ما جاء في فضل معرفة الله تعالى .
توقيع الرضا عليه السلام إلى حسن بن شاذان الواسطي .
إن لله تعالى عبادا ميامين مياسير وله عباد ملاعين مناكير .
سعيد ، عن خلف بن عيسى ، عن أبي عبيد المدائني ، عن أبي جعفر ( ع ) قال : إن لله تعالى ذكره عبادا ميامين مياسير ، يعيشون و يعيش الناس في أكنافهم ( 1 ) و هم في عباده بمنزلة القطر و لله عز و جل عباد ملاعين مناكير ، لا يعيشون و لا يعيش الناس في أكنافهم و هم في عباده بمنزله الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه ( 2 ) .346 - الحسين بن محمد ، و محمد بن يحيى ] جميعا [ عن محمد بن سالم بن أبي سلمة ، عن الحسن ( 3 ) بن شاذان الواسطي قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا ( ع ) أشكوا جفاء أهل واسط و حملهم علي و كانت عصابة من العثمانية تؤذيني .فوقع بخطه : إن الله تبارك و تعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك ، فلو قد قام سيد الخلق ( 4 ) لقالوا : " يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون ( 5 ) " .347 - محمد بن سالم بن أبي سلمة ، عن أحمد بن الريان ، عن أبيه عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز و جل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الاعداء من زهرة الحياة الدنيا و نعيمها و كانت دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم و لنعموا بمعرفة الله عز و جل و تلذذوا بها تلذذ من لم يزل في روضات الجنان مع أوليآء الله .إن معرفة الله عز و جل آنس من كل وحشة و صاحب من كل وحدة و نور من كل ظلمة و قوة من كل ضعف و شفاء من كل سقم .1 - الكنف : الجانب ، الظل ، جناح الطائر و الجمع أكناف و كنف الانسان : حضنه أو العضدان و الصدر و يقال : أنت في كنف الله اي في حرزه و رحمته .قال المجلسي رحمه الله : الحاصل ان الناس مختلفون في اليمن و اليسر و البركة و نفع الخلق و أضدادها فمنهم نفاعون كقطر المطر يوسع الله عليهم و يوسعون على الناس و يعيش الناس في ظل حمايتهم و حفظههم و نفعهم و منهم من هو بضد ذلك ( ملاعين ) اي مبعدون من رحمه الله ، ( مناكير ) جمع منكر اي لا يتأتي منهم المعروف .2 - قال الجوهري : اتى عليه اي أهلكه .3 - في بعض النسخ ( الحسين ) .( 4 ) اي المهدي عليه السلام .5 - يس : 51 .