بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بسم الله الرحمن الرحيم أخبار أبي الطمحان القينيّ أبو الطمحان اسمه حنظلة بن الشرقي أحد بني القين بن جسر بن شيع الله من قضاعة وقد تقدم هذا النسب في عدة مواضع من الكتاب في أنساب شعرائهم وكان أبو الطمحان شاعرا فارسا خاربا صعلوكا وهو من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام فكان خبيث الدين فيهما كما يذكر وكان تربا للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية ونديما له أخبرنا بذلك أبو الحسن الأسدي عن الرياشي عن أبي عبيدة قيسبة السكوني يقع في أسر بني عقيل ومما يدل على أنه قد أدرك الجاهلية ما ذكره ابن الكلبي عن أبيه قال خرج قيسبة بن كلثوم السكوني وكان ملكا يريد الحج وكانت العرب تحج في الجاهلية فلا يعرض بعضها لبعض فمر ببني عامر بن عقيل فوثبوا -------------------- 6 عليه فأسروه وأخذوا ماله وما كان معه وألقوه في القد فمكث فيه ثلاث سنين وشاع باليمن أن الجن استطارته فبينا هو في يوم شديد البرد في بيت عجوز منهم إذ قال لها أتأذنين لي أن آتي الأكمة فأتشرق عليها فقد أضر بي القر فقالت له نعم وكانت عليه جبة من حبرة لم يترك عليه غيرها فتمشى في أغلاله وقيوده حتى صعد الأكمة ثم أقبل يضرب ببصره نحو اليمن وتغشاه عبرة فبكى ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهم ساكن السماء فرج لي مما أصبحت فيه فبينا هو كذلك إذ عرض له راكب يسير فأشار إليه أن أقبل فأقبل الراكب فلما وقف عليه قال له ما حاجتك يا هذا قال أين تريد قال أريد اليمن قال ومن أنت قال أنا أبو الطمحان القيني فاستعبر باكيا فقال له أبو الطمحان من أنت فإني أرى عليك سيما الخير ولباس الملوك وأنت بدار ليس فيها ملك قال أنا قيسبة بن كلثوم السكوني خرجت عام كذا وكذا أريد الحج فوثب علي هذا الحي فصنعوا بي ما ترى وكشف عن أغلاله وقيوده فاستعبر أبو الطمحان فقال له قيسبة -------------------- 7 هل لك في مائة ناقة حمراء قال ما أحوجني إلى ذلك قال فأنخ فأناخ ثم قال له أمعك سكين قال نعم قال ارفع لي عن رحلك فرفع له عن رحله حتى بدت خشبة مؤخره فكتب عليها قيسبة بالمسند وليس يكتب به غير أهل اليمن خفيف ( بَلِّغا كِنْدَةَ الملوكَ جميعاً حيثُ سارت بالأكرمِين الجِمالُ ) ( أنْ رِدُوا العَيْنَ بالخمِيسِ عِجالاً واصدُروا عنه والرَّوايا ثِقال ) ( هَزِئَتْ جارتِي وقالت عجيباً إذ رأَتْني في جِيدِيَ الأغلال ) ( إن تَرَيْنِي عارِي العِظامِ أسيراً قد بَراني تَضَعْضُعٌ واخْتلال ) ( فلقد أقْدُم الكَتِيبةَ بالسيفِ عليَّ السلاحُ والسِرْبال ) خفيف وكتب تحت الشعر إلى أخيه أن يدفع إلى أبي الطمحان مائة ناقة ثم قال له أقرئ هذا قومي فإنهم سيعطونك مائة ناقة حمراء فخرج تسير به -------------------- 8 ناقته حتى أتى حضرموت فتشاغل بما ورد له ونسي أمر قيسبة حتى فرغ من حوائجه ثم سمع نسوة من عجائز اليمن يتذاكرن قيسبة ويبكين فذكر أمره فأتى أخاه الجون بن كلثوم وهو أخوه لأبيه وأمه فقال له يا هذا إني أدلك على قيسبة وقد جعل لي مائة من الإبل قال له فهي لك فكشف عن الرحل فلما قرأه الجون أمر له بمائة ناقة ثم أتى قيس بن معد يكرب الكندي أبا الأشعث بن قيس فقال له يا هذا إن أخي في بني عقيل أسير فسر معي بقومك فقال له أتسير تحت لوائي حتى أطلب ثأرك وأنجدك وإلا فامض راشدا فقال له الجون مس السماء أيسر من ذلك وأهون علي مما خيرته وضجت السكون ثم فاءوا ورجعوا وقالوا له وما عليك من هذا هو ابن عمك ويطلب لك بثأرك فأنعم له بذلك وسار قيس وسار الجون معه تحت لوائه وكندة والسكون معه فهو أول يوم اجتمعت فيه السكون وكندة لقيس وبه أدرك الشرف فسار حتى أوقع بعامر بن عقيل فقتل منهم مقتلة عظيمة واستنقذ قيسبة وقال في ذلك سلامة بن صبيح الكندي السريع