانية خاصة فبان بذلك صحة ما قلناه وما ذهب إليه العلماء من كراهة ذلك لأجل التخليط على القارئين والتغيير للمرسوم على أن أبا الحسين بن المنادي قد أشار الى إجارة ذلك فقال في كتابه في النقط وإذا نقطت ما يقرأ على وجهين فأكثر فارسم في رقعة غير ملصقة بالمصحف أسماء الالوان واسماء القراء ليعرف ذلك الذي يقرأ فيه ولتكن الأصباغ صوافي لامعات والاقلام بين الشدة واللين قال وإن شئت أن تجعل النقط مدورا فلا بأس بذلك وإن جعلت بعضه مدورا وبعضه بشكل الشعر فغير ضائر بعد ان تعطي ذوات الاختلاف حقوقها قال وكان بعض الكتاب لا يغير رسم المصحف الاول واذا مر بحرف يعلم ان النقط والشكل لا يضبطه كتب ما يريد من القراءات المختلفة تعليقا بألوان مختلفة وهذا كله موجود في المصاحف قال ابو عمرو وترك استعمال شكل الشعر وهو الشكل الذي في الكتب الذي اخترعه الخليل في المصاحف الجامعة من الأمهات وغيرها أولى وأحق اقتداء بمن ابتدأ النقط من التابعين واتباعا للائمة السالفين والشكل المدور يسمى نقطا لكونه على صورة الاعجام الذي هو نقط بالسواد والشكل أصله التقييد والضبط تقول شكلت الكتاب شكلا أي قيدته وضبطته وشكلت الدابة شكالا وشكلت الطائر شكولا والشكل الضرب المتشابه ومنه قوله تعالى وآخر من شكله أزواج أي من ضربه ومثله قوله الرجل ما أنت من شكلي أي من ضربي والشكل المثل وأشكل الامر إذا اشتبه والقوم أشكال أي أشباه وتقول أعجمت الكتاب إعجاما إذا نقطته وهو معجم وأنا له معجم وكتاب معجم ومعجم أي منقوط وحروف المعجم الحروف المقطعة من الهجاء وفي تسميتها بذلك قولان أحدهما أنها مبينة للكلام مأخوذ ذلك من قولهم أعجمت الشيء إذا بينته والثاني أن الكلام يختبر بها مأخوذ ذلك من قولهم عجمت العود وغيره إذا اختبرته وقال ابو بكر بن مجاهد في كتابه في النقط الشكل سمة للكتاب كما أن الإعراب سمة لكلام اللسان ولولا الشكل لم تعرف معاني الكتاب كما لولا الإعراب لم تعرف معاني الكلام والشكل لما أشكل وليس على كل حرف يقع الشكل إنما يقع على ما إذا لم يشكل التبس ولو شكل الحرف من أوله الى آخره أعني الكلمة لأظلم ولم تكن فائدة إذ كان بعضه يؤدي عن بعض والشكل والنقط شيء واحد غير ان فهم القارئ يسرع الى الشكل أقرب مما يسرع الى النقط لاختلاف صورة الشكل واتفاق صورة النقط إذ كان النقط كله مدورا فيه الضم والكسر والفتح والهمز والتشديد بعلامات مختلفة وذلك عامته مجتمع في النقط غير انه يحتاج أن يكون الناظر فيه قد عرف أصوله ففي النقط الاعراب وهو الرفع والنصب والخفض وفيه علامات الممدود والمهموز والتشديد في الموضع الذي يجوز ان يكون مخففا والتخفيف في الموضع الذي يجوز ان يكون مشددا ثم ذكر اصولا من النقط ثم قال ففي نقط المصاحف المدور الرفع والنصب والخفض والتشديد والتنوين والمد والقصر ولولا أن ذلك كله فيه ما كان له معنى قال وقد كان بعض من يحب ان يزيد في بيان النقط ممن يستعمل المصحف لنفسه ينقط الرفع والخفض والنصب بالحمرة وينقط الهمز مجردا بالخضرة وينقط المشدد بالصفرة كل ذلك بقلم مدور وهذا أسرع الى فهم القارئ من النقط بلون واحد بقلم مدور قال وفي النقط علم كبير واختلاف بين اهله ولا يقدر احد على القراءة في مصحف منقوط إذا لم يكن عنده علم بالنقط بل لا ينتفع به إن لم يعلمه قال ابو عمرو جميع ما أورده ابن مجاهد في هذا الباب صحيح بين لطيف حسن وبالله التوفيق
باب ذكر القول في حروف التهجي وترتيب رسمها في الكتابة
حدثنا عبدالرحمن بن عثمان قال نا قاسم بن أصبغ قال نا أحمد بن زهير قال نا الفضل بن دكين قال نا إسرائيل عن جابر عن عامر عن سمرة بن جندب قال نظرت في كتاب العربية فوجدتها قد مرت بالانبار قبل ان