لا مراء فى ان شخصيه الامام علىبن ابى طالب(ع) شخصيه فذه، لا بل انها معجزه من معجزات الاسلام، لما تملكه من عمق وثراء، فى مختلف جوانب الحياه البشريه والابداع الحضارى والتاصيل العقائدى على مر العصور.واذا كان العلماء ورجال الفكر -على اختلاف مللهم ونحلهم- قد افردوا لشخصيه الامام على(ع)الخالده من الموسوعات والدراسات التى تناولت سيرته ودوره التاريخى فى رفعه الاسلام واعلاء شان الامه وكشف العديد من جوانب عظمته واماطه اللثام عن بعض مناحى عبقريته الملهمه وما تحويه من كنوز ما تفخر بها البشريه، فان اهتمام الدارسين له انصب على ابراز معالم عظمته، بوصفه خليفه متميزا واماما ثبتا وانسانا متكاملا، فتناولوا سيرته من هذه النقطه او تلك، وبحثوا فى مناقبه ومواصفاته الانسانيه المتميزه وما تمخض عنها من البلاء الفذ فى سبيل اعلاء كلمه الحق بفعل العنايه الالهيه التى رفدت به امه العرب والمسلمين كافه، للذود عن حياضها، وهو ابن عم الرسول الامين(ص)وباب مدينه علمه المتين.واذا كانت حقيقه شخصيه الامام على (ع) تكمن فى فهمه لحقيقه الاسلام ونظرته الثاقبه التى اخترقت اعماقه فتغلغل الايمان فى قلبه الطاهر وعجن بلحمه ودمه، فاضحى رجل الاسلام المخلد الذى لا تاخذه فى الحق لومه لائم او مكابر، وهو