وقال أيضاً : حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن حدثني عمرو بن سلام أن عبد الملك
ابن مروان دفع ولده إلى الشَّعْبي يؤدبهم فقال : عَلّمْهم الشعر يَمجدوا ويَنْجدوا وأطعمهم اللحم
تشتد قلوبهم وجزّ شعورهم تشتد رقابُهم وجالس بهم علْيَة الرجال يُناقضوهم الكلام .وقال ثعلب في أماليه : أخبرنا عبد الله بن شبيب قال : حدثني ثابت بن عبد الرحمن قال : كتب معاوية بن أبي
سفيان إلى زياد : إذا جاءك كتابي فأوفد إليّ ابنك عبيد الله فأوفده عليه فما سأله عن شيء إلاّ أنفذه
له حتى سأله عن الشعر فلم يعرف منه شيئاً قال : فما منعك من روايته قال : كرهت أن أجمع كلام الله وكلام
الشيطان في صدري فقال : اعْزُب ! والله لقد وضعت رجلي في الرّكاب يوم صفّين مراراً ما يمنعني من
الانهزام إلاّ أبيات ابن الإطْنابة حيث يقول : [ من الوافر ]
أبتْ لي عفَّتي وأبَى بَلائى
وإعطائي على الإعدام مالي
وقولي كلما جَشأت وجَاشت
لأدفع عن مآثرَ صالحات
وأحمى بعدُ عن عرْض صحيح
وأخْذي الحمدَ بالثَّمَن الرَّبيح
وإقدامي على البطل المُشيح
مكانك تحمدي أو تستريحي
وأحمى بعدُ عن عرْض صحيح
وأحمى بعدُ عن عرْض صحيح
يسقط عليه منه شيء .