أغنية الصياد الصغير نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أغنية الصياد الصغير - نسخه متنی

محمد شاكر السبع

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[IMAGE: 0x08 graphic] أغنية الصيّاد الصغير
[IMAGE: 0x08 graphic]
البريد الالكتروني: [LINK: mailto:unecriv@net.sy]
unecriv@net.sy E-mail :
[LINK: mailto:aru@net.sy] aru@net.sy
موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة
الإنترنت
[LINK: http://www.awu-dam.org] http://www.awu-dam.org
تصميم الغلاف للفنانة : نسرين مقداد
محمد شاكر السبع
أغنية الصيّاد الصغير
* روايــــة *
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
[IMAGE: 0x08 graphic] دمشق - 2001
-1-
وضعت صرخة المندائي، الطويلة المولولة
التي تشبه عواء الذئاب، النهاية غير
السعيدة لذلك الحب الضاري الذي أضرم النار
بخمسة بيوت من الطابوق وسبعة عشر كوخاً من
القصب والبردي. الأقدام المهرولة في الممر
المفضي إلى الردهة بلبلت الممرضين
والمعاونين الطبيين الذين ما زالوا
مذهولين من الصرخة. لم يتسنَ لهم أن
يتمترسوا في مواجهة الرجال التسعة الذين
اقتحموا الردهة بثياب ممزقة وبعيون مليئة
بالدموع.. تسعة رجال من ذوي البشرة السمراء
بدرجات متفاوتة شكلوا حلقة بشرية غاضبة
حول السرير الذي يجلس عليه المندائي الذي
يضم إلى صدره كتلة سوداء كبيرة مبقعة بلون
وردي.
تفاقم الغضب في الحلقة البشرية.. امتدت
منها أذرع عديدة إلى المندائي وإلى الكتلة
السوداء:
-أيها النجس.. دعه.
-ألم يكفك أنك نجسته طوال حياته حتى تنجسه
بعد موته؟
-أيها الصّبي^(^^) النجس.. اتركه.
بدا المندائي وكأنه لم يتأثر أو هو لم
يخشَ كلمات الغضب هذه. كان يضم الكتلة
السوداء المبقعة بلطخات وردية وهو يهتز
فوق السرير مثل بندول الساعة.
كان فمه مفتوحاً على سعته وكأنه ما زال
يصرخ ولكن دونما صوت. فجأة، التحمت الأذرع
الثمانية عشر بالمندائي وبكتلة اللحم.
علا صوت ممرض من وراء الحلقة البشرية:
-هؤلاء الوحوش سيمزقون الجثة.
أذرع عديدة حملت المندائي ورمته على
السرير المجاور بعنف جعله ينقلب بقوة
ويسقط على الأرض من الجهة الأخرى. تمددت
الكتلة السوداء المبقعة بلون وردي على
السرير مرة أخرى. ثماني عشرة عيناً حمراء
تسيل منها الدموع تتطلع إلى الرأس الملفوف
بضمادات بيض.. تتطلع بغضب وحزن وبلاهة.
-هل مات؟
علا صوت نفس الممرض ثانية من ورائهم:
-إذا لم يمت قبل دخولكم فقد وضعتموه الآن
في جيب الموت.
-إذا لم يسكت هذا اللسان فسأقطعه من دون
تأخير.
-ألا يوجد أحد في هذا المستشفى يخبرنا أن
كان ابن عمنا مات أم لا؟.. هل نجلب شخصاً من
مستشفى آخر ليخبرنا بذلك؟
أجاب أحد الممرضين:
-مات.. كل مَنْ يستطيع النظر إليه يعرف على
الفور أنه ميت.. أخبرنا ذلك الرجل الذي كان
معه طوال يومين، وبدلاً من أن يتصرف مثل
الرجال أخذ يصرخ كالنساء.
أشار أحدهم له أن يصمت. كان المندائي قد
زحف باتجاه مقدم السرير ليتكئ على الخزانة
الحديدية الصغيرة الموجودة قربه. مد ساقيه
إلى الأرض مثلما تفعل النسوة النادبات،
وغطى عينيه بطرف كوفيته وأجهش بالبكاء.
عادت العيون الثماني عشرة تحملق بنفس تلك
النظرة الحزينة البلهاء في الكتلة
السوداء والرأس الملفوف بالضمادات.
-والآن، ماذا نفعل؟.. نتركه أم نأخذه؟
-نأخذه طبعاً.
-كيف نحمله؟
-كيف؟
-نعم.. كيف؟.. إن لحمه يكاد يسقط عن العظام..
أتستطيع حمله من دون أن يسقط ذلك اللحم؟
-لنلفه بالشرشف.
سُحب طرف الشرشف من تحت الوسادة التي
رُميت بعيداً. جُرت الكتلة السوداء قليلاً
إلى الأسفل. خلال ذلك ارتفعت همهمة واحتجاج
الممرضين والمعاونين الطبيين:
-لكن هذا شرشف المستشفى.. يعني شرشف
الحكومة.
-يعني سرقة أموال الدولة في وضح النهار.
-ماذا؟.. لو كل ميت يلفونه بشرشف، فلن يبقى
في المستشفى شرشف واحد بعد ثلاثة أيام.
انتهى الرجال التسعة من لف الكتلة
السوداء بالشرشف. انقلبوا بحملهم متجهين
إلى باب الردهة، اكتشفوا أن الممرضين
والمعاونين الطبيين قد وقفوا لهم في منتصف
الطريق إلى الباب.
-ماذا؟
-لن تخرجوا من الردهة بشرشف المستشفى.
شق أكبرهم طريقه من بين أخوته الثمانية..
قال للممرض بلهجة لينة:

/ 56