تأويل قوله تعالى : " ما يكون من نجوى ثلاثة . . الآية " .
قوله تعالى : " لايسمن ولا يغنى من جوع " .
قوله تعالى : " هل أتيك حديث الغاشية " .
يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلونه إليهم فيعيه هؤلاء ( 1 ) و تضيعه هؤلاء ، فاولئك الذين يجعل الله عز ذكره لهم مخرجا و يرزقهم من حيث لا يحتسبون .و في قول الله عز و جل : " هل أتيك حديث الغاشية ( 2 ) " ؟ قال : الذين يغشون الامام إلى قوله عز و جل : " لا يسمن و لا يغني من جوع " قال : لا ينفعهم و لا يغنيهم لا ينفعهم الدخول و لا يغنيهم القعود .202 - عنه ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) في قول الله عز و جل : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ( 3 ) " قال : نزلت هذه الآية في فلان و فلان و أبي عبيدة الجراح و1 - اي الفقراء و الحاصل ان البدن كما يتقوى بالرزق الجسماني و تبقى حياته به فكذلك الروح يتقوى و تحيى بالاغذية الروحانية من العلم و الايمان و الهداية و الحكمة و بدونها ميت في لباس الاحياء فمراده عليه السلام ان الاية كما تدل على ان التقوي سبب لتيسر الزرق الجسماني و حصوله من احتساب فكذلك تدل على انها تصير سببا لتيسر الرزق الروحاني الذي هو العلم و الحكمة من احتساب و هي تشتملهما معا . ( آت ) .2 - الغاشية : 2 . و قال البيضاوي : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يعني يوم القيامة أو النار من قوله : ( و تغشى وجوههم النار ) انتهى و قوله : ( الذين يغشون الامام ) فسرها عليه السلام بالجماعة فالمراد على هذا البطن الطعام الروحاني اي ليس غذاؤهم الروحاني الا الشكوك و الشبهات و الاراء الفاسدة التي هي كالضريع في عدم النفع و الاضرار بالروح . ( آت ) .3 - من نجوى ثلاثة قال البيضاوي : ما يقع من تناجي ثلاثة و يجوز ان يقدر مضاف أو يؤول نجوى بمتناجين و يجعل ثلاثة صفة لها و اشتقاقها من النجوة و هي ما ارتفع من الارض فان السر امر مرفوع إلى الذهن لا يتيسر لكل احد ان يطلع عليه ، ، ( الا و هو رابعهم ) الا الله يجعلهم أربعة من حيث انه يشاركم في الاطلاع عليها و الاستثناء من اعم الاحوال ، ( و لا خمسة الا هو سادسهم ) و تخصيص العددين اما لخصوص الواقعة فان الاية نزلت في تناجي المنافقين أو لان الله وتر يحب الوتر و الثلاثة أول الاوتار أو لان التشاور لا بد له من اثنين يكونان كالمتنازعين و ثالث يتوسط بينهما ، ( و لا ادنى من ذلك ) و لا اقل مما ذكر كالواحد و الاثنين ، ( و لا أكثر الا هو معهم ) يعلم ما يجري بينهم ( أينما كانوا ) فان علمه بالاشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الامكنة ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) تفضيحا لهم و تقريرا لما يستحقونه من الجزاء ، ( ان الله بكل شيء عليم ) لان نسبة ذاته المقتضية للعلم إلى الكل سواء .انتهى . و الاية في سورة المجادلة آية 7 .