امالى نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امالى - نسخه متنی

علي بن حسين علم الهدي؛ تحقیق: السيد محمد بدر الدين النعساني الحلبي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يحول بين المرء وبين الانتفاع بقلبه بالموت وهذا حث من الله عزوجل على الطاعات والمبادرة بها قبل
الفوت وانقطاع التكليف وتعذر ما يستوفى به المكلف نفسه من التوبة والاقلاع فكأنه تعالى قال بادروا
الى الاستجابة لله وللرسول من قبل أن يأتيكم الموت فيحول بينكم وبين الانتفاع بنفوسكم وقلوبكم
ويتعذر عليكم ما تسوفون به نفوسكم من التوبة فاستأذن له فأدخله فلما صار بين يديه ورأى جماله وبهاءه
وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتا فأمهله عبد الله حتي ظن انه قد أراح ثم قال له السلام عليك رحمك الله
أولا فقال عليك السلام وحيا الله وجهك أيها الأمير انى قد كنت مدحتك بشعر فلما دخلت عليك ورأيت
جمالك وبهاءك أذهلني عنه فأنسيت ما كنت قلته وقد قلت في مقامي هذا بيتين فقال ما هما فقال في كفه
خيزران ريحها عبق من كف أروع في عرنينه شمم يغضي حياء ويغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم بتقديم
الأول على الثاني في هذه الرواية فأجازه فقال اخدمني أصلحك الله فانه لا خادم لي فقال اختر أحد هذين
الغلامين فأخذ أحدهما فقال له عبد الله أعلينا ترذل خذ الأكبر والناس يروون هذين البيتين للفرزدق
في أبياته التى يمدح بها على بن الحسين رضى الله عنهما وهو غلط ممن رواه فيها وليس هذان البيتان مما
يمدح به مثله وله منالفضل المتعالم ما ليس لأحد
|165|
بقلوبكم ويقوى ذلك قوله تعالى ( وأنه إليه تحشرون ) . وثانيها أن يحول بين المرء وقلبه بازالة عقله
وإبطال تمييزه وان كان حيا وقد يقال لمن فقد عقله وسلب تمييزه انه بغير عقل قال الله تعالى ( إن في
ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) . قال الشاعر ولي ألف وجه قد عرفت مكانه ولكن بلا قلب الى أين اذهب وهذا
الوجه يقرب من الأول لانه تعالى أخرج هذا الكلام مخرج الانذار لهم والحث على الطاعات قبل فوتها لانه
لا فرق بين تعذر التوبة بانقطاع التكليف بالموت وبين تعذرها بازالة العقل . وثالثها أن يكون المعنى
المبالغة في الإخبار عن قربه من عباده وعلمه بما يبطنون ويخفون وان الضمائر المكتومة له ظاهرة
والخفايا المستورة لعلمه بادية ويجري ذلك مجرى قوله تعالى ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) ونحن
نعلم انه تعالى لم يرد قرب المسافة بل المعنى الذي ذكرناه وإذا كان عزوجل هو أعلم بما في قلوبنا منا
وكان ما نعلمه أيضا يجوز أن ننساه ونسهو عنه ونضل عن علمه وكل ذلك لا يجوز عليه جاز أن يقول انه يحول
بيننا وبين قلوبنا لانه معلوم في الشاهد ان كل شئ يحول بين شيئين فهو أقرب اليهما . ولما أراد الله
تعالى المبالغة في وصف القرب خاطبنا بما نعرف ونألف وان كان القرب الذي عناه جلت عظمته لم يرد به
المسافة والعرب تضع كثيرا لفظة القرب على غير معنى المسافة فيقولون فلان أقرب الى قلبى من فلان وزيد
منى قريب وعمرو منى بعيد ولا يريدون قرب المسافة . ورابعها ما أجاب به بعضهم من ان المؤمنين كانوا
يفكرون في كثرة عدوهم وقلة عددهم فيدخل قلوبهم الخوف فأعلمهم تعالى انه يحول بين المرء وقلبه بانه
يبدله بالخوف امنا ويبدل عدوهم بظنهم انهم قادرون عليهم وغالبون لهم الجبن والخور . ويمكن في الآية
وجه خامس وهوأن يكون المراد انه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالأمر
والنهي والوعد والوعيد لانا نعلم انه تعالى لو لم يكلف العاقل مع ما فيه من الشهوات والنفار لم يكن
له عن القبيح مانع ولا عن مواقعته رادع فكان التكليف حائلا بينه وبينه من حيث زجر عن فعله وصرف عن
مواقعته وليس يجب في الحائل أن يكون في كل موضع مما يمتنع معه الفعل لانا نعلم ان المشير منا على
غيره في أمر كان قد هم
|166|
وعزم على فعله أن يجتنبه والمنبه له على ان الحظ في الانصراف عنه يصح أن يقال منعه منه وحال بينه
وبين فعله . قال عبيدالله بن قيس الرقيات حال دون الهوى ودو ن سرى الليل مصعب وسياط على أكف رجال تقلب
ونحن نعلم انه لم يحل إلا بالتخويف والترهيب دون غيرهما . فان قيل كيف يطابق هذا الوجه صدر الآية .
قلنا وجه المطابقة ظاهر لانه تعالى أمرهم بالاستجابة لله تعالى ولرسوله فيما يدعون إليه من فعل
الطاعات والامتناع من المقبحات فاعلمهم انه بهذا الدعاء والانذار وما يجري مجراهما يحول بين المرء
وبين ما تدعوه إليه نفسه من المعاصي ثم ان المآب بعد هذا كله والمنقلب الى ما عنده فيجازي كلا
باستحقاقه . فأما قوله تعالى ( إذا دعاكم لما يحييكم ) ففيه وجوه . أولها أن يريد بذلك الحياة في
النعيم والثواب لان تلك هي الحياة الدائمة الطيبة التي يؤمن من تغيرها ولا يخاف انتقالها فكأنه

/ 303