بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بحال منالأحوال عن افتقار علم الفقه له،كما نجد ان من جملة الرسائل التي دونت فيهذا المجال كتاب الألفاظ لأبي محمد هشام بن الحكم-الّذي يعدّ بحق منأعاظم متكلمي الإماميّة،و على حد تعبير النديم في فهرسته أنه:فتق الكلام فيالإمامة،و هذب المذهب بالنظر (3) -.يقول العلامة السيد محسن الأمين خلال ترجمته له في أعيان الشيعة:«..و صنّف هشام كتاب الألفاظ،و من ذلك يظهر أن قول الجلال السيوطي:أولمن صنّف في أصول الفقه الشافعي بالإجماع:غير صحيح،لأن هشام بن الحكمكان قبل الشافعي بكثير (4) ». 1)أعيان الشيعة:1-90. 2)بحار الأنوار:93-93-97. 3)الفهرست للنديم:224. 4)أعيان الشيعة:10-265. |14| إلاّ أن السيد في مدخل كتابه-أعيان الشيعة-تحت عنوان:(علماءالشيعة و مؤلفوهم في أصول الفقه من أئمة أهل البيت)بعد ان أظهر التردد فيهذه المقالة كتب قائلا:«..فقد قال بعض المعاصرين (1) :أن أوّل من أفرد بعضمباحثه بالتصنيف هشام بن الحكم تلميذ أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام ،صنف كتاب الألفاظ و مباحثها و هي أهم مباحث هذا العلم.أقول:ذكروا في مؤلفات هشام كتاب الألفاظ،و موضوعه غير معلوم،و كونه في مباحث الألفاظ التي هي قسم من علم أصول الفقه غير ظاهر،و لادلالة عليه في كلامهم (2) ..».و الّذي يظهر من كلامه في ترجمته لهشام أنه قد عدل بعد ذلك عن هذاالتشكيك و رجع عنه،و ذلك مقتضى الحق و التحقيق،إذ بعد ملاحظة كون هشامرضوان اللّه عليه من متكلمي الإماميّة،أولا،و للكثرة الكاثرة من الرواياتالواردة عن بيت العصمة و الطهارة من زمن أمير المؤمنين عليه السلام إلى أيام أبيعبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام في مباحث الألفاظ و كيفيتها سواءأ كانت صريحة في ذلك أو يستنبط منها ذلك مفهوما أو مصداقا من مباحث.الوضعإلى المطلق و المقيّد و العام و الخاصّ ثانيا،مع الأخذ بنظر الاعتبار ما لمدرسة هشاممن دور في تربية جمع كبير من النشيء المتكلم،و ما لعلم الكلام من توقف علىكثير من القواعد الأصوليّة و عدم إمكان الإحاطة به إلاّ بعد استيعاب تلكالمباحث ثالثا،فلو لم يقدّر لكتاب الألفاظ أن يحمل على مثل ما ذكرناه فبأيّشيء يمكن تحديد موضوعه؟هذا،و من البديهي جدا أن الكتاب المذكور يمتاز-بلا ريب-جملة 1)و هو العلامة التقي السيد حسن الصدر في كتابه تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام:310. 2)أعيان الشيعة 1-137. |15| و تفصيلا عمّا نعرفه اليوم بعنوان مباحث الألفاظ في علم أصول الفقه،و منالمقطوع به ان مثل هذا العنوان ممن له عشرات المؤلفات الاستدلاليّة-على مانقله النديم في فهرسته،نظير:كتاب الإمامة،كتاب الرد على الزنادقة،كتاب الردّ على أصحاب الاثنين،كتاب التوحيد،كتاب الرد على هشامالجواليقي،كتاب الرد على أصحاب الطبائع،كتاب الرد على من قال بإمامة المفضول،كتاب اختلاف الناس في الإمامة،كتاب الوصيّة و الردّ على من أنكرها (1) ..»و غيرها مما يفتقره في استدلالاته و ترصين براهينه-خصوصا من مثله-إلى أنيستعين بالقواعد اللفظيّة و يتكئ على المباحث الأصوليّة.إذ لا يمكنه الاستغناءعنها بحال،و لا يقبل الانطباق إلا على كيفية دلالة الألفاظ.و السيد العاملي بعد أن تأمل في كون كتاب الألفاظ لهشام بن الحكميعدّ باكورة ما صنف في أصول الفقه قال:«و الصواب ان أوّل من أفرد بعضمباحثه بالتصنيف يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين،له كتاب اختلافالحديث،و هو بعينه مبحث التعادل و الترجيح في الاخبار المتعارضة من مباحثأصول الفقه(أوائل المائة الثالثة) (2) ..».و حريّ بنا ان ندرج(كتاب الاخبار و كيف تصح)-الّذي هو من جملةما عدّه النديم لهشام بن الحكم من التصانيف-أولا،و نعده مبدأ إذ لا ريبانّه إطار اخر لما درج بحثه اليوم في الأصول تحت عنوان مبحث حجية الاخبارالّذي هو أرضية لمبحث التعادل و الترجيح لا ما ذكره السيّد الأمين.و مع غض النّظر عمّا سلف-من الضرورة الملحة التي توجبها المباحثالكلاميّة إلى القواعد الأصوليّة-فإنا نجد أئمة الهدى صلوات اللّه عليهم 1)الفهرست:224. 2)أعيان الشيعة:1-137. |16| أجمعين)متى ما تأتى لهم و حصل أدنى إمكان لبيان الأحكام الإلهيّة و المعالمالدينيّة عدى إجابتهم للأسئلة اليوميّة و ما يرجع إليهم من استفتاءات فقهيةيقيموا جلسات تدريسيّة لتعليم بعض الأصول الكليّة يخصّوها لزبدة منتلامذتهم و خيرة أصحابهم.و يعدّ أواخر القرن الأوّل و أوائل القرن