وأنشدني أيضاً : [ من الطويل ]
تعزّ فإن الصبر بالحرّ أجمل
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ
لكان التعزّي عند كل مصيبة
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حمامَه وما
فإن تكن الأيام فينا تبدَّلت
فما ليَّنَتْ منا قناة صليبة
ولكن رَحَلْناها نفوساً كريمة
وقَيْنَا بعزم الصبر منَّا نفوسَنَا
فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل
وليس على رَيْب الزمان مُعَوَّل
جازعاً لنازلة أو كان يُغْني التَّذَلُّلُ
ونازلةٍ بالحرّ أوْلَى وأجْمَل
لامرىءٍ عما قضى الله مَزْحَل
ببُؤْسَى ونعمى والحوادث تفْعل
ولا ذلّلَتْنا للتي ليس يَجْمُل
تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل
فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل
فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل
الرحمن قال عمي :
فقمت والله وقد أنسيت أهلي وهان علي طول الغربة وشظف العيش سروراً بما سمعت .ثم قال لي : يا بُنيَّ! مَنْ لم تكن استفادةُ الأدب أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُب .وقال محمد بن المعلي الأزدي في كتاب الترقيص : حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال : كنت أغشى
بيوت الأعراب أكتب عنهم كثيراً حتى أَلفوني وعرفوا مُرادي فأنا يوماً مارٌّ بَعذَارى البصرة قالت
لي امرأة : يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ فإنَّ عنده حديثاً حسناً فاكتبه إن شئت .قلت : أحسن الله إرشادَك فأتيت شيخاً همّاً فسلمت عليه فرد عليَّ السلام وقال : من أنت قلت : أنا عبد
الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي قال : ذُو يتتبع الأعراب فيكتب ألفاظهم قلت : نعم وقد بلغني أن عندك
حديثاً حسناً مُعْجباً رائعاً وأخبرني باسمك ونسبك قال نعم أنا حذيفة بن سور العَجلاني ولد لأبي
سبعُ بنات متواليات وحملت أمي : فقلق قلقاً كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه من خوف بنت ثامنة فقال له شيخ من
الحي : ألاَ استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن! قال : لا جَرَم لا أدعوه إلاّ في أحب البقاع
إليه فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه ولا يخيب آمال آمليه البيت الحرام وقال : [ من الرجز ]
يا رب حسبي من بناتٍ حَسْبي
إن زدتني أخرى خلعتَ قلبي
وزدتني همّاً يَدُقُّ صلبي
شيَّبن رأسي وأكلن كَسْبي
وزدتني همّاً يَدُقُّ صلبي
وزدتني همّاً يَدُقُّ صلبي
لا تقنطن غشيت يا بن
ليس بمثمود ولا منزور
محمدٍ من فعله مشكور
سور بذَكَرٍ من خيرة الذُّكور
محمدٍ من فعله مشكور
محمدٍ من فعله مشكور
موجَّهٍ في قومه مذكور