بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال : ( لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية ويدخل ذكرها القرية ( يعني مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس منها شتى ومعا وتثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فتقبل عليه فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطلحون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى إن المؤمن يقول يا كافر اقض حقي ( وموضع الدليل من هذا الحديث أنه الفصيل قوله : ( وهي ترغو ( والرغاء إنما هو للإبل وذلك أن الفصيل لما قتلت الناقة هرب فانفتح له حجر فدخل في جوفه ثم انطبق عليه فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عز وجل وروي أنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم طولها ستون ذراعا ويقال إنها الجساسة وهو قول عبد الله بن عمر وروي عن بن عمر أنها على خلقة الآدميين وهي في السحاب وقوائمها في الأرض وروي أنها جمعت من خلق -------------------- 236 كل حيوان وذكر الماوردي والثعلبي رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعا الزمخشري : بذراع آدم عليه السلام ويخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت في وجه المسلم بعصا موسى نكتة بيضاء فيبيض وجهه وتنكت في وجه الكافر بخاتم سليمان عليه السلام فيسود وجهه قاله بن الزبير رضي الله عنهما وفي كتاب النقاش عن بن عباس رضي الله عنهما : إن الدابة الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة وحكى الماوردي عن محمد بن كعب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الدابة فقال : أما والله ما لها ذنب وإن لها للحية قال الماوردي : وفي هذا القول منه إشارة إلى أنها من الإنس وإن لم يصرح به قلت : ولهذا والله أعلم قال بعض المتأخرين من المفسرين : إن الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم لينقطعوا فيهلك من هلك عن بينة : ويحيا من حي عن بينة قال شيخنا الإمام أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي في كتاب المفهم له : وإنما كان عند هذا القائل الأقرب لقوله تعالى : تكلمهم وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ولا يكون من العشر الآيات المذكورة في الحديث لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر وترتفع خصوصية وجودها إذا وقع القول ثم فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي على أهل الأرض أن يسموه باسم الإنسان أو بالعالم أو بالإمام إلى أن يسمى بدابة وهذا خروج عن عادة الفصحاء وعن تعظيم العلماء وليس ذلك دأب العقلاء فالأولى ما قاله أهل التفسير والله أعلم بحقائق الأمور قلت قد رفع الإشكال في هذه الدابة ما ذكرناه من حديث حذيفة فليعتمد عليه واختلف من أي موضع تخرج فقال عبد الله بن عمر : تخرج من جبل الصفا بمكة يتصدع فتخرج منه قال عبد الله بن عمرو نحوه وقال : لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها -------------------- 237 لفعلت وروي في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى وأنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء كافر ( وذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش ذكره المهدوي وعن بن عباس أنها تخرج من شعب فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض لم تخرجا وتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام وعن حذيفة : تخرج ثلاث خرجات خرجة في بعض البوادي ثم تكمن وخرجة في القرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء وخرجة من أعظم المساجد وأكرمها وأشرفها وأفضلها الزمخشري :