النضال السياسي
ان آيه الله الخامنئي هو ‹‹ من تلامذه الامام الخميني (ره) في الفقه
و الاصول و السياسه و الثور›› كما يقول سماحته بنفسه. الا ان اولي الومضات
السياسيه- النضاليه لمناهضه الطاغوت قد لاحت في فكره بفضل المجاهد الكبير شهيد
الاسلام ‹‹ السيد مجتبي نواب صفوي››. و ذلك عندما زار الاخيرمدينه مشهد عام 1331
ه.ش (1952 م) و معه ثله من فدائيي الاسلام، حيث ألقي قي مدرسه سليمان خان خطاباً
حماسياً توعوياً حول موضوع احياء الاسلام و اقامه احكام الشريعه الالهيه، تحدث
خلاله عن نهج الكذب و الخداع الذي كان يتبعه الشاه – و بريطانيا-تجاه الشعب
الايراني. ان الكلمه المتوهجه التي القاها نواب ذلك اليوم، قد تركت تأثيراً بالغاً
في نفس آيه الله الخامنئي الذي كان و قتذاك في زمره شباب الطلبه بمدرسه سليمان خان.
يقول سماحته: ‹‹ عند ذاك، لاحت في وجودي شرارات الاندفاع للثوره الاسلاميه و ذلك
بواسطه نواب صفوي. ولاشك عندي في ان نواب رحمه الله هو الذي اوقد هذه الشعله
الوهاجه في نفوسنا››.
مع حركه الامام الخميني (قدس سره)
لقد دخل آيه الله الخامنئي خضم النضال السياسي منذ عام 1341 ه. ش
(1962 م) و هو يقيم في مدينه قم، اي مع بدايه حركه الامام الخميني الثوريه –
الاحتجاجيه ضد سياسات محمد رضا شاه بهلوي المناهضه للاسلام و المرحب بها من
الولايات المتحده. حيث ظل سماحته يناضل طوال سته عضر عاماً، رغم كل ما اعترض طريقه
من عقبات و صعوبات و رغم تعرضه لانواع التعذيب و النفي و السجن، و ذلك دون أن يخيفه
أي خطر في هذا المسار. لاول مره في شهر محرم عام 1383 ه.ق كلف من قبل الامام
الخميني (قدس سره) بمهمه إيصال ندائه –رحمه الله- الي آيه الله الميلاني و غيره من
علماء خراسان، و ذلك حول كيفيه البرامج الدعويه التي كان ينبغي أن يتبناه علماء
الدين خلال شهر محرم عملاً علي فضح سياسات الشاه الامريكيه و الاوضاع السائده في
ايران و الاحداث التي شهدتها مدينه قم. فقام سماحته بهذه المهمه. كما توجه –هو
الاخر- كداعيه، الي مدينه بيرجند (بولايه خراسان) ليقوم بأمر الدعوه و التوعيه
والعمل علي كشف حقيقه النظام البهلوي و الولايات المتحده. و لهذا السبب القي القبض
عليه يوم 9 محرم
((12 شهر خرداد عام
1342 – اول يونيو 1963م)
و قد تم الافراج عنه في اليوم التالي بعد أن بقي ليله واحده رهن
الاعتقال، و ذلك شريطه أن لا يعتلي منبراً للوعظ و الخطابه و أن يكون خاضعاً
للمراقبه. و كذلك بعد وقوع حادث الخامس عشر من خرداد الدامي (الرابع من حزيران) نقل
سماحته من بيرجند الي مشهد حيث سلم الي المعتقل العسكري الذي قضي فيه عشره ايام
تتحمل خلالها، كسجين، أقسي
الظروف وأشد انواع التعذيب.