المحقة والمبطلة من الصيحتين تكونان عند قيام القائم عليه السلام .
إنما الطاعة مع الجماعة ( 1 ) و الملك لمن غلب و إن هؤلاء القوم دعوا الناس إلى دنياهم فأجابوهم إليها و وهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا و الآخرة و ذلك هو الخسران المبين .ثم تكلم أبو ذر رضي الله عنه فقال : عليكم السلام و رحمة الله و بركاته بأبي و أمي هذه الوجوه فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى الله عليه و آله بكم و مالي بالمدينة شجن ( 2 ) لاسكن غيركم و إنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام فآلى أن يسيرني إلى بلدة ( 3 ) فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه ( 4 ) الناس بالكوفة و آلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا و لا أسمع بها حسيسا ( 5 ) و إني و الله ما أريد إلا الله عز و جل صاحبا و مالي مع الله وحشة ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم وصلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين .252 - أبو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، و الحجال جميعا ، عن ثعلبة ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال : قلت لابي عبد الله ( ع ) يوبخونا و يكذبونا إنا نقول : إن صيحتين تكونان ( 6 ) ، يقولون : من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا ؟ قال : فماذا تردون عليهم ؟ قلت : ما نرد عليهم شيئا ، قال : قولوا : يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن الله عز و جل يقول : " أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ( 7 ) " .1 - أكثر الناس يتبعون الجماعات و ان كانوا على الباطل ، على وفق الفقرة التالية . ( آت ) .2 - الشجن بالتحريك : الحاجة .3 - ( فآلى ) اي حلف .( 4 ) يعني الوليد بن عقبة آخا عثمان لامه و كان عثمان ولاه الكوفة و ذكر الزمخشري و غيره انه صلى بالناس و هو سكران صلاة الفجر اربعا و قال : هل أزيدكم . ( آت ) .5 - الحسيس : الصوت الخفي .6 - اي التي كانت في أول النهار و هي الحق و التي كانت في اخره و هي الباطل و ذلك عند قيام القائم .7 - يونس : 35 و قوله : ( يهدي ) اصله يهتدي فأدغمت التاء في الدال .