بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
59 كثيرا فقربته إليه فأعجبه وفرق منه أشياء بين بطارقته وأمر بسائره فأدخل في موضع وأمر أن يكتب وأن يحتفظ به قال فلما رأيت طيب نفسه قلت أيها الملك إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا قد وترنا وقتل أشرافنا وخيارنا فأعطنيه فأقتله فرفع يده فضرب بها أنفي ضربة ظننت أنه كسره وابتدر الدم من منخري فجعلت أتلقى الدم بثيابي وأصابني من الذل ما لو انشقت الأرض دخلت فيها فرقا منه ثم قلت له أيها الملك لو ظننت أنك تكره ما قلت ما سألتك قال واستحيى وقال يا عمرو تسألني أعطيك رسول رسول الله من يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى بن مريم لتقتله الناموس عند أهل الكتاب جبريل قاله الجوهري قال عمرو وغير الله قلبي عما كنت عليه وقلت في نفسي عرف هذا الحق العرب والعجم وتخالف أنت ثم قلت وتشهد أيها الملك بهذا قال نعم 0 أشهد به عند الله يا عمرو فأطعني واتبعه والله إنه لعلى الحق وليظهرن على كل من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قلت أفتبايعني -------------------- 60 0 على الإسلام قال نعم فبسط يده فبايعته على الإسلام ودعا لي بطست فغسل عني الدم وكساني ثيابا وكانت ثيابي قد امتلأت من الدم فألقيتها ثم خرجت إلى أصحابي فلما رأوا كسوة الملك سروا بذلك وقالوا هل أدركت من صاحبك ما أردت فقلت لهم كرهت أن أكلمه في أول مرة وقلت أعود إليه قالوا الرأي ما رأيت وفارقتهم كأني أعمد لحاجة فعمدت إلى موضع السفن فأجد سفينة قد شحنت تدفع فركبت معهم ودفعوها حتى انتهوا إلى الشعيبة وخرجت من السفينة ومعي نفقة فابتعت بعيرا وخرجت أريد المدينة حتى خرجت على مر الظهران ثم مضيت حتى إذا كنت بالهدأة إذا رجلان قد سبقاني بغير كثير يريدان منزلا وأحدهما داخل في خيمة والآخر قائم يمسك الراحلتين فنظرت فإذا خالد بن الوليد فقلت أبا سليمان قال نعم قلت أين تريد قال محمدا دخل الناس في الإسلام فلم يبق 0 أحد به طمع والله لو أقمنا لأخذ برقابنا كما يؤخذ برقبة الضبع في مغارتها قلت وأنا والله قد أردت محمدا -------------------- 61 وأردت الإسلام وخرج عثمان بن طلحة فرحب بي فنزلنا جميعا في المنزل ثم ترافقنا حتى قدمنا المدينة وفي رواية فلقيت خالدا قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت إلى أين يا أبا سليمان قال لقد استقام المنسم وإن الرجل لنبي اذهب والله وأسلم فحتى متى المنسم بفتح الميم وبالنون وكسر السين مقدم خف البعير وفي النعامة أيضا كنى به عن الطريق المتوجه به فيه يقال من أين منسمك أي من أين وجهتك وبكسر الميم والياء آخر الحروف العلامة قاله الجوهري قال ابن عبد البر في ترجمة الوليد بن الوليد وكان أسلم قبل أخيه خالد وشهد مع رسول الله عمرة القضية وكتب إلى أخيه خالد وكان خالد خرج من مكة فارا لئلا يرى رسول الله وأصحابه بمكة كراهة الإسلام فسأل رسول الله الوليد عنه وقال لو أتانا لأكرمناه وما مثله سقط عليه الإسلام في عقله فكتب بذلك 0 الوليد إلى أخيه خالد فوقع الإسلام في قلبه وكان سبب هجرته -------------------- 62 قال الواقدي قال عمرو بن العاص فلما قدمنا المدينة ما أنسى قول رجل لقينا ببئر أبي عنبة يصيح يا رباح يا رباح فتفاءلنا بقوله وسررنا ثم نظر إلينا فأسمعه يقول قد أعطت مكة المقادة بعد هذين فظننت أنه يعنيني ويعني خالد بن الوليد ثم ولى مدبرا إلى المسجد سريعا فظننت أنه يبشر رسول الله بقدومنا فكان كما ظننت وأنخنا بالحرة فلبسنا من صالح ثيابنا ونودي بالعصر فانطلقنا جميعا حتى طلعنا عليه صلوات الله عليه وسلامه وإن لوجهه تهللا والمسلمون حوله قد سروا بإسلامنا فلما رآهم قال قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها قال الجوهري الفلد كبد البعير والجمع أفلاذ والفلذة القطعة من الكبد واللحم والمال وغيرها وتقدم خالد بن الوليد فبايع ثم تقدم عثمان بن طلحة فبايع ثم تقدمت فوالله ما هو إلا أن جلست بين يديه فما استطعت أن أرفع طرفي إليه حياء 0 منه فبايعته على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم يحضرني