ادعاء الرجل الهمداني بغلة موسى بن جعفر عليهما السلام .
حديث نبوي صلى الله عليه وآله فيه وصية نافعة .
47 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبن فضال ، عن أبن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( ع ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله من يتفقد يفقد و من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز ، و من قرض الناس قرضوه ( 1 ) و من تركهم لم يتركوه ، قيل : فاصنع ماذا يا رسول الله ؟ قال : أقرضهم من عرضك ليوم فقرك .48 - عنه ( 2 ) ، عن أحمد ، عن البرقي ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان قال : بينا موسى في داره التي في المسعى يشرف على المسعى إذ رأى أبا الحسن موسىلشدتها و لم تثبت اقدامهم على الارض من هول الخصم و من هول ما لحقهم ، فصاح أمير المؤمنين عليه السلام أنا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و ابن عمه ، أثبتوا ان شئتم فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران قد اطمأنوا و اطافوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين عليه السلام بطن الوادي و هو يتلوا القرآن و يومي بسيفه يمينا و شمالا فما لبثت الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود و كبر أمير المؤمنين عليه السلام ثم صعد من حيث هبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه فقال له اصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله : ما لقيت يا ابا الحسن فلقد كدنا ان نهلك خوفا و اشفقنا عليك أكثر مما لحقنا ؟ فقال عليه السلام لهم : انه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضاء لوا و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادي خائف منهم و لو بقوا على هيئاتهم لاتيت على اخرهم و قد كفى الله كيدهم و كفى المسلمين شرهم و ستسبقني بقيتهم إلى رسول الله صلى الله عليه و آله يؤمنون به و انصرف أمير المؤمنين عليه السلام بمن معه إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و اخبره الخبر فسرى عنه و دعا له بخير و قال له : قد سبقك يا علي إلى من أخافه الله بك فاسلم و قبلت اسلامه ، ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين خائفين و هذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة و لم يتناكروا شيئا .انتهى ( آت ) .1 - قال الجزري : في حديث ابي الدرداء : ( من يتفقد يفقد ) اي من يتفقد أحوال الناس و يتعرفها فانه لا يجد ما يرضيه لان الخير في الناس قليل . و قال و فيه أيضا : ان قارضت الناس قارضوك أي إن سابيتهم و نلت منهم سبوك و نالوا منك و منه الحديث الاخر : ( أقرض من عرضك ليوم فقرك ) اي إذا نال احد من عرضك فلا تجازه و لكن اجعله قرضا في ذمته لتاخذه منه يوم حاجتك إليه ، يعني يوم القيامة .2 - اي عن محمد بن يحيى العطار و الاتي هو محمد بن يحيى الصيرفي الذي روى عنه أبو عبد الله البرقي و العباس بن معرف و على بن اسماعيل و عبد الله جبلة و أيوب بن نوح و محمد بن عمرو بن سعيد و روى عن حماد بن عثمان و محمد بن سفيان كما في جامع الرواة .