ويقال له
أيضاً حُوشي كأنه منسوب إلى الحُوش وهي بقايا إبل وبار بأرض قد غَلَبَتْ عليها الجنّ فعمرتها
ونفَتْ عنها الإنس لا يطؤها إنسي إلا خَبَلوه قال رُؤْبة : من الرجز
( جرَت رجالاً من بلاَد الحُوش )
.قال : وإذا كانت اللفظةُ حسنةً مُسْتَغربة لا يعلمُها إلا العالم المبرّز والأعرابي القحّ فتلك
وَحشيّة .قال إبراهيم بن المهدي لكاتبه عبد اللّه بن صاعد : إياك وتتبُّع وحشيَّ الكلام طمعاً في نَيْل
البَلاغة فإن ذلك هو العيّ الأكبر وعليك بما سَهُل مع تجنُّبك ألفاظ السّفل .وقال أبو تمام يمدح الحَسنَ بن وَهْبَ بالبلاغة : من الكامل
:
لم يتّبع شَنَع اللُّغات ولا مشى
رَسْفَ المقيّد في طَريق المنطق
رَسْفَ المقيّد في طَريق المنطق
رَسْفَ المقيّد في طَريق المنطق
القاموس بها الفصيح حيث قال : مشتملاً على الفُصُح والشوارد .وأصلُ التشريد التَّفْريق فهو من أصل باب الشذوذ .والنوادر جمع نادرة .وقال في الصحاح : نَدّر الشيء يندر نُدوُراً سقَط وشذَّ ومنه النوادر وقد ألَّفَ الأقدمون كتباً في
النوادر كنوادر أبي زيد ونوادر ابن الأعرابي ونوادر أبي عمرو الشيباني وغيرهم وفي آخر الجمهرة
أبوابٌ معقودةٌ للنوادر وفي الغريب المصنف لأبي عبيد بابٌ لنوادر الأسماء وبابٌ لنوادر الأفعال
وألف الصغانيّ كتاباً لطيفاً في شوارد اللغة ومن عبارات العلماء المستعملة في ذلك النادرة وهي
بمعنى الشوارد .
فائدتان
الأولى-قال ابنُ هشام : اعلم أنهم يستعملون غالباً وكثيراً ونادراً وقليلاً ومطَّرداً فالمطَّرد لايتخلَّف والغالبُ أكثر الأشياء ولكنه يتخلَّف والكثير دونه
والقليل دون الكثير والنادر أقل من القليل فالعشرون بالنسبة إلى ثلاثة وعشرين غالبُها والخمسة عشر
بالنسبة إليها كثير لا غالب والثلاثة قليل والواحد نادر فعلم بهذا مراتبُ ما يُقالُ فيه ذلك .