برهان فى علوم القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

برهان فى علوم القرآن - نسخه متنی

محمد بن بهادر زركشي؛ محقق: محمد ابوالفضل ابراهيم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


--------------------1
كتاب البرهان في علوم القرآن
للأمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي
--------------------
13
فصل في علم التفسير
التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج
أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات
ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وقد أكثر الناس فيه من الموضوعات ما بين مختصر ومبسوط
وكلهم يقتصر على الفن الذى يغلب عله فالزجاج والواحدى في البسيط يغلب عليهما الغريب والثعلبى يغلب
عليه القصص والزمخشرى علم البيان والإمام فخر الدين علم الكلام وما في معناه من العلوم العقلية
--------------------
14
واعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل
كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر بعد تقرير قاعدة وهى أن كل من وضع من البشر كتابا
فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة أحدها كمال فضيلة المصنف
فإنه لقوته العلمية يجمع المعانى الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور
تلك المعانى الخفية ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له وثانيها قد
يكون حذف بعض مقدمات الأفيسة أو أغفل فيها شروطا اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج
الشارح لبيان المحذوف ومراتبه وثالثها احتمال اللفظ لمعان ثلاثة كما في المجاز والاشتراك ودلالة
الالتزام فيحتاج الشارح الى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو منه بشر من
السهو والغلط وتكرار الشىء وحذف المهم وغير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا علم هذا فنقول
إن القرآن إنما أنزل بلسان عربى مبين في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه أما دقائق
باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر من سؤالهم النبى صلى الله عليه وسلم في الأكثر كسؤالهم
لما نزل ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فقالوا أينا لم يظلم نفسه ففسره النبى صلى الله عليه وسلم بالشرك
واستدل
--------------------
15
عليه بقوله تعالى إن الشرك لظلم عظيم وكسؤال عائشة رضى الله عنها عن الحساب اليسير فقال ذلك العرض
ومن نوقش الحساب عذب وكقصة عدى ابن حاتم فى الخيط الذى وضعه تحت رأسه وغير ذلك مما سألوا عن آحاد منه
ولم ينقل إلينا عنهم تفسير القرآن وتأويله بجملته فنحن نحتاج إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على
ما لم يكونوا محتاجين إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد الناس
احتياجا إلى التفسير ومعلوم أن تفسيره يكون بعضه من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة وكشف معانيها وبعضه
من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض لبلاغته ولطف معانيه ولهذا لا يستغنى عن قانون عام يعول فى
تفسيره عليه ويرجع فى تفسيره إليه من معرفة مفردات ألفاظه ومركباتها وسياقه وظاهره وباطنه وغير ذلك
مما لا يدخل تحت الوهم ويدق عنه الفهم
بين أقداحهم حديث قصير
هو سحر وما سواه كلام
وفى هذا تتفاوت الأذهان وتتسابق فى النظر إليه مسابقة الرهان فمن سابق بفهمه وراشق كبد الرمية
بسهمه وآخر رمى فأشوى وخبط فى النظر خبط عشوا كما قيل وأين الدقيق من الركيك وأين الزلال من الزعاق

/ 561