في معنى قوله تعالى : " الذين ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " .
حديث الزوراء وما يقتل فيها .
الناس معادن كمعادن الذهب والفضة .
197 - سهل ، عن بكر بن صالح رفعه ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة فمن كان كله في الجاهلية أصل فله في الاسلام ( 1 ) أصل .98 - سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب قال تمثل أبو عبد الله ( ع ) ببيت شعر لا بن أبي عقب .و ينحر بالزوراء منهم لدى الضحى ثمانون ألفا مثل ما تنحر البدن و روي : البزل .ثم قال لي : تعرف الزوراء ؟ قال : قلت : جعلت فداك يقولون : إنها بغداد قال : لا ، ثم قال ( ع ) : دخلت الري ؟ قلت : نعم ، قال : أتيت سوق الدواب ؟ قلت : نعم ، قال : رأيت الجبل الاسود عن يمين الطريق ؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفا منهم ثمانون رجلا ( 2 ) من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة ، قلت : و من يقتلهم جعلت فداك ؟ قال : يقتلهم أو العجم ( 3 ) .1 - روى العامة هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه و اله هكذا ( الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا تفقهوا ) و يحتمل وجهين أحدهما ان يكون المراد ان الناس مختلفون بحسب استعداداتهم و قابلياتهم و أخلاقهم و قولهم كاختلاف المعادن فان بعضها ذهب و بعضها فضة فمن كان في الجاهلية خيرا حسن الخلق عاقلا فهما ففي الاسلام ايضا يسرع إلى قبول الحق و يتصف بمعالى الاخلاق و يجتنب مساوي الاعمال بعد العلم بها و الثاني ان يكون المراد أن الناس مختلفون في شرافة النسب و الحسب كاختلاف المعادن فمن كان في الجاهلية من أهل بيت شرف و رفعة فهو في الاسلام ايضا يصير من أهل الشرف بمتابعة الدين و انقياد الحق و الاتصاف بمكارم الاخلاق ، فشبههم عليه السلام عند كونهم في الجاهلية بما يكون في المعدن قبل استخراجه و عند دخولهم في الاسلام بما يظهر من كمال ما يخرج من المعدن و نقصه بعد العمل فيه . ( آت ) .2 - في بعض النسخ ( يقتل فيها ثمانون الفا من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة ) .3 - في القاموس : الزوراء ما كان لاحيحة و البئر البعيدة و القدح و اناء من فضة و القوس و دجلة و بغداد لان أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة ، و موضع بالمدينة قرب المسجد و دار كانت بالحيرة و البعيدة من الاراضي و ارض عند ذي خيم انتهى . و احتمل المجلسي ره ان يكون الزوراء في الخبر اسما لموضع بالري و ان يكون زوراء بغداد الجديد و قال : انما نفى عليه السلام بغداد القديم و لعله كان هناك موضع يسمى بالري و يكون اشارة إلى المقاتلة التي وقعت في زمان مأمون هناك و قتل فيها كثير من ولد العباس و على الاول يكون اشارة إلى واقعة تكون في زمن القائم عليه السلام أو في قريب منه و ابن ابي عقب لعله كان سمع هذا من المعصوم فنظمه . ( آت ) .