عوذة للريح والوجع .
أبي جعفر و بين ولد الحسن ، ( ع ) كلام فبلغني ذلك فدخلت على أبي جعفر ( ع ) فذهبت أتكلم فقال لي : مه ، لا تدخل فيما بيننا فإنما مثلنا و مثل بني عمنا كمثل رجل كان في بني إسرائيل ، كانت له ابنتان فزوج احداهما من رجل زراع و زوج الاخرى من رجل فخار ، ثم زارهما فبدأ بإمرأة الزراع فقال لها : كيف حالكم ؟ فقالت : قد زرع زوجي زرعا كثير فإن أرسل الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، ثم مضى إلى إمرأة الفخار فقال لها : كيف حالكم ؟ فقالت : فد عمل زوجي فخارا كثيرا فإن أمسك الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، فانصرف و هو يقول : أللهم أنت لهما ، و كذلك نحن ( 1 ) .46 - محمد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن ذريح قال : سمعت أبا عبد الله ( ع ) يعوذ بعض ولده و يقول : " عزمت عليك ( 2 ) يا ريح و يا وجع ، كائنا ما كنت بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبى طالب أمير المؤمنين ( ع ) رسول رسول الله صلى الله عليه و آله على جن وادي الصبرة ( 3 ) فأجابوا و أطاعوا لما أجبت و أطعت و خرجت عن ابني فلان ابن إبنتي فلانة ، الساعة الساعة " .1 - ( أنت لهما ) اي المقدر لهما ، تختار لكل منهما ما يصلحها و لا اشفع لاحدهما لانك أعلم بصلاحهما أو لا ارجح أحدهما على الاخر . و قوله : ( و كذلك نحن ) اي ليس لكم ان تحاكموا بيننا لان الخصمين كلاهما من أولاد الرسول و يلزمكما احترامهما لذلك . ( آت ) .2 - قال الجوهري : ( عزمت عليك ) اي أقسمت عليك .3 - كذا . و لعل هذا اشارة إلى ما رواه الشيخ المفيد ( ره ) في إرشاده باسناده عن ابن عباس قال : لما خرج النبي صلى الله عليه و آله إلى بني المصطلق جنب عن الطريق فأدركه الليل و نزل بقرب واد وعر فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره ان طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده عليه السلام و إيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه فدعا أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من اعداء الله الجن من يريدك فادفعه القوة التي أعطاك الله عز و جل إياها و تحصن منهم بأسماء الله عز و جل التي خصك بها و بعلمها و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال لهم : كونوا معه و امتثلوا أمره ، فتوجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوا ان يقفوا بقرب الشفير و لا يحدوا شيئا حتى يؤذن لهم ، ثم تقدم فوقف على شفير الوادي و تعوذ بالله من أعدائه و سمى الله عز اسمه و أومأ إلى القوم الذين اتبعوه ان يقربوا منه و كان بينه و بينم فرجة مسافتها غلوة ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد ان تقع القوم على وجوههم