قوم ثمود وناقة صالح النبي عليه السلام .
قال ابن محبوب : فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له : سعيد بن يزيد فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام قال : فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه و جبل آخر ( 1 ) بينه و بين هذا ميل .214 - على بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبى بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : قلت له : " كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال و سعر أ ألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ( 2 ) " قال : هذا بما كذبوا به صالحا و ما أهلك الله عز و جل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم إلى الله فلم يجيبوا و عتوا عليه و قالوا : لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء و كانت الصخرة يعظمونها و يعبدونها و يذبحون عندها في رأس كل سنة و يجتمعون عندها فقالوا له : إن كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا إلهك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء ، فأخرجها الله كما طلبوا منه .ثم أوحى الله تبارك و تعالى إليه أن يا صالح قل لهم : أن الله قد جعل لهذه الناقة ] من الماء [ شرب يوم ( 3 ) و لكم شرب يوم و كانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم فيحلبونها فلا يبقى صغير و لا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك فإذا كان الليل و أصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم و لم تشرب الناقة ذلك اليوم فمكثوا بذلك ما شاء الله .1 - الحاصل انها راى جبلين بينهما قدر ميل بقدر عرض البعير و كان في كل من الجانبين اثر جنبها .و في تفسير المجمع عن ابن محبوب عن الرجل الذي راى ارض ثمود و الجبلين انه قال وجدته ثمانين ذراعا .2 - القمر : 24 إلى 26 . و قوله : ( منا ) اي من جنسنا و جملتنا ، لا فضل له علينا ، و انتصابه بفعل يفسره ما بعده ، واحدا منفردا لا تبع له من آحادهم دون أشرافهم ، ( نتبعه انا إذا لفي ضلال و سعر ) كانهم عكسوا عليه فرتبوا على اتباعهم إياه ما رتبه على ترك اتباعهم له . و قيل : السعر : الجنون و منه : ناقة مسعورة ، ( أ أ=نزل لقى الذكر ) الكتاب و الوحي عليه ( من بيننا ) وفينا من هو احق منه بذلك ( بل هو كذاب اشر ) حمله بطره على الترفع علينا بإدعائه . ( آت ) .3 - الشرب بالكسر : النصيب من الماء .