حديث إبليس لعنه الله .
معنى قوله تعالى : " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " .
فوقك و اعلم أن رأس كل خطيئة و ذنب هو حب الدنيا فلا تحبها فإني لا أحبها .يا عيسى أطب لي قلبك و أكثر ذكري في الخلوات و اعلم أن سروري أن تبصبص إلي ، كن في ذلك حيا و لا تكن ميتا .يا عيسى لا تشرك بي شيئا و كن مني على حذر و لا تغتر بالصحة و تغبط نفسك فإن الدنيا كفيئ زائل و ما أقبل منها كما أدبر ، فنافس في الصالحات جهدك و كن مع الحق حيثما كان و إن قطعت و أحرقت بالنار ، فلا تكفر بي بعد المعرفة فلا تكونن من الجاهلين ، فإن الشيء يكون مع الشيء .يا عيسى صب لي الدموع من عينيك و اخشع لي بقلبك .يا عيسى استغث بي في حالات الشدة فإني اغيث المكروبين و أجيب المضطرين و أنا أرحم الراحمين .104 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض : " ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار ( 2 ) " قال : و ذلك قول الله عز و جل : " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( 3 ) " يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا .} حديث إبليس { 105 - أبو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب قال : قال لي أبو عبد الله ( ع ) : من أشد الناس عليكم ؟ قال : قلت : جعلت فداك كل ، قال : أ تدري مم ذاك يا يعقوب ؟ قال : قلت : لا أدري جعلت فداك : قال إن إبليس دعاهم فأجابوه و أمرهم فأطاعوه و دعاكم فلم تجيبوه و أمركم فلم تطيعوه فاغري بكم الناس .( 1 ) في بعض النسخ ( بالنصيحة ) .2 - ص : 61 و 62 .( 3 ) ص : 63 .( 4 ) اغريت الكلب بالصيد و غرى به اي أولع به .