بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
قال فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتضر بها فقال ( رُب خُطْبةٍ مُسْحَنْفِرَهْ وطَعْنةٍ مُثْعَنْجِرَهْ ) ( وجَفْنةٍ متحيِّرة حَلِّت بأرض أَنقِره ) ورأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك فدفنت في سفح جبل يقال له عسيب فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال -------------------- 119 ( أجارتَنا إنّ المَزارَ قريبُ وإنِّي مقيمٌ ما أقام عَسِيبٌ ) ( أجارتَنا إنّا غريبانِ هاهنا وكلُّ غريبٍ للغريب نسيبُ ) ثم مات فدفن إلى جنب المرأة فقبره هناك أخبرني محمد بن القاسم عن مجالد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير قال قدم علينا عمر بن هبيرة الكوفة فأرسل إلى عشرة أنا أحدهم من وجوه الكوفة فسمروا عنده ثم قال ليحدثني كل رجل منكم أحدوثة وابدأ أنت يا أبا عمر فقلت أصلح الله الأمير أحديث الحق أم حديث الباطل قال بل حديث الحق قلت إن امرأ القيس آلى بألية ألا يتزوج امرأة حتى يسألها عن ثمانية وأربعة وثنتين فجعل يخطب النساء فإذا سألهن -------------------- 120 عن هذا قلن أربعة عشر فبينما هو يسير في جوف الليل إذا هو برجل يحمل ابنة له صغيرة كأنها البدر ليلة تمامه فأعجبته فقال لها يا جارية ما ثمانية وأربعة واثنتان فقالت أما ثمانية فأطباء الكلبة وأما أربعة فأخلاف الناقة وأما اثنتان فثديا المرأة فخطبها إلى أبيها فزوجه إياها وشرطت هي عليه أن تسأله ليلة بنائها عن ثلاث خصال فجعل لها ذلك وأن يسوق إليها مائة من الإبل وعشرة أعبد وعشر وصائف وثلاثة أفراس ففعل ذلك ثم إنه بعث عبدا له إلى المرأة وأهدى إليها نحيا من سمن ونحيا من عسل وحلة من عصب فنزل العبد ببعض المياه فنشر الحلة ولبسها فتعلقت بعشرة فانشقت وفتح النحيين فطعم أهل الماء منهما فنقصا ثم قدم على حي المرأة وهم خلوف فسألها عن أبيها وأمها وأخيها ودفع إليها هديتها فقالت له أعلم مولاك أن أبي ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا وأن أمي ذهبت تشق النفس نفسين وأن أخي يراعي الشمس وأن سماءكم انشقت وأن وعاءيكم نضبا فقدم الغلام على مولاه فأخبره فقال أما قولها إن أبي ذهب يقرب بعيدا ويبعد قريبا فإن أباها ذهب يحالف قوما على قومه وأما قولها ذهبت أمي تشق النفس نفسين فإن أمها ذهبت تقبل امرأة نفساء وأما قولها إن أخي يراعي الشمس فإن أخاها في سرح له يرعاه فهو ينتظر وجوب الشمس ليروح به وأما قولها إن سماءكم انشقت فإن البرد الذي بعثت به انشق وأما قولها إن وعاءيكم نضبا فإن النحيين اللذين بعثت بهما نقصا -------------------- 121 فاصدقني فقال يا مولاي إني نزلت بماء من مياه العرب فسألوني عن نسبي فأخبرتهم أني ابن عمك ونشرت الحلة فانشقت وفتحت النحيين فأطعمت منهما أهل الماء فقال أولى لك ثم ساق مائة من الإبل وخرج نحوها ومعه الغلام فنزلا منزلا فخرج الغلام يسقي الإبل فعجز فأعانه امرؤ القيس فرمى به الغلام في البئر وخرج حتى أتى المرأة بالإبل وأخبرهم أنه زوجها فقيل لها قد جاء زوجك فقالت والله ما أدري أزوجي هو أم لا ولكن انحروا له جزورا وأطعموه من كرشها وذنبها ففعلوا فقالت اسقوه لبنا حازرا وهو الحامض فسقوه فشرب فقالت افرشوا له عند الفرث والدم ففرشوا له فنام فلما أصبحت أرسلت إليه إني أريد أن أسألك فقال سلي عما شئت فقالت مم تختلج شفتاك قال لتقبيلي إياك قالت فمم يختلج كشحاك قال لالتزامي إياك قالت فمم يختلج فخذاك قال لتوركي إياك قالت عليكم العبد فشدوا أيديكم به ففعلوا قال ومر قوم فاستخرجوا امرأ القيس من البئر فرجع إلى حيه فاستاق مائة من الإبل وأقبل إلى امرأته فقيل لها قد جاء زوجك فقالت والله ما أدري أهو زوجي أم لا ولكن انحروا له جزورا فأطعموه من كرشها وذنبها ففعلوا فلما أتوه بذلك قال وأين الكبد والسنام والملحاء فأبى أن يأكل فقالت اسقوه لبنا حازرا فأبى أن يشربه وقال فأين