الطيرة على ما تجعلها .
235 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عمرو بن حريث قال : قال أبو عبد الله ( ع ) : الطيرة ، على ما تجعلها إن هونتها تهونت ، و إن شددتهاوارى هذا القول أولى لما فيه من التوفيق بين الاحاديث و الاصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد .و قوله : ( و لا طيرة ) هذا ايضا مثل السابق و المراد انه لا يجور التطير و التشؤم بالامور أو لا تأثير للطيرة على الاستقلال بل مع قوة النفس و عدم التأثر بها و التوكل على الله تعالى ترتفع تأثيرها و يؤيده ما ورد في بعض الاخبار من الدلالة على تأثيرها في الجملة و ما ورد في بعض الادعية من الاستعاذة منها ، قال الجزري : فيه لا عدوي و لا طيرة .الطيرة بكسر الطاء و فتح الياء و قد يسكن هي التشؤم بالشيء و هو مصدر تطير يقال : التطير بالسوانح و البوارح من الطير و الظباء و غيرهما و كان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع و أبطله و نهى عنه و أخبر انه ليس له تعثير في جلب نفع أو دفع ضرر .قوله : ( و لا هامة ) قال الجزري : فيه لا عدوي و لا هامة .الهامة : الراس و اسم طائر و هو المراد في الحديث و ذلك انهم كانوا يتشامون بها و هي من طير الليل و قيل : هي البومة و قيل : كانت العرب تزعم ان روح القتيل الذي لا يدرك بثاره تصير هامة فتقول : اسفوني اسفوني فإذا ادرك بثاره طارت و قيل : كانوا يزعمون ان عظام الميت و قيل : روحه تصير هامة فتطير و يسمونه الصدى فنفاه الاسلام و نهاهم عنه و ذكره الهروي في الهاء و الواو و ذكره الجوهري في الهاء و الياء .قوله صلى الله عليه و آله : ( و لا صفر ) قال الجزري : فيه لا عدوي و لا هامة و لا صفر .كانت العرب تزعم ان في البطن حية يقال لها : الصفر تصيب الانسان إذا جاع و تؤذيه و انها تعدى فابطل الاسلام ذلك . و قيل : أراد به النسي الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية و هو تأخير المحرم إلى صفر و يجعلونه صفر هو الشهر الحرام فابطله .انتهى . و قيل : هو الشهر المعروف زعموا انه يكثر فيه الدواهي و الفتن فنفاه الشارع و يحتمل ان يكون المراد هنا النهي عن الصفير بقرينة انه عليه السلام لم يذكر الجواب عنه و هو بعيد و الظاهر ان الراوي ترك جواب الصفير و يظهر من بعض الاخبار كراهته .قوله : ( و لا رضاع بعد فصال ) اي لا حكم للرضاع بعد الزمان الذي يجب فيه قطع اللبن عن الولد اي بعد الحولين فلا ينشر الحرمة .قوله : ( و لا تعرب بعد هجرة ) اي لا يجوز اللحوق بالاعراب و ترك الهجرة بعدها وعد في كثير من الاخبار من الكبائر .