بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
والتي تشير إلى مدى اعترازهم بالاسلام وفخرهم بمن هداهم إليه . هذا ما كان من أمر المغيرة ، أما ابنه ابراهيم فلم يقف المؤرخون على شئ من أخباره . وأما إسماعيل والد الامام فيذكر عنه في التاريخ -------------------- 8 الكبير انه يلقب بابي الحسن ، وأنه راى حماد بن زيد ، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه ، وسمع مالكا . قد ترجم له ابن حبان من بين رجال الطبعة الرابعة في كتاب الثقات ، وذكر أنه روى عنه العراقيون . وقد خلف إسماعيل مالا جليلا كما يقول وراق الامام . مالا تحرى الاب أن يكون حلالا كله ، لا شبهة فيه . قال احمد بن حفص : دخلت على إسماعيل والد أبي عبد الله عند موته فقال لا اعلم من مالي درهما من حرام ، ولا درهما من شبهة . وقد سجل إسماعيل - رحمه الله - مولد ابنه محمد بخط يده : يوم الجمعة عقب الصلاة لثلاث عشرة ليلد خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ببخارى . وهو يوافق 21 يولية من عام 810 م ، ولم يلبث إسماعيل أن مات وخلف محمدا صغيرا في حجر أمه ، وكان له أخ يكبره اسمه احمد . وقد الهم الامام حفظ الحديث وهو في الكتاب ابن عشر سنين أو اقل ، وفرضت معالم النبوغ نفسها على مجالس شيوخه وهو في هذا السن المبكر . حكى وراقه محمد بن ابي حاتم عنه قال : فجعلت اختلف الى الداخلي وغيره ، فقال يوما فيما كان يقرا للناس : سفيان عن ابي الزبير عن ابراهيم فقلت : إن ابا الزبير لم يرو عن ابراهيم ، فانتهرني فقلت له : ارجع الى الاصل ان كان عندك ، فدخل فنظر فيه ، ثم رجع فقال : كيف هو يا غلام ؟ فقلت : هو الزبير ، وهو ابن عدي عن ابراهيم . فاخذ القلم واصلح كتابه ، وقال : صدقت . فلما بلغ السادسة عشرة ، كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع ، وعرف كلام اهل الراي ، وخرج مع أمه واخيه احمد الى الحج سنة -------------------- 9 210 ه وأقام بمكة مجاورا ، ورجع اخوه مع امه الى بخارى فمات بها . يقول الامام : ولما طعنت في ثماني عشرة سنة صنفت كتاب " قضايا الصحابة والتابعين واقاويلهم وصنفت التاريخ الكبير إذ ذاك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة . وكتاب التاريخ الكبير على كبره وطوله قد اختصره اختصارا شديدا بحيث لا يملك التناول منه إلا الباحث المتخصص ، ومع ذلك فهو يقول عنه : قل اسم في التاريخ الا وله عندي قصة ، إلا أني كرهت تطويل الكتاب . إذن فقد بدا السماع سنة 205 أو بعدها ، وارتحل في طلب الحديث بعد أن اشبع نهمته مما عند شيوخ بلده سنة 210 ه وتنقل بين بلخ ، مرو ، نيسابور ، والري ، وبغداد والبصرة ، والكوفة ، ومكة ، والمدينة ، وواسط ، ومصر ، ودمشق ، وقيسارية ، وعسقلان ، وحمص . فسمع من شيوخ لا يحصون كثرة إلا أن أبا عبد الله قال : كتبت عن الف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث . والذي يثير العجب والاعجاب أن أبا عبد الله لم يكن يكتب عن شيخ أي شيخ ، بل كان ينتقي شيوخه انتقاء ، يحدثنا - رحمه الله - فيقول : لم أكتب إلا عمن قال : الايمان قول وعمل . ويحصرهم الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في خمس طبقات : 1 - من حدثه عن التابعين : ، مثل : محمدب بن عبد الله الانصاري ، -------------------- 10