بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الثاني-إبّان إمامة الإمام محمدبن علي الباقر عليهما السلام و خلال إمامة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام-هو أوج الحركة العلميّة و النهضة الدينيّة التي جاءتنا نتيجة الحريّة النسبيّةالتي ولدت من ضعف الدولة الأمويّة ثم اضمحلالها،و حلول الدولة العباسيّةو عدم تمركزها،مما سبّب فرجة للظامئين المحرومين ان يرتووا من بحار المعارفالإلهيّة،و منبع الوحي،و مدرسة أهل البيت عليهم السلام،و ان يغترفوا منمنهلهم الروّى.و خلال هذه الفترة الذهبيّة التي سخت لأئمة الهدى عليهم السلام انيغرسوا قواعد و أسس الاستنباط لأصحابهم كي يستعينوا بها في استنباطالأحكام الفرعية الإلهيّة من أدلّتها التفصيليّة.حتى انا نجد التصريح بهذا منهمعليهم السلام فيما رواه ابن إدريس عن جامع البزنطي عن هشام بن سالم عنأبي عبد اللّه عليه السلام قال:انما علينا ان نلقي إليكم الأصول و عليكم انتفرعوا1.و عنه عن أبي الحسن الرضا عليه آلاف التحية و الثناء،قال:علينا إلقاءالأصول إليكم و عليكم التفريع2.1السرائر 478-الحجريّة-مستطرفات السرائر-تحقيق مدرسة الإمام المهدي عليه السلام :57-58،و جاء في وسائل الشيعة:18-40-41 حديث 51،52،بحار الأنوار 2-245 حديث 54،53(و فيه:التفرع بدل:التفريع)،غوالي اللئالي:1-425 عنطريق زرارة و أبي بصير عن الباقر و الصادق عليهما السلام مثله.2السرائر 478-الحجريّة-مستطرفات السرائر-تحقيق مدرسة الإمام المهدي عليه السلام :57-58،و جاء في وسائل الشيعة:18-40-41 حديث 51،52،بحار الأنوار 2-245 حديث 54،53(و فيه:التفرع بدل:التفريع)،غوالي اللئالي:1-425 عنطريق زرارة و أبي بصير عن الباقر و الصادق عليهما السلام مثله. |17| و الّذي بقي لنا من هذه الفترة مجموعة ثمينة من الروايات التي كانتأساسا لنا في بناء كثير من القواعد الأصوليّة،و دلتنا على بعض المباني الكليّةمطابقة أو التزاما انتهت أسانيدها غالبا إلى رئيس المذهب الإمام جعفر بنمحمد الصادق عليهما السلام مما ورد في الأصول الحديثيّة التي جمعت من قبلتلامذته و أصحابه صلوات اللّه عليه.منها ما مرّ من كتاب الألفاظ،و كتابالاخبار و كيف تصح لهشام بن الحكم و كتاب اختلاف الحديث ليونس بن عبدالرحمن،و كتاب الأوامر و الزواجر لأبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن خالد البرقي1..و غيرها.و من هنا يعلم ان تاريخ علم الأصول يعود عندنا إلى الصدر الأوّل مع ماهناك من روايات عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نظير حديث الرفع (1) الّذي هو عمدة أدلة البراءة،و اخبار التثليث (2) و غيرهما (3) ،و كذا ما ورد عنأبي الحسن أمير المؤمنين عليه السلام في الاستصحاب (4) و لزوم التوقف عندالشبهات (5) ،و ما جاء في احتجاج الصديقة الطاهرة سلام اللّه عليها على أبيبكر و استدلالها بكتاب اللّه و سنة أبيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ماسنّته معيارا في صحة الحديث عند ردّها لحديث«نحن معاشر الأنبياء...»1نسب النديم هذا الكتاب في فهرسته إلى والده محمد بن خالد.و هذا من زلاته،انظر الفنالخامس من المقالة السادسة:277. 1)الكافي:2-463 كتاب الإيمان و الكفر،باب ما رفع عن الأمّة الحديث 2،الفقيه 1-36الباب 114 الحديث 4،الخصال:417-،التوحيد:353. 2)الوسائل 18-114،الباب 12 من أبواب صفات القاضي،حديث 9. 3)نفس المصدر 18-116 الحديث 15. 4)الخصال:619. 5)الوسائل 18-117 الباب 12 من أبواب صفات القاضي الحديث 5. |18| و إعطائها الضابطة لكيفيّة عرض الحديث على كتاب اللّه (1) ،و أمثال ذلك ممايثبت ان تدوين المبادئ الأوليّة لعلم أصول الفقه و جذور التصنيف فيه كانمقارنا و متاخما لتدوين أحاديث الأحكام و السّنن و الآثار عند أصحاب الحديث.و عليه فما ادعي من تأخر تدوين علم الأصول إلى أواخر القرن الثانيالهجري و ان أوّل من بادر إلى التصنيف فيه محمد بن إدريس الشافعي-المتوفىسنة 204 ه كلام لا أساس له،إذ ليس الشافعي أول من صنف من المسلمينفيه،بل و لا يعدّ كذلك عند العامة،فنحن نرى ان النديم في فهرسته قد عدّجملة من مؤلفات أبي عبد اللّه محمد بن حسن بن فرقد الشيباني الحنفي في مواضيعمختلفة في أصول الفقه،منها:كتاب الاستحسان،و منها:كتاب اجتهاد الرّأي (2) .و لا ريب بأن الشيباني يعد متقدما من الجهة العلميّة و كذا من الواجهةالتاريخيّة على محمد بن إدريس الشافعي كما ما صرح به النديم و غيره،إذ كانالشافعي ملازما له طوال سنة و استنسخ خلالها كل ما استحسنه و