بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فيهالاطمأن بل قطع بتقدم أصحابنا في هذا المقام،إذ أخذت جملة هذه الروايات بلجلها عن الباقرين عليهم السلام،مع ان شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادقعليهما السلام-على المشهور-كانت في 25 شوال 148 الهجرية،أي قبل ولادةالشافعي بسنتين-على ما ذكره ابن خلكان (2) و آخرين.و على كل،فإن من المهم أن ما وصلنا من روايات عن طريق أهل بيتالعصمة و الطهارة خاصة عن هذين الإمامين الصادقين عليهما السلام في المباحثالأصوليّة لا ينحصر بالأبواب السالفة و لا بما جاء فيها من روايات،إذا الاخبارالدالة على حجية الاستصحاب مثلا لم ترد في جامع أحاديث الشيعة،مع ما نراهمن ان شيخنا الحر العاملي في كتابه الجليل الفصول المهمة في معرفة الأئمة ذكرأبواب الكليات المتعلقة بأصول الفقه و ما يناسبها (3) في ستة و ثمانين باب ممايصعب علينا ذكر فهرست لها فضلا عن تفصيلها في هذه العجالة.كما و ان المرحوم السيد عبد اللّه شبر ذكر في كتابه الرائع:الأصول 1)جامع أحاديث الشيعة:1-104-341. 2)وفيات الأعيان:4-165. 3)الفصول المهمة:58. |22| الأصليّة و القواعد الشرعية عدة أبواب:منها(اثنان و عشرون بابا)في أبوابالمبادئ اللغوية،و(ثمانية أبواب)في مبادئ الأحكام،و(ستة أبواب)فيالعموم و الخصوص،و(أربع أبواب)في أبواب الأدلة الشرعية،في قسمالأبواب المرتبطة بكتاب اللّه المجيد،و(54 بابا)في الأبواب المرتبطة بالسنة،و أدرج في كل باب ما يرتبط به من روايات و اخبار،و الملفت للنظر انه في البابالأوّل من أبواب الأدلّة الشرعيّة(باب الكتاب المجيد و حجية محكماته نصهاو ظاهرها و وجوب العمل بما يفهم منها و الأخذ بها) (1) ،قد أدرج(109 رواية)،و في باب علل اختلاف الاخبار و كيفية الجمع بين الاخبار المختلفة و وجوهالاستنباط و بيان أنواع ما يجوز الاستدلال به (2) الّذي هي من جملة أبوابالسنّة ذكر(39 رواية)..و غير ذلك.ان هذه الروايات-مع كل ما فيها من سعة و عظمة،عددا و دلالة-و بهذاالشكل التفصيليّ في مواضيع مختلفة و متنوّعة حتى مبادئ علم الأصول،لتعد بحقشواهد صدق على مقدار التطور و التفتح العظيم الّذي وصل له هذا العلم و ما عليههذه الفن من السعة و الإحاطة و العمق خصوصا في زمن الصادقين عليهما السلامفنحن نرى في هذه البرهة مصنفات و رسائل قد كتبت في موضوعاتمتفرقة من هذا العلم من أصحابهم سلام اللّه عليهم،أشرنا إلى بعضها آنفا.و مع كل هذه الاخبار و الروايات،و تلك التصانيف و الأسفار،و مع كل ماأعدمته الأيدي الأثيمة و مزقته أعداء الطائفة،أو توالي العصور و الأعوام مما لميبق لنا منه إلاّ اسما،أولا نعرف منه أثرا أو خبرا،و مع هذا لا يعدّون مبدأ أصولالفقه و منشأه هم الشيعة الإماميّة تصنيفا أو تكلماو هم-مع ما لهم من تعنت 1)الأصول الأصلية:88. 2)الأصول الأصلية:170. |23| و تعصب-يعتقدون بهذه التصانيف و الروايات،و كانوا يتناقلونها يدا بيد،و صدرالصدر،فضلا عن أصحابنا،و حسبنا منها ما ذكرناه قريبا،و الّذي يعد-بلاريب-النزر اليسير مما كتب أو صدر عنهم عليهم السلام،إذ انّ أغلب الأصولالأربعمائة المدونة آنذاك قد فقدت،و ما هو بأيدينا اليوم من الكتب الأربعة قدذكر بعض ما في الأصول الأربعمائة،و لا يعد-بلا شك-عدم شمول هذهالمصنفات و الرسائل لجميع مواضيع علم الأصول منقصة لها،إذ نجد ما كتب فيأصول الفقه من الكتب الأوليّة لفقهائهم كرسالة الشافعي-التي هي العمدةعندهم-تفتقر إلى الإحاطة بمعظم أبواب الأصول فضلا عن كلها،إذ نلمسفيها القصور عنوانا و التقصير تبويبا و معنونانعم،هناك جملة من المباحث التي ذكروها و استدلوا عليها بوجوه ظنيّةبل وهميّة كالقياس و الاستحسان و سدّ الذرائع و نظائرها لم تقبلها الخاصّةو أعرضت عنها و لم تتعرض لها.بل نجد عشرات الكتب و الرسائل التي ألّفهاأصحابنا من زمن الصادقين عليهم السلام إلى يومنا هذا في نفي حجيتها و عدماعتبارها،كما أنّ عدم عنونة بعض المسائل من قبل أصحابنا و عدم ذكر الوجوهالعقلية لها في ذلك الزمان لم يكن إلاّ لعدم حاجتهم لها،لإمكان وصولهم إلىالواقع الّذي هو بين أظهرهم،و انفتاح باب العلم عليهم،و إمكان الوصولإليهم صلوات اللّه عليهم مما يغنيهم عن كل دليل و برهان،على عكس العامةو أعلامها إذ وجدوا الفراغ في الأصول و الفروع منذ وفاة الرسول الأكرم صلّىاللّه عليه و آله و سلّم مما اضطرهم إلى التمسك بكل غث و سمين مما عبّروا عنهاستدلالا و هو بالوهم أشبه ليوصلهم إلى الأحكام الإلهيّة،فضاع عليهم الطريقو ضلوا و أضلّوا،و حرموا في هذا